التحقت بدورة للرياضيات في المدرسة الأرثوذكسية بحيفا بإشراف البروفيسور نادر بشوتي، وبعد عدة اسابيع من بداية الدورة قال بشوتي انه سيبدأ بتعليمي في التخنيون مرة في الاسبوع ،وهذه المرحلة الجديدة كانت متميزة في مضامينها ،وتعلمنا مواد جديدة واكتسبنا ادوات للتطبيق البحثي ،وتوصلنا في نهاية الامر الى النتيجة الهامة وهي المقال الذي كتبناه وحاز على افضل مقال، هكذا بدأ الطالب عابدي حديثه لمراسلنا ..

عرض المقال والبحث سيتم في سلوفينيا بعد شهرين

وتابع عابدي طالب الصف الحادي عشر في مدرسة الراهبات بحيفا: في اكتوبر القادم، وفي مدينة بليد في دولة سلوڤينيا سأعرض بحثاً علمياً بالرياضيات والحاسوب، ويسعدني كثيرا كوني الطالب العربي الاول الذي يستطيع أن يعمل بالأبحاث في هذا المجال وينشر بحثه على مستوى عالمي .وتابع عابدي: عندما طلب مني البروفيسور نادر أن أتعلم لديه في التخنيون بشكل شخصي سررت جداً ووجدتها فرصة كبيرة يمنحني إياها البروفيسور نادر بهدف التعلم أكثر وأن تفتح أمامي آفاق أكبر، وهذه فرصة كي أشكره على ما يقوم به من أجلي والذي قد يقودني الى عمل أشياء مفيدة للمجتمع.


وأسهب عابدي: أعتقد انه كلما استعمل واستغل الانسان تفكيره في بحث معين فلا بد ان يبدع، وقد استحوذ البحث على جل تفكيري ليل نهار وكنت أصحو من النوم أحيانا وأفكر بالمشكلة الرياضية التي أبحث عن حلّها ،وقد بذلت كل جهد حتى توصلت الى حل المشكلة الرياضية والعمل كان نظرياً أكثر، حيث انتقلت من حل الى حل الى أن توصلت الى الحل النهائي ،والحل كان على الورق وهذا ما نسميه الچورتميم، حيث نبني الحلول ولكن لا نضعها في برنامج حاسوب، فمن يقوم بذلك هي الجهات المعنية باستعمالها تجاريا.وتابع عابدي:تعلمت الأمور الأساسية . وفي البحث استخدمت الأدوات والمعرفة التي اكتسبتها في المدرسة وفي الدورة وما علّمني إياه البروفيسور بشوتي بشكل شخصي .وكلما تقدمت بالبحث أكثر استخدمت أدوات جديدة أكثر.

كيفية كتابة العرض

وأضاف: لقد بدأنا في بحث ومشروع جديد. فإلى جانب قراءة المقالات لاكتساب الخبرة والتحضيرات لتقديم البحث نعمل أيضاً على حل مشاكل ما زالت بحاجة الى حل. فالعمل لم يتوقف وأواصل العمل مع البروفيسور بشوتي، وأهم شيء يقف أمامي اليوم هو أن أتعلم كيفية كتابة العرض أو المحاضرة التي سيعرض فيها البحث، حيث سيكون علي تقديم خلاصة البحث في غضون عشرين دقيقة وبعدها سأجيب على الأسئلة التي ستوجه إلي بخصوص البحث. وبمساعدة البروفيسور بشوتي أعد محاضرات باللغة الإنجليزية وأتدرب عليها .

استعمال وسائل وطرق رياضيات معقدة

وختم عابدي حول المقال والبحث: أساس البحث الذي عملنا عليه، هو بحث بدأ في الحرب العالمية الأولى عندما كان جنود مصابين بمرض معد، وكانت هناك إمكانية لأن تنتقل العدوى لمئات آلاف أو ملايين الجنود الآخرين فكان من الضروري إخراج المرضى من بين باقي الجنود. ولكي يتم التعرف على من هم الجنود المصابين بالمرض كان لا بد من فحص عينات من كل جندي وجندي. ولما كان الفحص مكلفا وكان يستغرق وقتا طويلا، ولاختصار الوقت والتكاليف اقترح أحدهم أن يتم خلط عدد من عينات الدم ببعض، لمجموعات من مئة شخص أو أكثر، وأن يتم الفحص للخليط، فإذا تبين أن الخليط خاليا من عامل المرض فيكون الفحص قد شمل المئة جندي فينتقلون الى المجموعة الأخرى، أي أنهم قاموا بفحص واحد بدلا من مئة. ووسط هذه الأحداث بدأ علماء البيولوجيا يسألون أسئلة أخرى، حيث أن هناك عينات دم تحتوي على عامل المرض وعينات دم أخرى تحتوي على أجسام مضادة لعامل المرض وهكذا يكن الفحص أميناً، فكانت النتائج تشير الى أن الخليط خالٍ من المرض رغم أن في المجموعة عددا من الأشخاص المصابين بالمرض. عندها بدأوا يبحثون عن الإمكانيات لإجراء أقل ما يمكن من عمليات الفحص بهدف التقنين بالتكاليف ولكي لا تطول مدة الفحص.ولتكون النتائج صحيحة . وقد دخلنا في بحثنا في هذه النقطة وإحدى المشاكل المطروحة في البحث تتعلق بهذا الموضوع. ولأجل التوصل الى الحل كان لا بد من استعمال وسائل وطرق رياضيات معقّدة جدا بهدف التوصل الى معادلة تساعد في اختيار الجنود الذين يمكن خلط دمائهم في عينة فحص واحدة للتمييز بين المريض والخال من المرض ، وفي نفس الوقت لمعرفة من توجد في دمه عوامل مضادة للمرض.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]