في اعقاب الاعتقالات التي قامت بها الشرطة الاسرائيلية بعد المواجهات والاشتباكات مع المتظاهرين في المظاهرات المنددة بالحرب على غزة, ومع التصريحات العنصرية لوزير الخارجية ليبرمان بمقاطعة العرب نتيجة مشاراكاتهم الم شعبهم في غزة, وعلى اثر الاعتقالات التي تقوم بها الشرطة بشكل يومي لنشطاء او شبان عرب يعبرون عن رأيهم بما يحصل بطريقة طبيعية على صفحتهم في الفيس بوك وفصل عدد من العمال العرب من اماكن عملهم نتيجة تعبيرهم عن ارائهم، اختلط الحابل بالنابل بما يتعلق بالتعبير عن الرأي، واصبح من غير المفهوم ما هو الحد الفاصل بين التحريض والتعبير عن الرأي الذي يعتبر حق اساسي من حقوق الانسان, توجه موقع بكرا الى محمد زيدان رئيس المؤسسة العربية لحقوق الانسان الذي قال:

عندما تحمل حرية التعبير عن الرأي طابع الكراهية عندها تصبح تحريضا

"يجب ان نفصل ما بين الجانب النظري للموضوع وما حصل على ارض الواقع، في الجانب النظري التعبير عن الرأي هو حق من حقوق الانسان الاساسية ويرتبط ارتباطا وثيقا بحقوق اخرى بمعنى ان تحقيق حرية التعبير عن الرأي وافساح المجال لحرية التعبير عن الرأي له انعكاسات على حق المواطن ببناء شخصيته وهويته والتعبير عنها بشتى الوسائل, التعبير عن افكاره, عن اقتراحاته وانتقاداته, عن غضبه وفرحه يعبر عنها بطريقة ما, لذلك يعتبر ذلك من الحريات الاساسية لحقوق الانسان , ولكن ممكن ان يتحول هذا الحق من حق الى اعتداء على حقوق اخرى بمعنى ان يتحول حرية التعبير الى تحريض ممكن ان يتم استذكار جوانب واضحة المعالم متى يتحول حرية التعبير الى شيء مرفوض وليس حق متاح للشخص ان يستعمله, ونحن نتحدث هنا عن الوضع التي تحمل به هذه الحرية طابع خطاب الكراهية, بمعني الدعوة لكراهية مجموعة او فرد معين او احرض على القيام بفعل عدواني ضد هذه المجموعة, عندها تصبح المقولة ليس تعبيرا عن الرأي وانما تحريض وهذا بالطبع شيء مرفوض".

العنصرية اصبحت جزءاً جوهري من ثقافة هذا المجتمع في طريقة تعامله مع الاخر

واسهب زيدان قائلا "حول الحد الفاصل كيف يتحول حق التعبير الى تحريض له عدة تفرعات وهنالك خلافات حول الموضوع, بما يتعلق ما حصل عندنا مثل مقولات الموت للعرب تم التسامح معها ولم يتم اعتقال اي شخص بسبب ذلك, حتى الدعوة الى مقاطعة العرب على الفيس بوك كانت علنية لم يتم توجيه اي لوائح اتهام مع انها تحريضا, ولكن بنفس الوقت اذا قام عربي بالحديث عن مقاطعة اسرائيل او مقاطعة منتجات اسرائيلية هذا يعتبر في عين الدولة الاسرائيلية مخالف للقانون ومن هنا نستطيع ان نرى بان المشكلة ليست في التعريفات وانما في ازدواجية المعايير التي تقوم بها الدولة تجاه العرب في هذه البلاد, لذلك من الهام ان نذكر انه بمقابل ما يحصل لاعتقالات للنشطاء العرب تحت ذريعة التحرض اسرائيل لم تقم باي شيء حول الحملة الشنيعة التحريضية ضد العرب, ليس فقط على صفحات الفيس بوك وانما الدولة نفسها قامت بالتحريض ضد العرب مثل وزير الخارجية ليبرمان الذي دعا وبشكل واضح الى مقاطعة العرب حيث تم هذا الامر بدون اي انتقاد شعبي او رسمي لمثل هذه التصريحات, وباعتقادي ينجم ذلك بسبب ان اسرائيل تمر بمرحلة يتم فيها ترسيخ ثقافة العنصرية والفاشية على المجتمع الشعبي بمعني ان العنصرية اصبحت جزء جوهري من ثقافة هذا المجتمع في طريقة تعامله مع الاخر وهذا يظهر كما في كل العالم وقت الازمات والحروب حيث يصبح الخطاب الاهوج العنصري التحريضي هو سيد الموقف ويظهر بكل بشاعته كما حصل خلال الاسابيع الثلاثة الماضية".

الدولة لا تقم بواجبها بصياغة القوانين او بمنع التحريض

وتطرق زيدان في حديثه الى فاشية مؤسسات الدولة الاسرائيلية حيث قال لبكرا "واجب الدولة هو وضع تشاريع تحرم التحريض وتمنعه وواجبها ايضا ان تتخذ اجراءات نحو وضع قوانين تجرم التحريض العنصري بشكل واضح, انما ما حصل هنا هو ان مؤسسات الدولة الاسرائيلية من وزراء كنيست واعضاء كنيست قامت بتصريحات فاشية وعنصرية جدا مثل قتل واغتصاب النساء والامهات الفلسطينيات وهذا اثبات قوي على ان هنالك تحريض على العرب, بمعني ان الدولة لا تقم بواجبها بصياغة القوانين او بمنع التحريض وللاسف المحاكم الاسرائيلية ايضا من خلال عدم اتخاذ قرارات واضحة في المحاكم تدين هذه التحريضات هي عمليا تفسح المجال من اجل استمرار التحريض وتصاعده واعتقد بان اسرائيل تعاني من هذا الامر ليس فقط في الثلاثة اسابيع الاخيرة وانما اسرائيل لا تقوم بواجبها الاساسي بتثقيف وتوعية الجمهور لمنع التحريض على مدار العام ايضا, ومقولة يهودية الدولة هي بذاتها اساس البلاء من ناحية العنصرية والتمييز لانها تجعل الدولة ومؤسساتها بملكية يهودية بهذا المفهوم وبالتالي كل من هو غير يهودي هو خارج هذه الدولة وبالتالي يحق للدولة ان تميز ضده, ونرى بان الدولة تخلق الارضية لهذا التمييز الذي تتم ممارسته على كل المستويات وفي كافة مجالات الدولة القضائي والسياسي المدني والشعبي".

موضوع التحول بين حرية التعبير وخطاب الكراهية ايضا يسري علينا

وعن مشاركة الشباب في المظاهرات الاخيرة ووعيه بما يتعلق بموضوع التعبير عن الرأي عقب زيدان لبكرا "اعتقد بانه لا يمكن ان يكون الوعي كافي بل يجب دائما العمل على زيادة الوعي لدى الشباب, وموضوع التحول بين حرية التعبير وخطاب الكراهية ايضا يسري علينا, وانا اقول للشباب بانه عندما يعبرون عن رأيهم يجب ان يأخذوا بعين الاعتبار التحذيرات التي ذكرتها وهي ان لا ندعوا للكراهية تحت حجة التعبير عن الرأي, او العنصرية بدون الانتقاص من حقنا في انتقاد الجرائم التي تقوم بها اسرائيل بحق شعبنا الفلسطيني ولدينا الوسائل والكلمات المناسبة للتعبير عن موقفنا بدون ان ننزلق الى تحريض او القيام بشيء مخالف للقانون او الدعوة بشكل صريح الى خطف جنود وغيره بل نحن ندعوا الى تحرير الاسرى, ممكن التعبير عن الرأي دون الانزلاق القانوني الى امور من الممكن ان تستعمل ضد شبابنا, التوعية هي مشروع طويل المدى لا يتعلق فقط بالازمات بل بالازمات هي تظهر على السطح ولكن عملنا يجب ان يستمر على مدار العام لتوعية الشباب ايضا في ظل وجود الفيس بوك والانترنت ووسائل الاتصال الالكترونية والاجتماعية التي تفتح افاق جديدة يجب التعامل معها بحذر لانه من الواضح ان اسرائيل قدمت لوائح اتهام ضد عرب فقط لانهم كتبوا ستاتوس وهنالك عرب طردوا من العمل لانهم قاموا بالتعبير عن رايهم على الفيس بوك".

وحمل زيدان مسؤولية المواجهات الاخيرة في اعقاب مظاهرات الغضب للشرطة التي تواجدت بكثافة وبشكل استفزازي في مكان المظاهرات, حتى ان الشرطة لم تتوقف عن الاعتداء على المتظاهرين حتى عند انسحاب المتظاهرين, كانت تلحقهم وتدخل الاحياء حتى انها تعمدت وقصدت القيام بهذه الاعتقالات والاشتباكات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]