تطغى مآسي غزة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال على فرحة الفلسطينيين في الضفة الغربية، فلا تبدو أية مظاهر فرحة بالعيد في الضفة الغربية، ويأتي عيد الفطر هذا العام حاملاً معه أحزان كثيرة وشهداء ودماء جمة ما زالت تسفك كل يوم، عيد لم يسبق له مثيل بهذا الوجع الساكن في قلوب كل الفلسطينيين، وحتى إقبالهم على مظاهر العيد بكل ما فيها باتت غير موجودة.

العيد هذا العام كان مختلفاً بمشاعر الحزن التي ملئت الشارع الفلسطيني، وبإقبال الناس القليل جداً على شراء الألبسة والحلويات، وكذلك لم تغلق الشرطة الفلسطينية مراكز المدن وتحولها للمشاة كما جرت العادة فيما يشتكي التجار من قلة المتسوقين قبل العيد ويتوقعون أن يكون الوضع مماثلا أيام العيد.

وتكاد محال الحلويات في الضفة الغربية تكون خالية إلا من قلة قليلة من المواطنين ممن يشترون الحلويات على استحياء، بسبب ما يجري في قطاع غزة من مجازر وقصف منذ ما يزيد على ال20 يوماً، ومعظم الناس يشترونها ليزرعون البهجة في نفوس أطفالهم.`

ويقول محمد السيوري صاحب محل حلويات في رام الله:" إقبال المواطنين على شراء الحلويات قليل جداً وضعيف بسبب الأوضاع التي يعيشها أهالي غزة، ونسبة المبيعات هذا العيد لم تتجاوز ال50%".

ويضيف أن إقبال الناس على شراء الحلويات قليل جداً في هذا العيد مقارنة بالأعياد السابقة له، ومعظم من يشترون الحلويات يشترونها ليفرحون أطفالهم فقط، وكذلك يشترونها على استحياء ".

ويشيراخر إلى أن إقبال الناس كذلك ضعيف، وأصبحوا يشترون نصف الكمية المعتادة لهم".

في ذات السياق يقول صاحب محل الحلويات محمد العكر في نابلس إن إقبال الناس على الشراء قل بشكل كبير جداً، وحتى أن بعض من يشترون الحلويات من عندي يطلبون مني وضعها في كيس اسود حتى لا يراها الآخرين".

ولم يقتصر الإقبال القليل على محلات الحلويات فقد بل امتد ليشمل محلات الألبسة بكل أنواعها حيث أصبح لدى المواطنين خوف من المستقبل، وخصوصاً بعدما انتقلت مجريات الحرب إلى الضفة الغربية متمثلة في المواجهات الدائمة مع قوات الاحتلال، وارتقاء عدد من الشهداء.

شراء الملابس منخفض أيضا

ويوضح صاحب احد محلات الألبسة الرجالية:" الشراء هذا العيد قل بنسبة كبيرة تصل إلى 50% بسبب الأوضاع في قطاع غزة".

ويشير آخر من أصحاب محلات الألبسة الستاتية:" هذا العيد نسبة الشراء فيه قلت بشكل ملحوظ حيث لم تتجاوز مبيعاتي ال30% ".

ومن جهته يقول صاحب إحدى محلات الألبسة الستاتية:" الإقبال في هذا العيد قليل جداً ولم يسبق لهذا العيد مثيل، ففي أول أربعة أيام من الحرب على غزة كانت نسبة الشراء وإقبال الناس طبيعية، ولكن في هذا الأسبوع على وجه الخصوص قل الإقبال بشكل كبير جداً، ويعود ذلك إلى أن الحرب لم تبقى مقتصرة على مدينة غزة بل وصلت إلى الضفة الغربية، وساد جو من التوتر فيها، وأصبح لدى الناس خوف من المستقبل".

مشاعر حزن وتضامن الشارع الفلسطيني

ومشاعر الموطنين الفلسطينيين تغيرت أيضاً في هذا العيد، فكثير منهم ينوي مقاطعة كل مظاهر العيد وقصر العيد فقط على صلة الرحم وزيارة الأقارب وتقديم القهوة السادة، والحداد على أروح شهداء غزة والضفة الغربية.

وتقول الحاجة أم محمد:" هذا العام لا يوجد عيد في ظل هذا الحرب علىإخوتنا في غزة، وفي كل عام كنت اصنع الحلويات والمعمول، ولكني قررت هذا العيد أن لا اصنعها حداداً على أرواح شهداء غزة".

ومن جانبه يبين المواطن أبو عبد الله :" هذا العام لن احتفل أنا وعائلتي بالعيد سيقتصر العيد لدي على زيارة أقاربي لإبقاء صلة الرحم موجودة، ولن أوزع الحلويات بل سأكتفي بتقديم القهوة السادة، وان شاء الله سأوزع الحلويات عندما يتنصر أهلي غزة ويرفع الحصار عنهم".

وتشير إحدى الشابات إلى أنها لم تقم هذا العيد بشراء ملابس لها حداداً على ما يجري في قطاع غزة والضفة".

وتقول مواطنة من فلسطيني الداخل:" الداخل الفلسطيني لن يحتفل بالعيد هذا العام فمشاعر السواد والحداد سائدة بشكل كبير".

ويوضح المواطن مازن حسام:" لا عيد هذا العام وكل يوم يسقط شهيد من إخوتي الفلسطينيين".

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]