أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، النائب مصطفى البرغوثي على ضرورة إعادة السلطة الفلسطينية لحجمها الطبيعي وأن يركز دورها على تسيير أمور المواطنين.

وقال البرغوثي، إن منظمة التحرير هي التي حجمت وأصبحت بندا من بنود موازنة السلطة، وأن أطرافا إسرائيلية ودولية تسعى لتحجيم نضال وإرادة الشعب بالكفاح والمقاومة.

وطالب البرغوثي بإعادة منظمة التحرير لقيادة حركة التحرر الوطني وانضمام جميع القوى لها، لتكون قيادة وطنية موحدة والتركيز على كيفية إدارة النضال والكفاح من اجل الحرية.

وقال البرغوثي إن الشعب الفلسطيني يعيش حالة نوعية جديدة، حيث انتهت فيها مرحلة أوسلو والمراهنة على المفاوضات، بينما فرضت الحياة إستراتيجية وطنية جديدة قائمة على تغيير ميزان القوى عبر الكفاح والنضال وليس عبر الحلول مع إسرائيل.

وأضاف البرغوثي في هذه المرحلة الجديدة يجب الإسراع في عقد الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير لإنشاء قيادة وطنية موحدة للحفاظ على الوحدة الوطنية، وتوقيع اتفاق روما بأسرع وقت ممكن، لردع إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية.

واعتبر البرغوثي أن هذه الانتفاضة لها معالم خاصة، تختلف عن الانتفاضتين السابقتين بالرغم من تشابهها مع الانتفاضة الأولى من حيث طابعها الشعبي والجماهيري، حيث أنها جاءت بعد تراكمات تدريجية منذ 10 سنوات.

وقال البرغوثي: المهم أن تستمر هذه الانتفاضة بشكل فعال وأن تحقق أهداف سياسية معينة وأن لا نسمح بضياع منجزاتها كما حدث في مرات سابقة

يجب تقليص دور السلطة لصالح استعادة منظمة التحرير لدورها القيادي

وأوضح أن استمرار هذه الانتفاضة يتطلب إنشاء قيادة وطنية موحدة وتفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير ليصبح إطارا لقيادة موحدة تضم كل القوى الموجودة في المنظمة بالإضافة إلى حماس والجهاد والمبادرة الوطنية والشخصيات المستقلة، حتى تكون هناك حركة موحدة وقرار سياسي وكفاحي موحد.

وأشار البرغوثي إلى أن القيادة الموحدة مهمة لتنظم الانتفاضة الشعبية ونشاطاتها بشكل فعال، وأن لا يتكرر ما جرى في الانتفاضة الأولى التي ضاعت نتائجها، حيث بدل من أن تترجم إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، أدت لترتيبات أوسلو التي ثبت فشلها، وفق ما قال البرغوثي.

وبيّن أن هذه الانتفاضة طابعها شعبي مقاوم، وتجري على شكل موجات تشتد أو تخفت، كما أنها تتميز بالتنسيق مع شعبنا في أراضي عام 1948، ومرشحة لتحقيق نتائج سياسية ملموسة وتحقيق الحرية والاستقلال، بالتزامن مع أعظم حركة تضامن دولي مع الشعب الفلسطيني والتي ولدت حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل.

وأكد البرغوثي أن وجود قيادة موحدة وقيادة ميدانية على الأرض وتشكل لجان حماية موحدة في المدن والقرى والمخيمات، يدفع الجمهور للمشاركة بشكل أكبر وأكثر فعالية، ويمنع الفلتان والفوضى.

ينتقد المواقف الداعمة لإسرائيل

وفي ذات السياق، قال البرغوثي "هناك شيء مؤسف في السياسة العالمية، إذ أن كثيرا من رؤساء الدول كان وقحا في القول إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها دون الإشارة إلى حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم بوجه الاحتلال".

وأضاف: هناك من راهن على أنه تم تدجين الضفة الغربية عبر المنح والقروض وربط الناس بالرواتب وما سمي بسياسة بناء المؤسسات والسلام الاقتصادي، والآن هناك أصوات تحاول تدجين قطاع غزة، لكن مشروع التدجين فشل، والشعور الوطني انتصر لدى الجميع، وهناك جيل جديد من المقاومة غير ملوث وغير مثقل بالأعباء ولا يمكن احتواءه.

ما يرعب إسرائيل هو تفاعل الأجهزة الأمنية الفلسطينية معها

ولفت البرغوثي إلى أن ما يرعب إسرائيل تفاعل أبناء الأجهزة الأمنية مع الانتفاضة بنفس الطريقة التي يتفاعل معها المواطنون، مشيراً إلى أن حديث الإسرائيليين عن نزع سلاح المقاومة، يهدف لنزع روح وإرادة المقاومة من الشعب الفلسطيني بأسره وكسر إرادته السياسية المصممة على رفض المشاريع التصفوية.

وشدد على ضرورة منع هدر التضحيات، وإنما ترجمة صمود المواطنين والمقاومة وبسالتها، إلى نتائج سياسية وحماية الشعب من صراعات الآخرين. وقال إن وقف إطلاق نار يجب ربضه برفع الحصار عن غزة.

وبمناسبة العيد، قال البرغوثي إنه في ظل العدوان على قطاع غزة الذي أدى لارتقاء الشهداء وسقوط الجرحى وهدم البيوت ونزوج المواطنين من بيوتهم، يجب أن يكون عيد الفطر مناسبة للتضامن والتكاتف الشعبي وأن يكون خالي من مظاهر الاحتفال

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]