كانتْ الصُدفة هي وليدة اختياره لدراسة " طب الأسنان"، فزيارته الأولى لمولدوفا كانت بمثابة نقطة تحول، غيرتْ مجرى حياته الدراسية والمهنية، فتغيرتْ طموحه من هندسي بناء، إلى الطبيب عزيز سَلطي.

رُب صدفة..

حين أنهى دراسته الثانوية، كان يخطط الشاب عزيز سَلطي من الناصرة، للالتحاق بالدراسة في إحدى كليات الهندسيين في البلاد، لدراسة موضوع هندسي بناء، لكن الصُدفة شاءت أن يقوم بزيارة لأخيه الذي يكبره وسبقه في التعليم إلى مولدوفا، بهدف التعرف على البلاد وليس أكثر، لكن هذه الزيارة كانت مليئة بالفضول والتعرف على الجامعة والمبنى الخاص بها، فكان يرافق أخيه وزملائه لحضور المحاضرات، وبدأ موضوع " الطبابة" يروق له، واتخذ قراره أنه سيبدأ بدراسة " الطب العام" في السنة الدراسية المقبلة، وعلى ضوء ذلك استعد للدراسة في مولدوفا.

رُب صدفةٍ ثانية..

كانت بداية المسيرة الدراسية " للطالب عزيز" مغمورة بالمفاجآت، فخلال سنته التحضيرية لدراسة اللغة الرومانية، وهي اللغة الرسمية في مولدوفا، تعرف على مجموعة من طلاب طب الأسنان، وكان يتابعهم حين كانوا يتدربوا على المتعالجين، هذه الخطوة التدريبية شدته لدراسة موضوع طب الأسنان بدلاً من الطب العام، وكان هذه نقطة تحول أخرى في حياة الطبيب عزيز سَلطي.

تحديات في بلاد الغُربة..

وردًا على سؤالنا، قال د. عزيز، كثيرة هي التحديات التي تواجه الطلاب العرب في مولدوفا، تبدأ من إيجاد أماكن للسكن وترتيب المعاملات بين الطالب والجامعة- مُشيرًا أنه حين بدأ دراسته في الجامعة لم يكن أي وسيط بين الطلاب والجامعة، مما كان يصعب عليهم. بالإضافة إلى التأقلم والشعور بالغربة، والاشتياق للأهل.

نصحية للطلاب..

وردًا على سؤال إضافي، قال د. عزيز، إن التعليم خارج البلاد، منحه الاستقلالية والثقة بالنفس، بالإضافة إلى أنه تعلم لغة جديدة، وتعرف على ثقافة مجتمعاتٍ جديدة، مُشيرًا إلى أن سنوات الدراسة تحتاج من الطالب أن يكون مثابرًا ومجتهدًا، ولكل طالب من نجاحه نصيب وعلى الطلاب أن يجتهدوا ويستثمروا معظم وقتهم في الدراسة، والتواجد في المحاضرات.

وينصح الطلاب أن يستفيدوا بقدر مستطاعهم من المستوى التعليمي ومن الخدمات التي تمنحها الجامعة والمحاضرين للطلاب، ويقدموا أفضل ما عندهم.

ما بعد التخرج من الجامعة..وامتحان يتلوه آخر..

وأكد د. عزيز خلال لقائنا معه، أن التعليم ليس بالسهل، مُشيرًا إلى نظام التعليم في مولدوفا، أكثر من جيد، وهذا دليل على أن خريج كلية الطب، يقدم ثلاثة امتحانات، للحصول على الشهادة، ومن ينجح، يؤهله الجامعة للتخرج، لكن لا تنتهي الامتحانات في مولدوفا، فبانتظار خريجي الطب امتحان الدولة الذي يعتبر للعديد من الطلاب تعجيزي، وخاصة للطلاب الذين تعلموا خارج البلاد، وتكون اللغة العبرية لديهم ضعيفة مقارنة مع الطلاب الدارسين في البلاد، مُشيرًا إلى أن الترجمة في الامتحانات تكون حرفية وغير دقيقة، لذلك يضطر الطلاب لإعادة الامتحان من جديد، بعد مرور 6 شهور من موعده.

وهُنا ينصح د. عزيز الطلاب بعد الاستسلام واليأس وإعادة المحاولة مرة واثنتين وحتى لو اضطرت لثلاث أو أكثر، في النهاية سينجح الطالب ويبدأ بمزاولة مهنته.

توفير فرص عمل للخريجين..

وأشار د. عزيز خلال حديثه معنا إلى مسألة عدم توفر فُرص العمل لخريجي طب الأسنان، مُشيرًا إلى أن عشراتْ الخريجين مازالوا يبحثون عن العمل، وشروط العمل في الغالب ليست مناسبة لهم، ولا لكفاءاتهم العلمية ولا لشهاداتهم، فلا يعقل أن يعمل خريج طب أسنان مساعد لطبيب، يجب التعامل مع الخريجين أنهم أطباء، ناهيك عن المعدات الطبية باهظة التكلفة، التي تصل إلى 200 ألف شيكل قيمتها كحد أقصى، بالإضافة إلى أسعار المواد الخاصة بقلع الأسنان أو الحشوة، وهي أيضًا مكلفة.

ومن هنا يتوجه د. عزيز لجمعية أطباء الأسنان، من أجل إيجاد فرص عمل للخريجين، ودعمهم. ويعمل د. عزيز في عيادة مستقلة في حيّ الورود الناصرة ، ويستقبل بها زبائنه.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]