في السابع من يوليو ٢٠١٤، اجتمعت نخبة مجتمع الموضة في باريس لإلقاء النظرة الأولى على مجموعة الكوتور الجديدة للمصمم السوري رامي العلي لموسم خريف وشتاء ٢٠١٤/٢٠١٥. ولحضوره السادس في باريس لعبت الغابات المطرية بأسرارها وخباياها دور الملهمة للعلي الذي اختار متحف الفنون الزخرفية Musée des Arts Décoratifs التاريخي كعنوانٍ جديدٍ لإطلاق مجموعته الآسرة.

أتت كل قطعةٍ من القطع العشرين كلغزٍ جميل جمع بين الخامات الفاخرة والتفاصيل المتقنة، في حين اتحدت ظلال الغابة الغنية كالأخضر والبيج والذهبي مع الألوان الأساسية لبعث الحياة في لوحة الألوان. إنه مشهد إزهار الطبيعة وتحولها الأبدي والأزلي.
وبلمساتٍ هندسيةٍ ماهرة تمكن العلي من التلاعب بالأقمشة لخلق صورٍ خفيّةٍ تحتاج إلى زوايا معينة لرؤيتها. والنتيجة النهائية كانت إبهاراً يثير الدهشة.

القصات احتفت بمنحيات الجسد وخطوطه وعانقته بإنسياب. فساتين الـ A-Line ظهرت بشكلٍ عصري بتنانير ذات طبقاتٍ متعددةٍ قصيرةٍ من الأمام لتكشف بخلسةٍ عن تفاصيل غير متوقعة. أما التطريز الدقيق والحياكة الثلاثية الأبعاد فشكلا لوحةً قماشيةً لسرد حكايا الغابة السرية. فافمتزج الدانتيل مع حرير الأورغنزا، والغازار مع التافتا والشيفون اللامع لخلق الأرضيةٍ القماشيةٍ الفاخرة التي أصبحت العلامة الفارقة في تصاميم العلي.

في لمساته الأخيرة أضاف العلي الترتر والكريستال بلا لمعة لإضفاء المزيد من الدراما والغموض على لوحة الألوان التي تجانست فيها درجات الأزرق الملكي والأصفر الغني مع ألوان المجوهرات مثل الزمردي والياقوتي والأرجواني. إنها مجموعةٌ ناغم فيها العلي بين حدّة الأدغال وقوتها من جهة وهدوئها الحذر من جهةٍ أخرى.

في تشكيلة خريف وشتاء ٢٠١٤/٢٠١٥يثبت العلي مجدداً براعته في بث روحٍ جديدةٍ إلى حرفة الكوتور الصعبة وحملها إلى مستوى آخر من الفنّ والإبداع. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]