في حديثٍ خاص لموقع "بكرا"، وبعد حملة المقاطعة التي أعلن عنها في أعقاب تصريحاته الداعمة للجيش الإسرائيلي، الذي يقود اليوم عدوان دموي على أهلنا في غزة، أسقط حتى الآن الآلاف الشهداء والجرحى، وتصريحاته الواصفة للناشطين المتظاهرين بحيفا على أنهم محدثو شغب يدمرون "التعايش" العربي- يهودي في حيفا، علمًا أن مظاهرتهم تحمل مقولة "لا للعدوان على غزة، لا للإحتلال"، قال فرج نجار- صاحب محل "حُمص فرج" في حيفا لموقع "بكرا": في حيفا نعيش اليوم بسلام سوية، عربًا ويهودًا، وأنا شخصيًا تعلمت في مدرسة يهودية وكبرت بين يهود، ومعظم اصدقائي وزبائني من اليهود، ولا ارى صعوبة في التعايش مع المواطنين اليهود من حولنا.

وأضاف: لست ضد التظاهر، حتى انني اتضامن ايضا مع الشعب الفلسطيني في غزة. انا ادعم الانسانية في كل صورها، ولا افرق بين مسلم او مسيحي او يهودي، كما انني لا استطيع رؤية دم بشري ينزف لا يهم ما هي جنسيته!

فرج نجار: المظاهرة الأخيرة في حيفا أبعدت الزبائن اليهود عنا

وأسهب نجار في ايضاح موقفه قائلا: اريد ان اساعد اهلنا في غزة ايضا. ولكن ان لا يكون ذلك على حساب مصلحتي الشخصية. لا يعقل ان يقوم بعض الاشخاص "معظمهم ليس من حيفا" بالتظاهر في حيفا وبالتالي التأثير سلبيا على العلاقات بين المواطنين العرب واليهود في حيفا، اضافة الى التأثير السلبي على المتاجر والمحلات في حيفا جراء مظاهراتهم واشتباكاتهم مع الشرطة. فمنذ المظاهرة الاخيرة في حيفا تشهد معظم المحلات، وخاصة المحلات العربية، انقطاعا شبه تام للزبائن اليهود!.

ليس من المنطق ان نؤذي مصالحنا وأنفسنا حتى نساعد اهل غزة!


وتابع نجار: ما حدث في المظاهرة الاخيرة يعتبر فوضى. كان من الممكن ان تكون المظاهرة امام مكتب رئيس الحكومة او الجهات المسؤولة التي يجب ان تسمع رأي الشارع العربي فيما يحدث بغزة وليس امام المحلات التجارية. عملت المظاهرة على قطع رزق بعض التجار وأصحاب المصالح. وليس من المنطق ان نؤذي مصالحنا وأنفسنا حتى نساعد اهل غزة، مصلحتي اولا.

وعن دعمه للجيش الإسرائيلي علمًا أنه يدعم الإنسانية ولا يحتمل نزف الدم والجيش يقوم بأبشع المجازر قال نجار: نعم، قمت خلال حرب لبنان بالتبرع للجيش الاسرائيلي بـ 300 وجبة لأنني لا اريد المقاطعة. اريد ان احافظ على محلي ومصلحتي التجارية. هذا رأيي وأنا مقتنع به حتى النهاية.

نشطاء: هو لا يمثّل سوى "جيبه" و- "مطعمه" و- "جشعه"

وجاءت تصريحات فرج على ضوء المظاهر القطرية التي جرت في حيفا مؤخرًا والتي تطورت إلى اشتباكات مع الشرطة .

ولاقت تصريحاته ردًا واسعًا وصل حد المطالبة بمقاطعته من العرب، وفي أحد التعقيبات قال شاب متظاهر "فرج لا يمثّل أحداً في فلسطين، بل بالكاد يمثّل نفسه، هو لا يمثّل سوى جيبه ومطمعه وجشعه وخيانته لشعبه".

كميل صادر لـ "بكرا": يقاطعونك لأنك عربيّ

كميل صادر، سكرتير فرع التجمع في حيفا عقب على الموضوع بدوره قائلا: كوننا نعيش في دولة تدعي الديمقراطية يحق لنا التظاهر والتعبير عن الرأي. وبشكل عام في جميع الدول والكيانات يقوم الشعب بالتعبير عن رأيه من خلال مظاهرات واحتجاجات اذا ما قامت الحكومة بعمل يتعارض مع توجهات الشعب.

وقال صادر: كعرب ننتمي للشعب الفلسطيني الذي يقتل ويذبح يوميا في غزة. ويتعرض لمجازر دون اي سبب. غير انه يرفض ان يخضع للاحتلال والقتل. ومن ناحية انسانية يجب ان نتظاهر. حتى اننا نشهد التظاهرات المنددة بالعدوان الغاشم على غزة في جميع دول العالم، فكيف بالحري هنا.

وفيما يتعلق بتصريحات فرج فعقب صادر قائلا : تصريحاته ليس لها اي مكان. والشعب اليهودي يقاطع المحلات التجارية العربية هذه الفترة بسبب استنكار العرب ورفضهم للحرب على غزة، وان كان يعتقد بانه تمت مقاطعة محله بسبب المظاهرة القطرية فهو مخطىء، بل هم يقاطعوننا جميعا لأننا عرب ونتضامن مع شعبنا في غزة .

سويطات: تقسيم الضحية إلى جيد وسيء لن ينفع، والخونع لن يحمي المصالح 

اما المخطّط والمستشار التنظيميّ، عروة سويطات، فقد قال لـ "بكرا": تستخدم السلطة وأذنابها استراتيجية السيطرة القديمة، تقسيم الضحية إلى صالحين وسيئين، إلى معتدلين ومتطرفين، وكأنها تصوغ هوية الحيفاوي الجديد، المرغوب والمرضي عنه، بمعنى أن الاجماع الصهيوني هو الذي يحدّد هويتنا الحيفاوية، فالحيفاوي هو من لا يعارض المجازر والعدوان، هو الذي يبقى صامتا، هو الذي يرضى بالموجود، هو الانسان الذليل الذي يتوسّل لرحمة المقصلة.

وأضاف: السلطة وأذنابها تريدنا، عرب حيفا، "هادئين" حتى يستمر "الاستقرار"، الاستقرار المنوط بتهجير حي المحطة من أجل السياحة "الجميلة"، هدم وادي الصليب من أجل "الفنانين والمكاتب اللمّاعة"، تهميش وادي النسناس من أجل "تعايش الحمص والفول"، خفض اذان المساجد وأجراس الكنائس حتى لا "تزعج"، يريدون استمرار "التجارة" وحركة المال في ظل هوية مشوّهة ومجتمع مشتّت واستمرار سياسات الإقصاء العنصرية.

وقال: عندما يسألوننا من هو العربي الحيفاوي؟ نقول لهم هو العربي الذي يعتزّ بانتمائه وهويته ويلتحم مع قضايا شعبه ويتحرّك من أجل الدفاع عن حقوقه ووجوده، هو تاريخ وادي الصليب وقوة وادي النسناس وصمود حي المحطة وجمال وادي جمال ومحبة الكبابير وعنفوان الحليصة، ستبقى حيفا قلعة وطنية "غصبًا عنكو" وعرب حيفا وطنيين وشرفاء يحملون جمرة التحدي والتصدي والدفاع عن شعبنا.

وشدد سويطات: علّمتنا التجربة أن العنصرية لا تشبع ولا ترضى حتى وإن دعمنا العدوان على شعبنا وهلّلنا للاحتلال، فليس الخنوع هو ما يحمي المصالح، بل من يرفض المجازر والعدوان فهم الذين بالضرورة يرفضون الظلم والعنصرية. ما يضرّ مصالحنا هو أن نصبح رهينة للمزاج العنصري، من يريد مصلحة مجتمعنا يعمل من أجل الدفاع عن حقوقنا ومن أجل تحقيق طموحاتنا الجماعية.

سهيل اسعد لـ "بكرا": التظاهر حق، ومستقبلا ستعود الحياة إلى طبيعتها

سهيل اسعد نائب رئيس بلدية حيفا عن الجبهة رفض التعقيب على تصريحات نجار المسيئة للعرب، معللا بأنه لم يتسنى له سماع تصريحات فرج إلا أنه اكد لـ "بكرا" بان ما يحدث في غزة يستحق احتجاج من شعبنا ويجب ايقاف الحرب حالا على اهلنا في غزة لان ما يحدث يعتبر جرائم حرب.

وتابع لـ "بكرا": التظاهر هو حق ديمقراطي اساسي لشعبنا. ولكن في ظروف مشابهة كالتي تمر بها الدولة الان فمن الطبيعي ان يكون هنالك دعوات مقاطعة. ويكون هنالك نوع من الحساسية لفترة زمنية بسيطة، يجب ان نتخطاها وان نعود لممارسة حياتنا بشكل طبيعي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]