العدوان الاسرائيلي على غزة دخل اسبوعه الرابع، وبحسب كل المؤشرات فان اسرائيل تحاول الخروج من هذه الجولة لكنها تتراجع في اللحظات الاخيرة بسبب موقف المقاومة العنيد والذي يرفض وقف اطلاق النار دون شروط واضحة المعالم وعلى رأسها ازالة الحصار برا وبحرا عن القطاع وانسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة، حول الحرب وتداعياتها ومحاولات وقف اطلاق النار تحدث مراسلنا الى المحلل العسكري لصحيفة هارتس يوسي ميلمان.

وقال ميلمان: هذه المواجهة طالت مدتها واعتقد ان الطرفين أنهكوا في هذه المعركة، وكلي أمل ان يتوصل الطرفان لصيغة وقف لإطلاق النار. اسرائيل من جانبها لن توقف اطلاق النار قبل تحقيق الاهداف المعلنة وعلى رأسها تدمير الانفاق وخاصة الانفاق التي تشكل هاجسا وخطرا حقيقيا على سكان الجنوب ، اما قضية نزع السلاح من حماس والجهاد الاسلامي فاعتقد ان الامر غير قابل للتنفيذ على ارض الواقع.


وأضاف ميلمان: بحسب التقديرات الاستخباراتية فان الجيش نجح من ضرب قواعد الصواريخ الغزية ونجح من تدمير ثلتي الصواريخ، ولذلك لا مانع لدى القيادة الاسرائيلية السياسية من التوصل لاتفاق ووقف اطلاق النار بعد الانتهاء من تدمير بقية الانفاق.

وحول سؤال مراسلنا عن "اخلاقية الجيش الاسرائيلي" خاصة بعد المجازر الاخيرة التي راح ضحيتها مئات المواطنين وغالبيتهم من الاطفال والنساء وتدمير مدارس ومساجد؟ قال ميلمان: أعتقد أن الجيش الاسرائيلي ما زال اخلاقيا اكثر من كل الجيوش العربية وعدد كبير من الجيوش العالمية، ومع ذلك فان القيادة السياسية في اسرائيل تع معنى هذه الصور الفظيعة وتأثيرها عالميا لكن ما باليد حيلة وفي الحرب تقع اخطاء خاصة في حرب كهذه اماكن مأهولة بالسكان.


وحول سؤال مراسلنا عن المأزق الحالي للخروج من هذه الحرب المجنونة، أجاب ميلمان: بالفعل هناك مأزق كبير واعتقد ان السبب الرئيس لهذا المأزق هو "حب الذات والغرور"(ايغو) لكلا الطرفين، فمن جهة جزء من شروط حماس لوقف النار لن تقبلها اسرائيل وبالمقابل فان حماس أعلنت انها لن تقبل وقف لإطلاق النار دون ازالة الحصار كليا وفتح المعابر وانسحاب الجيش من غزة، وخلاصة القول ان لا أفق جدي لوقف النار الا اذا حصلت كارثة حقيقية وخاصة في الجانب الاسرائيلي وعلى سبيل المثال مقتل عشرات الجنود في يوم واحد !.

وعن رفض اسرائيل وساطة تركيا وقطر ختم ميلمان: أعتقد ان رفض اسرائيل لتركيا محق خاصة بعد تفوهات أردوغان الاخيرة ، أما بالنسبة لقطر فأعتقد ان القيادة السياسية الاسرائيلية اخطأت برفضها وساطة قطر خاصة ونحن نعلم انها الجهة الاكثر تأثيرا على حماس.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]