يرى المحلل السياسي الاسرائيلي المعروف،عكيفا الدار، انه لا سبيل الى انفراج الازمة المستفحلة الان بين اسرائيل وحماس والفلسطينيين عامة – سوى تغيير الحكومة بضغط دولي خارجي، وعقوبات على شاكلة العقوبات الامريكية والغربية على روسيا، على خلفية الازمة في اكرانيا، وان اسرائيل تسير بخطى حثيثة نحو الفاشية ونظام الحكم العسكري على مواطنيها العرب .

ففي حديث مع "بكرا "، قال المحلل ألدار (في "هارتس" سابقا وموقع "المونيتور " حاليا ) انه ليس لحماس ما تخسره في السجن الكبير (غزة) ولا جدوى لاستعمال القوة (العصا) ضدها، ولا بد من تقديم "جزرة " تتمثل في رفع الحصار والتهدئة والتسوية على قاعدة تفاهمات راسخة طويلة الامد.

وأضاف في هذا السياق ان خطأ الادارة الامريكية في الموقف من الازمة الراهنة يكمن في انها لم تربط بين الوضع القتالي والافق السياسي"وكان عليها دعوة الرئيس ابو مازن للمشاركة في اللقاء الذي جمع في باريس بين وزراء خارجية امريكا وتركيا وقطر لصياغة موقف واضح وشامل من المبادرة المصرية، كما قال، منوها الى ان اصل المشكلة كامن في عتب وغضب نتنياهو من الموقف الامريكي (والاوروبي) الداعم لحكومة المصالحة الفلسطينية وليس بسبب قتل الشبان الاسرائيليين الثلاثة. ووصف "الدار" الحرب الاسرائيلية على حماس بأنها عبثية ولا منتصر فيها تماما مثل الحرب على حزب الله .

عودة الى الحكم العسكري

وفي معرض تحليله لانعكاسات وتجليات الحرب الراهنة على الاوضاع الداخلية في اسرائيل قال عكيفا الدار ان نتنياهو ولبيرمان واحزاب اليمين شريكة في صياغة وبلورة نهج التحريض على كافة دعاة السلام ومعارضي الحرب وعلى المواطنين العرب بمؤازرة نشطة من الاعلام المجند والمتجند طوعا فتبدو مشاعر وعقول الشعب الاسرائيلي وقادته متبلدة ومهووسة وفي حالة أشبه بالدوار وفقدان المنطق والعقلانية .

وتوصيفا لهذه الحالة، قال "الدار" ان اسرائيل تتجه نحو الفاشية والقضاء على الديمقراطية وتعود الى نظام الحكم العسكري الذي كان مفروضا على مواطنيها العرب، وابلغ دليل على ذلك العقاب غير المسبوق بحق النائبة حنين زعبي بمنعها من المشاركة في جلسات الكنيست لمدة ستة اشهر واطلاق ليبرمان دعوات المقاطعة للمصالح العربية وانفلات اليمين الفاشي الذي يهتف جهاره في الساحات والميادين "الموت للعرب " وانحسار اليسار الاسرائيلي الى درجة ان المنظمة الشبابية "اليسارية السلامية المسماة بالشبيبة العاملة ستشارك المنظمة اليمينية الفاشية المساة "ام ترتسو " في فعالية تضامنية مع الجيش والحكومة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]