تجنّد المجتمع الإسرائيلي بصورة هستيرية إلى جانب الجيش في عدوانه على غزة، فشن بدوره عدوانًا على كل من تضامن وتعاطف مع مشاهد القتل اليومية، للأطفال والنساء والمدنيين. مجموعة من العنصريين قاموا بتدشين صفحة فيسبوك، نجح النشطاء العرب بإلغائها، سميت "ليس بمدرستنا".

في هذه الصفحة، يقوم نشطاء اليمين برصد منشورات المواطنين العرب على صفحاتهم على الفيسبوك، ومن ثم يقوموا بمناشدة اليهود بالتوجه إلى ارباب العمل، حيث يعمل العرب، ويطالبون بطردهم من العمل، ويشكلون قوة ضاغطة لا تترك أي مجال لصاحب العمل، حتى لو كانت المنشورات لا تحمل أي تحريض وتعبر عن موقف إنساني بالدرجة الأولى.

الممرض عمار محاميد، والذي يعمل بمستشفى تل – هشومير وقع ضحيه لهم وكلفه هذا طرده من المستشفى بذريعة الموقف السياسي.

عمار كان قد نشر "ستاتوس" قال من خلاله أن الجيش الاسرائيلي مجرم حرب وعلى هذا تم تعليقه عن العمل لمدة قصيرة وفقط بعد التوجه للقضاء أعيد للعمل، لكنه يقول لـ "بكرا" أن الأجواءَ لا زالت مشحونة والتعامل معه من بقية الموظفين والعاملين في المستشفى ليس كما كان في الأول.

الآن، ينظرون إليّ كمجرم حرب ..!

وفي حديثٍ مع الشاب عمار محاميد، قال لموقع "بكرا": في المستشفى تم إستدعائي إلى جلسة إستماع، وتم التوضيح لي أنها بسبب "ستاتوس" كتبته على صفحتي على الفيسبوك، علما أنه مقابل هذا الستاتوس كتب العشرات من زملائي "ستاتوهات" تشجع الجيش وتحرضه على المضي قدمًا في غزة، مما يعني المزيد من القتل والدم.

وأضاف: لجنة الإستماع عينت على الساعة الـ 13:00 وطلبت تأجيلها وتوجهت خلال ذلك إلى محامي، خلال هذه الفترة تم تعليق عملي لمدة إسبوعين وأرسلت لي اللجنة كتابًا تؤكد من خلاله أنه سيتم عرضي على مدير موظفي الدولة.

وقال: لاحقًا وبعد المكاتبات مع محامي وصلنا إلى محكمة العمل التي أقرت بعدم قانونية الخطوة وتم اعادتي إلى العمل بدون أي شروط، لكن للأسف الجميع ينظر الي وكأنني مجرم حرب! مع التأكيد على أنني لم أطالب بقتل أحدًا، فقط عبرت عن موقفي وهذا حق لي.

الإقالة غير قانونية 

المحامي جمال توفيق، الذي قام بتمثيل محاميد قال لـ "بكرا" بدوره: موكلي قام بنشر "ستاتوس" على الفيسبوك عندما أصاب الجيش أربعة أطفال يلهون على الشاطىء وقتلهم، وكل ما ذكره أن الجيش مجرم حرب، وهذا التعريف متعارف عليه دوليًا ولا يحمل أي تحريض، على العكس فقد تم تداوله في كافة وسائل الإعلام.

وقال محاميد: الإقالة غير قانونية، وفي حالات مماثلة أنصح العامل بالتوجه إلى محامي. الأمر يتنافى أيضاً مع حرية التعبير، وحق العامل في المساواة وتكافؤ الفرص في العمل، وتشكل تمييزاً ضدهم. 

يشار إلى أن عمار ليس الممرض الوحيد الذي تم معاقبته على موقفه فسبق أن فصلت شعري تسيدق، في القدس، الطبيب هيثم الرجبي وقام مشفى بني تسيون في حيفا بمعاقبة ممرضة عربية لتضامنها مع غزة. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]