في ظل الحملات التحريضية المتعاقبة التي يشنها اليمين المتطرف الفلسطينيين في الداخل، إضافة الى المقاطعة التي دعت اليها اطراف سياسية في اسرائيل منهم وزير الخارجية الاسرائيلية أفيغدور ليبرمان، وذلك في اعقاب تضامنهم مع شعبهم في غزة ضد العدوان الغاشم التي شنته اسرائيل عليهم, اكد الكاتب الصحفي عودة بشارات لـ"بـُكرا": بان هذه الممارسات المتطرفة في حال قام أي صوت غير اليمين المتطرف بانتهاجها، حتما ستؤثر سلبا على التعايش وحتى العيش في هذه الدولة.

لا يمكن ان نخضع لإرادة المجتمع اليهودي وان نكون خارج الصورة
وقال بشارات ل"بكرا": مما لا شك فيه ان العدوان على غزة هو غير مسبوق بالحديث يدور عن قتل ما يقارب الـ 1900 انسان خلال هذه الحرب المدمرة لذلك من واجب الجمهور العربي ان يطلق صرخة تضامن، كوننا نشكل جزء من الشعب الفلسطيني ولا يمكن ان نخضع لإرادة المجتمع اليهودي وان نكون خارج الصورة، تضامننا مع غزة لا يعني اننا نعادي الدول الاسرائيلية او المجتمع اليهودي، تضامننا مع غزة كمجتمع عربي هو في اطار العمل الديمقراطي والإنساني، حيث اننا عبرنا عن رأينا عن طريق التظاهر او الاضراب وليس أكثر، هذه الهجمة الغير ديمقراطية ضد العرب هي جزء من الارهاب وجزء من أن الدولة اصبحت لا تتقبل اي رأي معارض لعدوانها الغاشم ضد غزة، نحن وحلفائنا اليهود وحلفائنا في الدول الديمقراطية نعتبر الصوت الاخر لقمع الاحتلال والتصدي له في محاولة منا لإنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة، مستقبلًا سيؤثر هذا الامر سلبيا على الدولة عندما يصبح اي صوت غير صوت اليمين يبدي رأيه ويتم قمعه من قبل الجهات المختصة في الدولة.
وأوضح بشارات لـ "بـُكرا": ليست الاشتباكات الاخيرة هي التي دعت الى هذه الحملات التحريضية والمقاطعة من قبل الوسط اليهودي بل اي كلمة او نشاط احتجاجي يقوم به اي شخص سواء ان كان عربي او يهودي بحق غزة، ذلك يغضب اليمين المتطرف.
وأكد بشارات قائلا: ليس فقط الفلسطينيين في الداخل هم يرفضون ما حصل في غزة، بل بكل العالم هذا هو الرأي السائد، إن ما يحدث بغزة هو إجرام، واعتقد ان هذا الامر بحاجة الى الظهور بشكل واضح في المجتمع اليهودي، وأنا اؤكد ان ما يجري في الشارع اليهودي يؤثر سلبيا عليهم ايضا وليس فقط على المجتمع العربي.

هنالك هجمة على اليسار اليهودي ايضا بمفهوم ان حماس تقتل اليهود
وحول اختفاء اليسار وأرائه الداعمة لوقف الحرب على غزة في ظل الضغوطات وحملات المقاطعة التي دعت اليها جهات مسؤولة في الحكومة الاسرائيلية قال بشارات : امر غير مسبوق عندما يقوم وزير خارجية داخل دولة اسرائيل الديمقراطية ويدعو الى مقاطعة المواطن العربي، هذا امر غير مسبوق ليس فقط في المجتمعات الدولية بل بأي مجتمع وهو امر يدل على ان هذه الدولة تحاول ان تكون فقط لليهود، اي ان اليهود هم في اتجاه معين والعرب هم خارج هذا الإطار، وباعتقادي ان هذا الامر خطير جدا حيث ان هنالك اشخاص اخرين غير ليبرمان يدعون الى معاداة العرب وخاصة عرب الداخل، هذا التفكير المتطرف ضد العرب هو من سمات الخطر على المجتمع، اعتقد بان هنالك هجمة على اليسار اليهودي ايضا بمفهوم أنهم يرفضون الحرب على حماس وأن حماس هي من تقتل اليهود، وهذا امر غير صحيح، اليسار اليهودي في ظل الظروف الحالية يقومون بأعمال بطولية ومواقفهم مشرفة هم حلفائنا ويجب ان نتعاون معهم ضد تسميم الاجواء وضد تسميم الاجواء الذي يحاول اليمين فرضه علينا.

واختتم بشارات حديثه : نحن والشعب اليهودي نعيش سوية لذلك من واجبنا وواجبهم ان يعملوا كل ما في وسعهم لإعادة الاجواء المريحة في التعامل، لأننا نريد ان يعيش العرب واليهود باحترام متبادل وان يعبر كل شخص عن رأيه وان يكون التوجه العام للمواطن اليهودي بأننا لن نرحل من هنا وبأنهم يجب ان يتعودوا ويتعاملوا معنا بالشكل الذي نحن نريده وليس بالشكل الذي يريدونه هم.

..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]