استضافت مؤسسة محمود درويش للإبداع الجليل كفر ياسيف يوم السبت التاسع من آب جمهوراً غفيراً وكوكبة من الكتاب والشعراء والفنانين ومن حضور مميز من رجال ونساء بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل الشاعر الكبير محمود درويش. وبهذه المناسبة غصت قاعة مؤسسة محمود درويش للإبداع بالجمهور الذي حضر من مختلف أطياف المجتمع ومن كافة القرى والمدن العربية لحضور الأمسية.

وكان أول المتحدثين مدير عام المؤسسة الكاتب عصام خوري حيث رحب بضيوف الأمسية والجمهور على تلبية الدعوة حيث تلتقي هذه النخبة من أبناء شعبنا الفلسطيني لكي نستمر بالعطاء والتواصل مع مبدعي هذا الشعب في كل مكان مضيفاً أن الشاعر الأسطورة محمود درويش، رحل عن عالمنا تاركاً روحه المتوهجة وصوته الخالد في كلماته وقصائده وايمانه برسالته، ودوره الكبير في مقارعته الحصار والاحتلال. وعن إيمانه برسالته ودوره قال مستشهداً بقول درويش عن مقاومة الحصار والاحتلال: "لم تكن لدي طريقة مقاومة إلا أن أكتب، وكلما كتبت أكثر كنت أشعر أن الحصار يبتعد". وأضاف.. ويقول درويش عن جدوى الشعر: "أنا سعيد جداً لأن شعري يمنح بعض التعويض الجمالي أو النفسي لمن حرموا من الحرية ولمن حرموا من الاستقلال ولمن حرموا من ممارسة الحياة في كثير من البلدان، والشعر دائماً يحمل شيئاً من العزاء أو شيئاً من التعويض، فعندما يصل شعري إلى هذا المستوى من الآخر أشعر أني لا أكتب عبثاً وأشعر أن هناك جدوى وضرورة للشعر".

وانتهى خوري إلى الإشارة بدور المؤسسة في إعلاء شأن الوعي الثقافي الوطني، والحفاظ على تراث درويش، بترسيخ قيمه النبيلة التي تتمحور حول حب الوطن وكرامة الإنسان واحترام العقل وتمجيد الحياة، مؤكداً أن مؤسسة محمود درويش للأبداع في الداخل الفلسطيني، تتحمل شرف هذه المسؤولية.. وستعمل دائماً، من أجل النهوض بمشروع ثقافي متعدد الجوانب يليق بقامة درويش العالية.

كما قرأ خوري تحية أرسلها صديق المؤسسة حسين شعبان المدير العام لمؤسسة سوليداريس البلجيكية بمناسبة مرور ست سنوات على رحل درويش، أكد فيها شعبان استمرار سوليداريس بدعم مؤسسة الشاعر الذي احتل مكانة أكبر بكثير من كونه شاعر كبير، وشاعر استثنائي في مسيرة الشعر العربي والعالمي.

ثم كانت مداخلة للدكتور حسين حمزة رئيس قسم اللغة العربية في الأكاديمية العربية في حيفا حيث حاضر حول، "ظلال المعنى وحرير الكلام" في شعر محمود درويش وذلك عن كتابه «معجم الموتيفات المركزية في شعر محمود درويش»، والجداول التي يستخلصها حمزة في الكتاب تفيد بأنّ موتيف الموت هو الأكثر حضوراً في جميع مراحل درويش الشعرية، ضمن ارتباط مع موضوعات أخرى مثل الشهيد والمنفى والاغتراب، ولهذا فإنّ دلالته تغيّرت عند درويش: «من تمجيد له في مراحله الأولى، إلى تصوير مأساة الموت الجماعي، ومن ثمّ إلى محاورة الموت في المطوّلة الجدارية، وتحميل موتيف الموت دلالات إنسانية وكونية». الأكثر تكراراً، بعد هذا.

تلاه الشاعر الفلسطيني المقيم في المهجر د. احمد الريماوي فألقى قصيدة بعنوان "أرى وجه يوسف" وكان قد أهداها للأسيرة المحررة "أم يوسف" التي حضرت إلى السعودية (مكان عمل الريماوي)، مرافقة لابنها المناضل الجريح/ علي أبو عواد، فجاءها خبر استشهاد ابنها الأكبر شهيد انتفاضة الأقصى يوسف أبو عواد.

أما الفنان مكرم خورى فقرأ مقاطع من جدارية محمود درويش. كما تخلل اللقاء عزف على البيانو للدكتور المايسترو تيسير حداد رافقته بالغناء الفنانة رولى عازر في حين شاركها، الفنان نبيل عوض في ترديد اغنية أحنُّ إلى خبز أُمي. ويذكر أن لأهمية الحدث قام التلفزيون الفلسطيني بتغطية الأمسية وبثها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]