من الناحية الفكرية والسياسية والاجتماعية، أرى نفسي أقرب إلى الجبهة، رغم اختلافي معها في بعض الرؤى والموافق"!
هذا ما قاله في مقابلة مع "بكرا" المحامي سعيد نفاع، الأمين العام للحركة الوطنية للتواصل، النائب سابقًا في الكنيست عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، مؤكدًا عدم رغبته في العودة إلى الكنيست، طارحًا رأيه في الأحزاب والأطر الفاعلة في المجتمع العربي داخل اسرائيل.

وقال في هذا السياق أن "قياداتنا ليست على مستوى الحدث، ونحن نفتقد إلى بوصلة توجه شعبنا ومجتمعنا في الظروف المستجدة، حتى أصبح التمثيل في الكنيست يلعب دورًا كبيرًا في اتخاذ وممارسة المواقف، بالغزل الكاذب بين الأحزاب التي ترتكب بذلك خطأ فادًا " – على حد تعبيره، مشددًا على أن الخطر الأساسي الذي يواجهنا، ليس الخطر على وجودنا وكياننا (الترحيل) بل على شكل هذا الوجود".

نحن بحاجة إلى صدمة تعيدنا إلى الصوات !

وأضاف نفاع: التمثيل في الكنيست يجب أن يكون وسيلة، وليس غاية، وعلينا لتخلص من الانتهازية والطائفية والمُحاباة، ونحن بحاجة إلى هزّة وصدمة موجعة تعيدنا إلى رشدنا وصوابنا ونحن مقبلون على انتخابات الكنيست، هذا قابل للتحقيق رغم صعوبته.

اكتوبر 73، الانتفاضة الأولى، وحرب 2006

وشرح المحامي سعيد نفاع رؤيته القائلة بأن الانتصار (التفوّق) في المواجهات العسكرية والحضارية والثقافية بين الشعور هو الانتصار على "الوعي السائد" أو الرواية التاريخية الوطنية، فقال أن هذا ينطبق على مواجهة بين اسرائيل والشعوب العربية، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، وقد كانت الغلبة لاسرائيل حتى انكسرت نظرية "الجيش (الاسرائيلي) الذي لا يُقهر" في حرب التحرير في اكتوبر تشرين الأوّل عام 1973، لكن الأنظمة العربية لم تستحسن استثمار هذا الانجاز، وأجهضته، وتكرر هذا الحال في الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي جعلت اسحاق رابين يتخلى عن منطق القوة والبطش. لكننا تنازلنا مرة أخرى عن ثمرات هذا الانجاز.
ثم حصل الاهتزاز الأساسي في المفاهيم الاسرائيلية بفضل صمود حزب الله وادائه خلال العدوان على لبنان 2006، إلى أن جاء ما يسمى بالربيع لعربي، ليجهض هذا الانجاز، بخلفياته واسقاطاته، فأصبحت المؤسسة الاسرائيلية تزعم أنها هي المنتصرة في تلك المواجهة.

خيار المقاومة هو الخيار الصحيح

وفيما يتعلق بالعدوان على غزة والشعب الفلسطيني، قال نفاع أنه ثبت أن خيار المقاومة هو الخيار الصحيح، ومن المؤكد أن ما يري خلف كواليس المفاوضات الجارية في القاهرة، لا يقتصر على طلب رفع الحصار عن غزة، "بل أتوقع وأرجّح أن يتطور أداء المفاوضات الفلسطيني باتجاه الحل الجذري" – على حد تقييمه، مشيرًا إلى تحوّلين ظاهرين (من جملة تحولات) في الذهنية الاسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية والصراع حولها، الأول هو حديث الوزير ليبرمان عن ضرورة التفاوض بشأن المبادرة العربية (المنطلقة من قمة بيرون عام 2002) حول التسوية الشاملة للصراع العربي الاسرائيلي، والثاني هو أن سكان ما يسمى "غلاف غزة" المحاذي لقطاع غزة لا يتحدثون عن كونهم "حراسًا للوطن الاسرائيلي"، بل يشكون انعدام الأمن والأمان.

الخطر الداهم لاسرائيل من الشمال




وعودة إلى الحرب الثانية على لبنان 2006، قال المحامي نفاع، أنه بدأت تتشكل في اسرائيل استراتيجية جديدة ترى أن الخطر الحقيقي عليها قادم من الشمال (سوريا وايران وحزب الله) فبدأ جيشها يجري تدريبات متتالية تحت تسمية "نقاط التحوّل" (وحتى الآن اجريت سنة تدريبات كهذه) وأحد مركبات وعناوين هذه التدريبات كيفية التعامل مع المواطنين العرب الفلسطينيين داخل اسرائيل نفسها !
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]