على أرض قرية نورس المهجرة في جمال فقوعة "جلبوع" بنيت عام 1950 مستوطنة أطلقوا عليها أسم "نوريت"، وبعد اقامتها بسنوات عديدة تحولت ولأسباب أمنية إلى معسكرًا للجيش لفترة معينة ثم أصبحت بلدةً شبه مهجورة، وفي عام 2010 انطلق مشروع جديد لبيع قسائم بناء لشقق سكنية في البلدة بهدف احيائها مرًة أخرى لتكون بلدة تعاونية جديدة تحمل نفس أسم "رونيت".

غالبية أصحاب الشقق الجدد في رونيت يسكنون حاليًا في بلدة "جان نير" القريبة من صندلة وفي بلدات أخرى، وقد ثارت بينهم عاصفة عنصرية كبيرة مؤخرًا بعد أن تقدم طبيب عربي من قرية كفر مصر يدعى محمد زعبي وقام بشراء قسيمة أرض لبناء شقة سكنية في البلدة.

العاصفة العنصرية ازدادت بعد أن جلب أحد الأشخاص صورة لابن الطبيب أثناء تواجده برحلة في باريس ورفعه للعلم الفلسطيني، وبدأت التعقيبات في مواقع التواصل الاجتماعي ثم انتقلت لمحادثة "واتس أب" داخلية نجح أحد المواقع المحلية ويدعى "هـ- مكوم" بتسريبها وفيها توعدات وحديث عنصري بشع ضد الطبيب وكل عربي يفكر في القدوم للمكان.

بعض أصحاب القسائم اليهود في البلدة الجديدة صرحوا بأنهم يرفضون فكرة أن يسكن عربي معهم في حين عارضهم البعض وقالوا مثلًا أن عربيًا مثل الطبيب زعبي يعمل منذ 15 عامًا في عيادة جان نير ويعالج أطفالهم ولا يفرق بعمله بين عربي ولا يهودي لا يجب أن يعامل هكذا وأن الجيرة الحسنة في منطقة الجلبوع بين العرب واليهود كانت دائمًا مثالًا فكيف يصرحون هكذا الآن.

البعض كونوا لجنة كي يضعوا شروطًا أمام كل من يريد أن يسكن البلدة، والبعض الآخر توجه لأطراف يمينية متطرفة لتساعدهم وآخرون توجهوا لعضو الكنيست ميري ريجيف التي أجابتهم بأن الطبيب ما دام القانون معه لا تستطيع فعل شيء، وبطبيعة الحال هذا كان رد المجلس الإقليمي الجلبوع الذي يعمل طوال السنين على خلق بيئة تعايش جيدة في المنطقة.

د. محمد زعبي صرّح أنه غير خائف من الوعود والتهديدات وأنه مستمر ببناء بيته فقد قرر ذلك منذ سنوات لأنه يبحث عن مكان هادئ وبيئة متطورة يعيش بها مع أبنائه مستغربًا من كل قضية إدخال ابنه البالغ من العمر 13 عامًا بالموضوع ومؤكدًا أنه يعمل في مجال الطب منذ سنوات ولم يفرق بين عربي أو يهودي خلال عمله الإنساني وأن شرائه لقسيمة في "نوريت" أمر قانوني لا جدال عليه .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]