في خطوة مباركة من الشيخ ضياء ابو احمد امام مسجد السلام في الناصرة للتصدي لمن يحاول اشعال نار الفتنة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين بالحديث عن داعش وما يقوم به من قتل للمسيحيين في سوريا والعراق تحت راية الاسلام، اكد الشيخ ابو احمد لـ"بكرا" بان الاسلام براء من افعال منظمة داعش من قتل ونهب وان الدين الاسلامي هو دين رحمة وتسامح<

واضاف قائلا : بداية علينا ان نتذكر جميعا ان الله سبحانه وتعالى امر عباده ان يتراحموا فيما بينهم، كما بعث الانبياء والرسل جميعا من اجل ان يبثوا روح الرحمة وروح المحبة بين الناس جميعا، حيث قال سبحانه في القرآن الكريم على لسان عيسى عليه السلام "وبارا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا"، وقال على لسان يحيى عليه الصلاة والسلام "وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا"، وقال عن محمد "صلى الله عليه وسلم" "وما ارسلناك الا رحمة للعالمين".

وأضاف: في القرآن الكريم الله سبحانه وتعالى بيّن لنا ان الدين عند الله هو الاسلام، "ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه". من ناحية اخرى نحن كمسلمين علينا ان نلتزم كتاب الله وسنة رسوله محمد "ص" ففي القرآن الكريم امرنا الله سبحانه وتعالى ان ندعوا الناس الى الاسلام وان نذكرهم برحمة الاسلام وتعاليمه بالتي هي احسن، قال الله عز وجل "ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن"، كما بين لنا الله سبحانه وتعالى في عدة آيات قرآنية باننا كمسلمين علينا ان نتعاضد ونتكاثف، وان تكون كلمتنا واحدة وموقفنا واحد دون ان نطعن ببعضنا البعض او نعرض بعضنا البعض الى القتل او الدم او الخطر, كما نهانا الله سبحانه وتعالى عن الفرقة وان نتحزب الى احزاب وجماعات وفئات.

علينا ان نلتزم كلمة اهل العلم الذين هم ادرى واعلم بمن يستحق القتل والمحاسبة ومن لا يستحق

وتابع ابو احمد لـ"بكرا" قائلا : لا حرج ان يكون هنالك خلاف بالرأي الا ان الاختلاف يولد العداوة والبغضاء، خلاف بألرأي لا يفسد للود قضية. نحن نسمع ونرى عبر وسائل الاعلام ما يحصل لاهلنا في العراق وسوريا، حيث يقتل بعضهم بعضا تحت اسماء ومسميات تضر بسمعة ومكانة الاسلام، هذا الدين الرحمة الذي جاء من اجل ان يخرج الناس من الظلمات الى النور, لذلك من يريد ان يحكم على الناس بالقتل يجب ان تتواجد دولة اسلامية، قضاة وعلماء، حتى لا يظلم اي شخص من الذين يقتلوا, فيطالب القاتل يوم القيامة، ويسأل عما اذا بلغ المقتول روح الاسلام ورسالة الاسلام كما امر الله سبحانه وتعالى.

واوضح: يجب ان يكون هنالك قواعد يلتزم بها المسلمون وان يكون هنالك علماء ومرجع من خلالهم نميز الخير من الشر والحق من الباطل وان لا ننصب انفسنا قضاة على الارض ونحكم على الناس بالقتل "من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جمبعا, ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا".

هنالك مآخذ على المسيحيين في بورما حيث ذبحوا المسلمين على مرأى ومسمع من العالم اجمع

كما تطرق الشيخ ضياء ابو احمد في حديثه لـ"بكرا" الى المحاولات الفاشلة في اشعال نار الطائفية في الناصرة خاصة في الاونة الاخيرة حيث قال: من جانب اخر مدينة الناصرة مميزة باهلها كلنا في الناصرة مثل العائلة الواحدة تجمعنا المدارس والمستشفيات والاحياء والبيوت، كما تجمعنا الافراح والاحزان، وانا اؤكد لمن يحاول ان يشعل فتيل الطائفية باننا كمسيحيين وكمسلمين في الناصرة علينا ان نحترم بعضنا البعض وان لا نطعن ببعضنا البعض.

واشار ابو احمد قائلا : ان كان هناك مآخذ على داعش ايضا هناك مآخذ على المسيحيين في بورما حيث ذبحوا المسلمين على مرأى ومسمع من العالم اجمع، وما زالت الصور حتى هذه اللحظة تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر شاشات التلفاز، صور يندى لها جبين الانسانية, ان كان سيكون هنالك اعتراض على افعال داعش ايضا يجب ان يكون هنالك اعتراض على ما يحصل من قبل المسيحيين في بورما.

وتابع لـ"بكرا": مع ذلك علينا ان نستنكر مثل هذه الافعال التي توصل الناس الى الفساد والكراهية والبغضاء، نحن هنا في هذه البلدة يجب ان نعيش كما عاش اجدادنا على المحبة والتراحم والتعاون كما اننا يجب ان نبقى مثل العائلة الواحدة، والذي يحصل في سوريا والعراق ليس بالضروري ان يطبق في الناصرة, يجب ان نغلق افواه اولئك الذين يتصيدون بالماء العكر ويريدون ان يلعبوا بنار الطائفية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]