لشهر العسل ذكرى خاصة لا تضيع بين أوراق الزمن، ولا تُبهت ألوانها انشغالات السنين. وكل عروسين يحلمان بخط أول سطور حياتهما معًا في مكان يشهد على عهدهما بأن يكونا رفيقي الدرب حتى آخر العمر.

وفي العالم بلدان كثيرة مدنها تجعل من ألبوم شهر العسل شريطًا من الأحاسيس الجميلة تحرّكه الذكريات كلّما حنّ الزوجان إلى الأيام الأولى لدخولهما القفص الذهبي.

سانت لوسيا وسحر الكاراييبي
أمواج تتراقص من دون كلل تغازل شواطئ لؤلؤية مدًا وجذرًا غير آبهة بدوران الأرض والزمن. هنا تستريح سانت لوسيا إحدى جزر الكاراييبي.
هذه الجزيرة المتفرّدة عن قريناتها في الأرخبيل الكاراييبي تتباهى بغاباتها الخصبة الوارفة التي تقف عن أقدام سلسلة جبال بيتون التي هي ضمن لائحة الأونيسكو للتراث العالمي.
يمكن للعروسين بدء مشوارهما بتحدٍ جسدي ولياقة بدنية وسط هذا العالم الخلاّب وخوض مغامرة تسلّق حتى الوصول إلى قمة غروس بيتون التي يبلغ ارتفاعها 786 مترًا.
وممارسة رياضة الغطس أو السنوركلينغ ولمَ لايجربا سكوبا سنوركلينغ الهجين الذي تنفرد به سانت لوسيا.
أمّا مغامرة المبيت فليس أجمل من النزول في فندق المنحدر حيث للجناح ثلاثة جدران، متّكأة على إحدى صخور البيتون، موفّرًا الترف الطبيعي والإنساني معًا والرومانسية التي تشهد عليها تفاصيل الطبيعة.

الأندلس الإسبانية تفاصيل بسيطة تلقح ذاكرة شهر العسل
في محيط إشبيلية تفاصيل صغيرة تحوّل شهر العسل إلى ذكرى جميلة لا يمكن للأحلام أن تنافسها في الروعة. تخيّلي أيتها العروس غداء في الهواء الطلق تحت السماء الدافئة في بساتين الزيتون جنوب إسبانيا. طبق من اللحم وزيتون وجبن المانشيغو وعصير وجلسة على بساط مشغول يدويًا.
ينتهي الغداء ولمَ لا! قيلولة صغيرة وسط الطبيعة الغناء كما كان يفعل آباؤنا بعد نزهة غداء شواء في الطبيعة.
فالجبال العذريّة خارج إشبيلية توفّر مغامرة شهر عسل فريدة، فهنا المكان المثالي للإحتفال ببداية مشوار الحياة الزوجية.
وفي المساء لا تتردّدا أيها العروسان في المشاركة والدخول في لعبة إيقاعات الفلامنكو رقصة الحب والشغف حيث قهقهات صنوج خشب تتلاعب بها أنامل سمراء إسبانية تنهي رقصتها بصرخة فخر «أولليه»، فأمسيات هذه المنطقة تضج بالألوان الإسبانية بكل تفاصيلها.
توفر بعض الفنادق في مقاطعة إشبيلية نزهة في الطبيعة للعروسين.

كابادوكيا في تركيا
تمضية شهر عسل في كابادوكيا تعني الدخول في عالم قصص الأطفال الخيالية، في أرض مدافئ الساحرات The Fairy Chimneys التي توالت النار والريح والماء منذ ملايين السنين على تشكيلها.
فما أحلاه شهر عسل وسط هذا الجمال، المنحوتة أعماله بمعول الطبيعة، حيث ينزل العروسان في أحد “فنادق الكهوف” في جوف «مدفأة الساحرة» التي تحوّلت جناحًا أنيقًا ويخطّان أولى عبارات مشوار حياتهما على صفحات التاريخ الطبيعي.
فيبدآن نهارهما عند الفجر ويحلقان في المنطاد ليستمتعا لحظة الشروق حين يبدأ قرص الشمس بالإنبثاق بين الهضاب ويشرع في تلوين صخور البلدة المروّسة بالقرمزي وكأنها لوحة ألوان تقبض على البلدة لتوشحها بخيوط ألوانها لحظة الشروق الأرجواني المتمازج بأفق زرقة السماء.
من النشاطات التي يمكن القيام بها في كابادوكيا: الصعود لحظات الغروب إلى سطح أوشيزار Uchisar القصر الكهف الأكثر ارتفاعًا في كابادوكيا، والإستمتاع بمشهد يحبس الأنفاس حين تمتزج البلدة مع الغيوم فيبدو كل تفصيل فيها، بدءًا من قمّة إيرسييس Erciyes إلى “وادي الحمام”، مزيج من لوحة فنية مترامية الأطراف لا حدود لها.

مراكش المغرب كل ما فيها لغز
مراكش واحدة من أكثر مدن العالم رومانسية، فهي تفوح بعبق الورود والبهار العربية الحرّيفة. إنّها مدينة مفعمة بالحياة كأنها تعيش كرنفالاً لا ينتهي و شهر العسل فيها ذكرى مكتوبة بلغز مغربي يصعب فكّه.
فما أجمل أن يتوه العروسان في أزقة المدينة العتيقة وبين قصورها، لا سيّما «قصر باهية» الذي يشكّل نموذجًا رائعًا لقصّة العشق الزوجي وتأثيره في المعمار المراكشي.
والسوق العتيق متاهة إبداع الحرفيين يتفنّون في رسم أشكال معقّدة، هنا بين أزقة السوق العباءات المتدلّية تلامس الرؤس من الدكك الصغيرة وتتراقص بخفة في الهواء، أما البابوج المغربي فهو المنافس للعباءات إذ لا يكتمل التسوّق إلا به.
والسجّاد المغربي المعلّق على الجدران أو الحبال أو الأبواب، يذكّر ببساط الريح يطير بخفة حين يركبه «علاء الدين وياسمينا».
لا تكتمل التجربة إلا بكوب شاي بالنعناع مغربي في أحد المقاهي المتحلقة حول ساحة جمعة الفنا، وتأمّل مشهد الحواة ينفخون في مزاميرهم لتخرج من سلالهم الأفاعي، والسحرة يدهشون المشاة بألعب الخفّة.
أما الحنطور فهو أطرف وسيلة مواصلات في مراكش لا يمكن تفويتها. وبعد يوم طويل لا بد من حمام مغربي يفوح بكل عطور عالم ألف ليلة وليلة.

البرازيل وسحر الكرة يجتاح الشواطئ
كثر يريدون تمضية شهر عسل مواكب لحدث تاريخي فما رأيكم في شهر عسل كروي! تحديدًا كأس العالم لكرة القدم 2014في البرازيل! ليس من شك فيه أن لشاطئيّ كوباكابانا والبانيما سحراً لا يمكن تفويته، ولكن سيكونان مكتّظين بالحشود الآتية من كل أنحاء العالم.
الخبر السار، الفانتازيا البرازيلية سوف تتمدّد خلال كأس العالم وتجتاح كل السواحل النائية حيث الهدوء يخيّم على شواطئ لؤلؤية والنسائم الصيفية تلاعب الأرجوحات الشبكية، من دون أن تكون هدفًا لأحد نجوم كرة القدم.
لاسيّما في المنطقة القريبة من باراتي الواقعة بين ريو دي جنيرو وساو باولو. والأسعار مناسبة لميزانية العروسين، وما عليهما سوى الإبتعاد عن ضوضاء المدن الكبرى والإستمتاع بشهر عسل كروي عالمي في أروع المناطق المستلقية في كواليس العالم البرازيلي. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]