ورد السؤال التالي ردا على مقالي في الأسبوع الفائت الذي كان بعنوان: (ما هو دوري كأم في الحرب الدائرة على أرض الوطن؟)

السؤال:

ما معني الكلام بأن تشرح للطفل الرواية التاريخية وأسباب الصراع بموضوعية؟ أنا أرى بأن الشرح بواقعية هو أقرب للفهم. لا تبرير لأية رواية تاريخية حين يشاهد الطفل صور جثث أطفال بلا أطراف بسبب العدوان...

الجواب:

بالطبع لا تبرير. موقف الأهل الانساني أمام تلك المشاهد هو الاستنكار والتعبير عن الشعور بالقهر والألم الشديد بلا تبرير. لكن ما هو واجب الأهل بعد الاستنكار عند سؤالهم عن سبب الصراع؟

هل يمكن لأية رواية تاريخية تبرير ما يشاهده الطفل من قتل؟

بالطبع لا. لا يمكن لأية رواية تاريخية تبرير استلاب حق الأطفال العيش بأمان وباطمئنان. لا يمكن لأية رواية تاريخية الغفران عن تقصير المسؤولين من توفير بيئة آمنة لحماية أطفالهم. أمان الأطفال هو من أهم حاجاتهم العاطفية لكيان وجودهم. بالطبع أيضا لا يمكن لأية رواية تاريخية تبرير القتل والدمار ... تلك أفعال لا يمكن لأية رواية تاريخية تبريرها ويجب الرد بالاستنكار والرفض الانساني.

ما هو دور الأهل العاطفي عند مشاهدة قساوة مشاهد الحرب؟

أنصح قدر مستطاع الأهل حماية الأطفال من تلك المشاهد الصعبة التي تزعزع أمانهم. تلك مشاهد تقلقل اطمئنان البالغين فكم هي فظاعة تأثيرها على الأطفال الأبرياء؟! أما وإن حدث وشاهدها الطفل فلا بد من الاستنكار والتأثر الانساني الطبيعي والتلقائي. طمأنته الفورية حاجة ضرورية.

الطفل يحتاج للعيش في بيئة عائلية تجعله مطمئنا. لا بد من التعبير له عن الاعتراض الشديد وعدم تقبل ما يحدث من قتل ودمار. تلك هي توقعات الطفل الانسانية من أهله.

ماذا عن دور الأهل عند تأثر الطفل لدرجة تبنيه فكرة الانتقام والأخذ بالثأر؟

تلك هي توقعات رد فعل الطفل الغريزية والفورية. الانتقام والأخذ بالثأر هي من الوسائل التي يلجأ الطفل حين يقع في مأزق أو يشعر بظلم. كثيرا ما يعالجها الأهل بتعقل عند وقوعها بين أطفال الأقرباء والجيران خصوصا. من المسموح للطفل عند احتداد غضبه أن يعبر بحرية عن جميع أنواع مشاعره. أن يقول كل ما يدور برأسه من أحاسيس دون تحديد أو تصنيف وذلك بهدف التنفيس العاطفي والاسترخاء.

لا لتحريضه على الانتقام. تأجيج عنفه يفقده مهارة استخدام عقله وحكمته الطبيعية. بعد هدوء عاصفة التأثر يمكن دفعه للحوار المتعقل. أهمية الحوار هو بالانتقال من حالة الغضب لمرحلة يحاول فيها إيجاد امكانيات حلول. هدف الأهل من محاورته هو خلق زعيم جريء وحكيم يضع انسانيته في قمة أولوياته عند إدارة الأزمات.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]