قالت صحيفة الحياة اللندنية، امس الثلاثاء، إن كتاب ألفه عميل دنماركي ''مزدوج'' اعتنق الإسلام وتحول إلى جهاديا في تنظيم ''قاعدة الجهاد في جزيرة العرب''، أن رغبة الأمريكي المولد أنور العولقي بزوجة ثالثة فتح الباب على مصراعيه لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) لتطبخ عملية اغتياله على نار هادئة.

ووفق للكتاب التي نشرته الحياة تقريرا عنه، أن عملية اغتيال العولقي تمت من خلال الزج بشقراء كرواتية تشبه الممثلة الحسناء غوينيث بالترو في الـ32 من عمرها لتراسله عبر الإنترنت، وتنصب له الفخ الذي دفع حياته ثمناً له.

ويقول الجهادي الدنماركي مورتن ستورم إنه سافر إلى اليمن في عام 2009 لزيارة صديقه المتخفي العولقي، الذي أطلق من سجن أمريكي بعدما قضى 18 شهراً من حكم بالسجن عامين بتهم ''غامضة''. وغادر الولايات المتحدة إلى اليمن حيث عاش متخفياً.

''احضر لليمن. أريد أن أراك''

وأرسل العولقي رسالة إلكترونية إلى ستورم مفادها: ''احضر لليمن. أريد أن أراك''، بحسب التقرير.

وتقول الصحيفة إن ستورم المقيم في بريطانيا مع زوجته اليمنية كان صديقاً مهماً للعولقي. اصطحب زوجته وانتقلا جواً إلى صنعاء، حيث كانت مجموعة من مسلحي القاعدة بانتظارهما على متن سيارة لاندكروزر، انتقلت بهما إلى معاقل القاعدة خارج العاصمة اليمنية.

الأمريكيون يريدونني ميتاً

وحين تم اللقاء، قال العولقي لصديقه: ''الأمريكيون يريدونني ميتاً. إنهم يضغطون على الحكومة اليمنية طوال الوقت''.

وأشار ستورم إلى أنه اتفق مع العولقي على تبادل الرسائل من طريق ملف مشترك في حساب إلكتروني يخصهما، ولا يمكن أية جهة أن تطلع عليه، خصوصاً أجهزة الاستخبارات الغربية.

عميل مزدوج

ووفقا للتقرير، لم يكن العولقي يعرف أن صديقه ستورم هو نفسه عميل مزدوج يعمل لحساب الأمريكيين والبريطانيين والدنماركيين، وأن زيارته للعولقي ستكون سبباً لتصفيته من على ظهر الوجود.، بحسب ما جاء في الكتاب.

وأوضح ستورم، في كتابه الصادر حديثاً بعنوان ''العميل ستورم: حياتي داخل القاعدة وسي آي ايه، أن العولقي جنده للقاعدة في اليمن في عام 2005. وتم تزويجه يمنية أنجب منها ولداً سماه أسامة، تيمناً بزعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. وأسفرت ملاحقات أجهزة الاستخبارات له عن تجنيده عميلاً لها في نهاية 2006.

ويقول ستورم إن العولقي شكا في 2008 لصديقه الدنماركي من أن زوجتيه لا تطيقان صبراً على حياته في السجون والتخفي، ولذلك فهو يريد زوجة ثالثة، يشترط أن تكون غربية مسلمة. سأله: هل يمكنك أن تساعد في ذلك؟.

وذكرت الحياة أن ذلك لم يكن صعبا على العميل المزدوج، إذ تعرف إلى الشقراء الكرواتية إيرينا التي كانت اعتنقت الإسلام من أجل صديق سابق، وغيرت اسمها إلى أمينة.

أمينة و العولقي

وبدأ ستورم يراسلها على فيسبوك. وأبلغ رؤساءه البريطانيين والدنماركيين بأن أمينة يمكن أن تقودهم إلى العولقي. لكنهم أعرضوا، لخوفهم من إلحاق الضرر بمدنيَّة بريئة. بيد أن الأمريكيين قرروا قبول العرض، بحسب ما جاء في الكتاب.

ويقول العميل المزدوج إن أمينة بدت مترددة بشأن الاقتران بالعولقي؛ لذا قرر الأمريكيون زيادة راتب ستورم بواقع 4 آلاف دولار في الشهر، ووعدوه بحافز قدره 250 ألف دولار إذا نجح في إقناع أمينة بالمضي قدماً في مشروع الزواج من العولقي.

وأكد العميل المسؤول عن ستورم أن الرئيس باراك أوباما أحيط علماً بتلك التفاصيل.

طار ستورم إلى فيينا للقاء أمينة، وأخذها بتعليمات من العولقي إلى السفارة اليمنية للحصول على تأشيرة دخول.

 تأشيرة بدعوى دراسة اللغة العربية

وذكر ستورم أن السفارة اليمنية لم يراودها شك في طلب حسناء كرواتية تأشيرة بدعوى دراسة اللغة العربية. وفي غضون أيام توجهت أمينة إلى اليمن. وبحلول يونيو 2010 تزوج العولقي منها.

ويقول الكتاب إن الاستخبارات الأمريكية جددت في ابريل 2011 اتصالها بستورم، بعدما فقدت أثر العولقي. وعرضت سي آي ايه 5 ملايين دولار على ستورم إذا أرشدهما عن العولقي.

ووفقا للكتاب، طار ستورم في يونيو 2011 إلى اليمن لزيارة العولقي الذي كان تخلى عن البريد الإلكتروني، واقتصرت اتصالاته على الرسل.

وقتها كان العولقي وزوجته يريدان سلعاً يصعب الحصول عليها في اليمن، وتشمل ملابس راقية، وشوكولاتة فخمة، كما طلب ثلاجة لتخزين القنابل؛ فقامت السي آي ايه بصنعها وزودتها بجهاز وإرسال يبث إلى القمر الاصطناعي.

وخلال زيارته لليمن من 27 يوليو إلى 17 أغسطس 2011، لم يتمكن ستورم من لقاء العولقي، لكن الأخير أوفد إليه رسولاً تسلّم منه السلع المطلوبة، وتشمل بطاقة ذاكرة (يو اس بي) تحوي ملفات عن سم الريسين طلب العولقي تزويده بها.

وفي 30 سبتمبر 2011، أطلقت طائرة أمريكية بدون طيار صاروخا من طراز ''هيل فاير'' على قافلة سيارات كان العولقي على متن إحداها.

ويقول ستورم إنه سمع نبأ اغتيال العولقي في نشرات الأخبار، وإن أمينة نجت من الموت، ولا تزال تقيم في اليمن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]