نعى رئيس دولة فلسطين محمود عباس شاعر المقاومة الفلسطينية الكبير سميح القاسم، الذي غيبه الموت مساء أمس الثلاثاء، بعد صراع مع المرض.

وقال الرئيس في كلمة النعي: "إن الشاعر القاسم صاحب الصوت الوطني الشامخ، رحل بعد مسيرة حافلة بالعطاء مكرسا جل حياته مدافعا عن الحق والعدل والأرض".

وكان الرئيس محمود عباس قلد الشاعر الكبير سميح القاسم، وسام نجمة القدس في الثامن عشر من شهر كانون الأول عام 2011، تقديرا لأعماله الشعرية التي أبرزت عمق وحيوية الهوية الفلسطينية، ونقلت كفاح ونضال شعبنا إلى أرجاء المعمورة. وأشاد سيادته بمسيرة الشاعر القاسم، التي جعلته رمزا وطنيا ملتزما بقضيته ووحدة شعبه وكفاحه العادل، وأوصلت عدالة القضية الفلسطينية إلى عمق الضمير الإنساني.

معاناة مع المرض

ويرحل القاسم بعد أعوام من الصراع مع المرض وأعوام من الصراع على تثبيت الهوية الوطنية الفلسطينية، عن عمر ناهز الـ(75) عاما، واختار له القدر أن يرحل في ذات الشهر الذي رحل فيه صديقه شاعر فلسطين محمود درويش، الذي شاركه كتاب الرسائل المتبادلة بينهما، ليعلن برحيله اكتمال الكتاب، ويعتبر القاسم من ابرز الشعراء المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة.

ولد القاسم وهو متزوج وأب لأربعة أولاد هم (وطن ووضاح وعمر وياسر) في مدينة الزرقاء الأردنية في الـ11 من ايار عام 1939 لعائلة عربية فلسطينية من قرية الرامة وتعلم في مدارس الرامة والناصرة.

زاول النشاط السياسي في الحزب الشيوعي وسجن أكثر من مرة كما وضع رهن الإقامة الجبرية والاعتقال المنزلي وطرد من عمله مرات عدة بسبب نشاطه الشعري والسياسي وواجه أكثر من تهديد بالقتل. وقاوم التجنيد الذي فرضته إسرائيل على الطائفة الدرزية التي ينتمي لها. مورثا أبناءه ذات المقاومة حيث سجنوا رفضا للتجنيد الاسرائيلي.

ورأس اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين في فلسطين منذ تأسيسهما. ورئس تحرير الفصلية الثقافية "اضاءات" التي أصدرها بالتعاون مع الكاتب الدكتور نبيه القاسم كما اسس صحيفة "كل العرب" في الناصرة. كما أسهم في تحرير 'الغد' و'الاتحاد' ثم رئس تحرير جريدة 'هذا العالم' عام 1966. ثُم عاد للعمل مُحررا أدبيا في 'الاتحاد' وآمين عام تحرير 'الجديد' ثم رئيس تحريرها. وأسس منشورات 'عربسك' في حيفا، مع الكاتب عصام خوري سنة 1973، وأدار فيما بعد 'المؤسسة الشعبية للفنون' في حيفا.

صدر له أكثر من 60 كتابا في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة، وصدرت أعماله الناجزة في سبعة مجلدات عن دور نشر عدة وترجمت العديد من اعمال الشاعر الراحل سميح القاسم وقصائده إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية واللغات الأخرى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]