فجعت فلسطين والعالم العربي مساء أمس الثلاثاء برحيل سميح القاسم: شاعر المقاومة، وعملاق الأدب، وحارس النضال، ومهندس أنشودة الوطن بقامته المنتصبة، وهامته المرفوعة.

وإذ تنعى وزارة الإعلام الشاعر المبدع والكاتب المقاوم، الذي حمل في كفه قصفة زيتون، وأمتطى نعشه على كتفه، ورافق مواكب الشمس، وغنى للدروب، وتتبع دخان البراكين، ورسم سقوط الأقنعة، لتؤكد أن فلسطين والعرب خسروا صوتاً حراً، وعلامة فارقة في تاريخ الأدب المقاوم، والشعر المناضل.

وللأسف توقف قلب فتى الرامة والناصرة، وعاشق الجليل وفلسطين عن العزف، بعد صراع مرير مع سرطان الكبد، ليخيم السواد على فضاءاتنا، وتغرقنا الأحزان بثقل الغياب، لكن ما يواسينا أن إبداعات شاعرنا ونجم إعلامنا لن ترحل، فصدى صوته وظل حروفه سيظل يعانق جبال الكرمل السامقة، وموج يافا العنيد، وسيصدح على أسوار عكا ينشد حريتها، ويكحل جبين روابي الوطن الممتد بين بحر وبر.

إن الأوسمة العديدة التي نالها القاسم، والجوائز الرفيعة التي استحقها، والسيرة الأدبية الثرية له، ستكون مصدر إلهام لكل الأصوات الحرة المدافعة عن الكرامة والحق، والقابضة على الجمر.

وعلى وقع هذا الألم العظيم، تدعو الوزارة وسائل الإعلام الوطنية والشقيقة والصديقة إلى تخليد مسيرة القاسم وسيرته، ونقل رسالة النضال التي حملها، وظل أميناً على سرها، حتى غاب جسده، وصعدت روحه الطاهرة إلى السماء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]