نعى القائد في حزب الشعب الفلسطيني، وهو الحزب الشيوعي الفلسطيني السابق، الشاعر الكبير سميح القاسم الذي وفته المنية الليلة.

وقال في كلمة كتبها لــ"بكرا" حول رحيل الشاعر الكبير: "يرحل سميح القاسم في هذا الوقت العصيب حيث يتعرض شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة إلى أبشع عدوان إسرائيلي، مخلفًا آلاف الشهداء و الجرحى وآلاف البيوت المدمرة، ومئات آلاف المشردين في وطنهم. ويتعرض شعبنا في الضفة الغربية وفي القدس، وفي الناصرة وحيفا والمثلت والجليل، إلى القتل والاعتقال والتنكيل، بهدف تركيعه وفرض الاستسلام عليه، وتهويد قدسه ومقدساته، وحرمانه من حقه في الحرية والعودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وأضاف "يرحل سميح القاسم الذي كان منذ نشأته الأولى حاضرًا بثبات على أرض النضال اليومي بين الجماهير، مثلما كان حاضرًا في الشعر والأدب، للدفاع عن أبناء شعبه الباقين في وطنهم، من أجل الكرامة الوطنية وحماية الأرض من المصادرة والاستيطان وضد التمييز القومي. وكانت قصائد سميح المقاومة حاضرة بثبات في معارك الشعوب العربية من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم. وكان لهذه القصائد حضورها كذلك في المشهد الإنساني العام، حيث كان سميح القاسم انطلاقًا من فكره التقدمي ونظرته الثاقبة إلى الكون والحياة والمجتمع والإنسان، صاحب ثقافة شاملة مكنته من الالتزام العميق بأنبل ما في تراثنا العربي الإسلامي المسيحي من قيم، وبأفضل ما في الثقافة الإنسانية من مفاهيم ورؤى. كان سميح القاسم ينظر للقضية الفلسطينية باعتبارها البؤرة التي ينطلق منها ويعود إليها في شعره وفي نثره المكرسين لهذه القضية، وهو المحلق في الآفاق الشاسعة، معتبرًا أن أي نصر يحرزه شعبه الفلسطيني هو نصر للإنسان أينما كان، وأن أي نصر يحرزه أي شعب من شعوب أمته العربية، ومن شعوب العالم ضد القمع والاستبداد، وضد التخلف والجهل والمرض، وضد النزعات المذهبية والإقليمية والتطرف الديني، وضد الاستغلال والتبعية والهيمنة، إنما هو تعزيز لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي والعنصرية الصهيونية، ومن أجل الحرية و العدالة والسلام".

وتابع قائلا: "لن يغادرنا سميح القاسم، سيظل بأشعاره التي غنت للوطن وللحرية وللإنسان حاضرًا تمام الحضور بيننا، وسيظل بنثره الجميل المطعم بالسخرية وبالنظرة العميقة إلى الحياة ماثلا أمام عيوننا نستلهمه كلما ادلهم ليل الاحتلال من حولنا، وكلما وجدنا أننا في حاجة إلى شحنة من أمل ومن وتفاؤل لمواصلة النضال".

وختم حديثه قائلا: "لسميح القاسم، أبي وطن محمد، المجد والخلود، ولزوجته وأبنائه وأفراد عائلته وأصدقائه ومحبيه أحر التعازي، وسيظل سميح القاسم حيًّا في وجدان شعبه وأمته وفي ضمائر كل محبي الحرية والعدل والسلام في العالم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]