بدأت علاقة الزمالة ثم الصداقة التي تربط الناقد اللامع أنطوان شلحت بالشاعر العربي الكبير الراحل سميح القاسم، حين عملا سوية في صحيفة " الاتحاد" ومجلة " الجديد".

وقال الناقد في حديث مع " بُـكرا" أن هذه العلاقة أتاحت له أن يتعرف على سميح الإنسان " وليس الشاعر والمبدع فحسب"- كما قال، مشيدًا بالصفة الأهم لدى القاسم، وهي أنه لا يدّعي احتكار المعرفة، ولم يتردد في رعاية المواهب الأدبية الناشئة الواعدة.

وعن الموروث الذي خلّفه الراحل الكبير، قال الناقد أنطوان شلحت أن سميح القاسم وموروثه أشبه بالعملة النادرة " ويتمثل هذا الموروث في أهم إسهام للراحل وهو أنه كتب الشعر انطلاقًا من القدرة على كتابة نصٍ شعري دنيوي دون التخلي عن شروط الإبداع، وهذا عائدٌ إلى أن الأصل في تجربته الشعرية- متين ويتوافر على العناصر التي تجعل من المبدع شاعرًا، ومنها متانة اللغة والتمكن من العروض، والثقافة الواسعة، والارتباط بالتراث والصلة الحية مع الثقافة الوطنية ومع أدب الشعوب الأخرى"- على حد توصيفه.

أنواع أدبية أخرى...

وردًا على سؤال حول كيفية الحفظ والصون لموروث العملاق الراحل، قال الناقد أن هذا يحتاج إلى دراسة وافية لأن تجربة القاسم طويلة وعريضة تستدعي تقييمًا يفيها حقها من جميع الجوانب لكونها خضعت لأكثر من مرحلة، ولكل مرحلة سماتها الخاصة، وهي لم تنحصر في كتابة الشعر، بل تعدّتها إلى أنواع أدبية أخرى كالمسرحية الشعرية والدراسة الأدبية والترجمة والمقالة الصحفية، وكل هذا يحتاج إلى استطلاع واستبيان أثر هذا التنوع على التجربة الشعرية، وإلى أي مدى شكلت هذه الكتابات والأنواع نأيًا عن الشعر، لا من أجل الاقتراب منه.

ونوّه الناقد أنطوان شلحت إلى أن كتابات الشاعر الراحل خلال مرحلة المرض " هي مرحلة قائمة بحد ذاتها، تحتاج إلى تقييم، وهي أشبه بكتابة تحمل عنوانًا عريضًا بانتظار الموت".

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]