تصادف اليوم الذكرى الـ 45 لذكرى احراق المسجد الأقصى المبارك ، على يد " دينيس مايكل روهان" ، والتي أدت الى إحراق أجزاء واسعة من المسجد بناية الجامع القبلي المسقوف ، أبرزها منبر صلاح الدين الأيوبي وثلاثة أروقة ، وسقف المسجد الأقصى وعدد من قبابه الداخلية ، والسجاد والزخارف القديمة المزينة بالآيات القرآنية ، وذلك بتاريخ 21/8/1969.

واكدت الهيئة الاسلامية العليا في القدس في ذكرى الحريق ان المسجد الاقصى مستهدف، والحرائق متلاحقة.

الحرائق لم تنتهِ بعد !

وقال رئيس الهيئة الشيخ عكرمة صبري "لازالت الجماهير الإسلامية في العالم كله تستذكر حريق الأقصى الذي وقع صباح يوم الخميس في 21/8/1969م. إنها الذكرى العدوانية المشؤومة، مؤكدة ان الحرائق لا تزال متلاحقة بهذا الأقصى المبارك وبصور متعددة: من اقتحامات عنصرية من الجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، ومن جيش الاحتلال بملابسه العسكرية لرحاب الأقصى، ومن الحفريات التي تهدد أساسات المسجد القبلي الأمامي من الأقصى المبارك. بالإضافة إلى التصريحات المحمومة في هذه الأيام من مسؤولين اسرائيليين في الحكومة اليمينية المتطرفة ومن أعضاء الكنيست المتهورين، تلك التصريحات التي تمس حرمة الأقصى المبارك،والتي تكشف عن أطماع اليهود بالأقصى.

واوضحت الهيئة الإسلامية العليا موقفها الإيماني المبدئي بان مساحة المسجد الأقصى المبارك، كما هو معلوم، مئة وأربعة وأربعون دونما(الدونم الواحد ألف متر مربع) فيشمل المسجد القبلي الأمامي، ومسجد قبة الصخرة المشرفة، والمصاطب واللواوين والأروقة والممرات والآبار والبوابات الخارجية وكل ما يحيط بالأقصى من الأسوار والجدران الخارجية بما في ذلك حائط البراق.

المسجد للمسلمين وحدهم، وهذا قرار إلهي

واشارت الى إن هذا المسجد المبارك هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي من الله عزّوجل، وهو يمثل جزءاً من إيمان ما يقارب ملياري مسلم في العالم في هذه الأيام، وذلك منذ حادثة الإسراء والمعراج، وحتى يومنا هذا وإلى يوم القيامة، مشددة على انه لا علاقة لغير المسلمين بهذا المسجد لا سابقاً ولا لاحقاً، كما لا نقر ولا نعترف بأي حق لليهود فيه.

ورفضت الهيئة الاعتداءات التي يقوم بها اليهود من اقتحامات متوالية لرحاب الأقصى التي هي جزء من الأقصى، وأن هذه الاقتحامات لن تعطيهم أي حق فيه. كما استنكرت الحفريات والأنفاق التي تجريها دائرة الآثار الاسرائيلية تحت الأقصى وفي محيطه.

وطالبت الهيئة منظمة اليونسكو أن تقوم بدورها في وقف الحفريات التي تدمر التراث الإسلامي والانساني في مدينة القدس، وتهدد المسجد الأقصى المبارك، وعليها أن تتخلى عن دورها الخجل وعن صمتها في غالب الأحيان، فمدينة القدس موضوعة على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في ظل الاحتلال منذ عام 1981 بطلب من الأردن.

واشار بيان الهيئة الى أن الأقصى أسمى من أن يخضع لقرارات المحاكم ولا الحكومات ولا الكنيست ، وهو غير قابل للتفاوضات ولا للمقايضات ولا للتنازلات. ويتوجب على الحكومات في العالم العربي والإسلامي أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه القدس والأقصى، وأن يتداركوا الموقف قبل فوات الأوان.

وحثت الهيئة الاسلامية على شد الرحال إلى الأقصى في الأوقات والأيام جميعها، وبشكل مستمر، فالأخطار لا تزال محدقة به.

مدير المسجد الشيخ عمر الكسواني: تقسيمي زمني وحفريات معًا !

من جانبه حذر مدير المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني من المخططات الاسرائيلية الهادفة الى تقسيم المسجد الاقصى اضافة الى ما يجري من حفريات اسفله مؤكدا ان هناك مكائد خطيرة تحاك ضد المسجد.

واشار الى الانفاق التي تهدد اساسات المسجد وما يرافقه من تغيير للبناء الاسلامي، مؤكدا ان ذكرى الحريق تمر بعد شهر كامل من محاولة تطبيق التقسيم الزماني مطالبا المسلمين في العالم نصرة المسجد الاقصى وعدم ترك المقدسيين والفلسطينيين يخضون المعركة لوحدهم وان يتخذوا مواقف لدعم الشعب الفلسطيني وخاصة دائرة الاوقاف الاسلامية والمصليين لبقاء المسجد قبلة للمسلمين وعامرا لهم.

وطالب الشيخ الكسواني على المستوى المحلي بشد الرحال للمسجد لتبديد اطماع كل من يحاول المس به واعماره في ساحاته ومصاطبه.
مؤسسة الاقصى

وقالت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث في بيان صحفي مع مرور 45 عاماً على هذه الجريمة التي يتحمّل مسؤوليتها الاحتلال ، مرّت على المسجد الأقصى فترات عصيبة ، وتعرّض لانتهاكات متواصلة ، وارتكب الاحتلال مئات الاعتداءات عليه وعلى المصلين، سقط خلالها الشهداء والجرحى ، وفي السنوات الأخيرة يتعرض لهجمة شرسة متصاعدة من قبل الاحتلال تعددت أشكالها ومخاطرها.

تسارع كبير في وتيرة الاعتداءات ونوعيتها

واشارت المؤسسة الى انه في الأشهر الأخيرة يمرّ المسجد الأقصى المبارك بمرحلة مفصلية، إذ وصل منسوب الاعتداءات والمخاطر والمخططات التي تستهدفه حدودًا وأشكالاً غير مسبوقة ، فكثرت وتصاعدت اقتحامات الاقصى وتدنيسه من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية وما يُعرف بـ "منظمات الهيكل" المزعوم، وبرز اقتحامات وزراء ونواب وزراء في حكومة "نتنياهو" ، وأعضاء كنيست ، وقيادات سياسية ودينية وقضائية وأمنية وإعلامية ، وبات هناك تحركاً احتلالياً مدروساً لهذه الاقتحامات ، التي بدأت تأخذ أشكال تكريس وجود يهودي شبة يومي، بل وتعدى الأمر الى محاولات- تنجح أحياناً خلسةً- من قبل المستوطنين بإقامة صلوات يهودية وشعائر ورقصات تلمودية في أنحاء متفرقة من المسجد الأقصى، بل إن اقتراحات قوانين وجلسات متكررة في الكنيست الاسرائيلي تسعى الى فرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني بين المسلمين واليهود ، ووضعت لوائح وخرائط لتحقيق هذا المخطط، بل إن إرهاصات محاولة فرض هذه السيناريو باتت أكثر وضوحاً من ذي قبل .

يأتي ذلك في وقت يشهد المسجد الأقصى حالات حصار وتضييق على المصلين غير مسبوقة ، حيث منع عشرات آلاف المصلين من الصلاة في المسجد الأقصى ، خلال شهر رمضان الاخير، وفي إجراء وعدوان غير مسبوق ، أغلق الأقصى في وجه المصلين خلال كل أيام الجمعة في رمضان وفي ليلة القدر، واقتحم الاقصى عدة مرات ، ثم بات الاحتلال يضّيق على دخول المصلين إليه ويحدد الأجيال ، الى أن وصل بمنع مطلق لدخول النساء يومياً من الصباح الى وقت الظهر وأحياناً الى ما بعد ذلك ، تزامنت مع حملات إعتداء وملاحقة ، حملة تحقيقات واعتقالات ، وإبعادات طالت العشرات والمئات من اهل القدس والداخل الفلسطيني.

45 عاماً ويزيد وما زال الاحتلال ينفذ حفريات واسعة وممتدة أسفل وفي محيط المسجد الأقصى المبارك ، وفي السنوات الأخيرة ، وصلت الى أعماق غير مسبوقة ، تحت أساسات المسجد الأقصى ، وفي محيطه القريب، حتى بتنا أمام شبكة من الأنفاق ، التي تهدد مستقبل الاقصى، وإنشاء كنس يهودية أسفله وفي محيطه وصل عددها الى نحو مائة كنيس ومدرسة يهودية ، ناهيك عن تنفيذ عدد من المشاريع التهويدية ، وطمس وتدمير المعالم والآثار الاسلامية والعربية العريقة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]