تعتبر فترة ما قبل بداية العام الدراسي من أكثر الفترات السنوية تكلفةً لرب العائلة، فقد أصبح افتتاح السنة الدراسية موسمًا تُرصد له الميزانية تماما كموسم الأعراس أو الأعياد، كيف لا والغلاء طال كل شيء، الملابس، القرطاسية، الكتب وحتى الطعام، ومن أكثر الأمور التي تزيد هذا الموسم صعوبة إضافة للأسعار الغالية هي قضية تغيير الكتب الدراسية كل سنة أو كل سنتين، فالعائلة التي تضم أكثر من طفل وكانت تعتمد على أن الكتب لا تشترى من جديد كون الطالب يستعملها بعد أخيه أو بعد قريبه أو جاره أو صديقه، صار هذا الأمر معدومًا لديها، فالكتاب الذي يُستعمل في السنة الدراسية صار يُلغى في السنة التالية أو بعد سنتين أو ثلاثة.

سخط كبير وامتعاض من الأهالي جراء هذه القوانين التي تسنّها كل مدرسة على حده، فالعائلات محدودة الدخل وهي كثيرة بمجتمعنا العربي في الداخل تلاقي صعوبة بشراء كتب جديدة كل عام.

تحدثنا مع بعض الأهالي والذين أكدوا أن هذه الظاهرة ولو كانت تفيد الطلاب كون الكتب التي تطلبها المدرسة ستكون أفضل من ما سبقها حتمًا، إلّا أنها تضر بالعائلة وبحالتها المادية ، وقد قالت يُمنى ابراهيم وهي أم لطلاب في المدرسة ونشطت في السنوات الأخيرة بلجان الآباء في دبورية : سبب تغيير الكتب سنويًا هو أن المدارس تريد مواكبة العصر، فمثلًا الطرق القديمة بالتدريس كانت تعتمد على على التلقين اما الان فهي تعتمد على البحث وان يكتشف الطالب بالتحليل العلمي الحلول للمشاكل ولكن التجديد يجب ان يكون على مراحل، للأسف تغيير اغلب الكتب يجبر الاهل على شراء كتب جديدة ورمي القديمة وهذا ما يثقل على كاهل الاهل علماً اننا الان نمر بظروف صعبه من اعياد وأعراس وغيرها من التزامات مكلفة فالعائلة المتوسطة دخلها 7000 ₪ وتصرف ما يعادل 5000 ₪ لمستلزمات المدرسه منها حوالي 2000₪ فقط للكتب، لو أن التغيير شمل فقط نصف الكتب يمكن توفير الف شيكل للعائلة، وهو مبلغ ممكن استغلاله لمعيشة العائلة.

وتابعت : كما ان التغييرات الكثيرة احيانا تضر بالطلاب فمؤخرا تغيرت كتب الرياضيات اكثر من مره نظرًا للمستوى المتدني العام للبلاد بهذا الموضوع، وحتى اليوم اشعر ان اولادنا حقل تجارب للكتاب المختلف عليه، من الحري بالذكر ان الوزارة لا تلزم المدرسة بكتاب معين لكن المفتش "يوصي" بكتب معينة وللمدرسهة حق الاختيار وأظن ان من حق لجنة اولياء امور الطلاب التدخل بالموضوع ايضا والمشاركة باتخاذ القرار مؤخراً ومن الحق ان يقال مثلًا في دبورية اتفقت المدارس الثلاث على كتب موحدة مما سيساعد الاهل قليلا بالمستقبل، برأيي نحن كأهل ايضا لنا دور كبير بالتخفيف من المصاريف فمن الممكن توجيه الاولاد على تربية القناعه والمشاركة فبدل ان يشتروا الادوات الغالية ممكن الاكتفاء بالبسيط وممكن التبرع ايضا للآخرين او تنظيم بازارات كتب او تبادل كتب وأنا من عبر منبركم اتوجه للأهالي ميسوري الحال بان يتبرعوا بالمال للمكتبات لسد مصاريف بعض العائلات المستورة .

بدوره فادي مصالحة أكد الحديث قائلًا أن وضع الناس بشكل عام صعب وخصوصا من لديه أكثر من ابن في المدرسة، وهذا أحيانا يكون عائقًا حتى للعائلات متوسطة الدخل، ليس الفقيرة فقط، برأيي على السلطات المحلية العربية أن تتبنى قضية الكتب، تعين لجنة مهنية وتختار هي الكتب لكل المدارس وأن تدرس الكتب لخمس سنوات على الأقل.

توجهنا للناطق بلسان وزارة التربية والتعليم، كمال عطيلة وطلبنا تعقيبًا حول الموضوع وقال : يتم نشر قائمة بأسماء الكتب المصادق عليها في منشور المديرة العامة للوزارة ويتم تعميم ذلك على جميع المدارس .تستطيع المدرسة اختيار الكتاب التعليمي من خلال هذه القائمة فقط، لا يسمح بتبديل الكتاب في فترة تقل عن 5 سنوات، اضافة الى ذلك فأن الوزارة تفعل مشروع استعارة الكتب التعليمية في معظم السلطات المحلية العربية الأمر الذي من شأنه توفير مبالغ طائلة عن الأهل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]