قامت الباحثة الفلسطينية سعاد ابو دية باجراء بحث بالتعاون مع شركتي "عائشة" و"سلمى" عن اللاجئات السوريا في الاردن تحت عنوان "الانتهاكات الممارسة ضد النساء اللاجئات السوريات في الأردن" حيث تعيش النساء في ظل الحروب المتتالية في سوريا ومناطق اخرى اوضاعا انسانية صعبة باعتبارهن اكثر فئات المجتمع ضعفا وتهميشا، وغالبا ما تتعرض الى اشكال مختلفة من العنف والتمييز لحقوقهن الانسانية بما فيها الاغتصاب والإكراه على الدعارة والتهجير والتعذيب والقتل والاعتقال والاستغلال الجنسي والتزويج المبكر.


وتتزايد اعباء النساء في ظل هذه الظروف نتيجة للمسؤوليات الملقاة على عاتقهن باعتبارهن زوجات وامهات، ويمكن ان تنسحب آثارها او تمتد عليهن في بلاد النزوح مما يتطلب تدخل المجتمع الدولي والمجتمع المحلي بما فيه من منظمات ومؤسسات تساعد وتساند النساء المعنفات عبر استحداث برامج واليات خاصة تعنى بمكافحة كافة اشكال التمييز المبني على اساس النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات.

وقد خرج البحث بعدة توصيات من شأنها ان تعمل على تحسين الظروف الحياتية للمرأة السورية اللاجئة في الاردن بالتعاون مع الجهات المعنية والمنظمات الانسانية والحقوقية في محاولة لتلبية احتياجاتهن المعيشية اليومية اضافة الى تلمس احتياجات اللاجئة السورية بشأن العنف الذي يمكن ان تواجهه في بلد النزوح بالأردن باعتبارها من اكثر فئات المجتمع ضعفا وتهميشا.

وفي حديث لـ "بكرا" مع الباحثة سعاد ابو دية قالت: جرى البحث بالتعاون مع شركتي سلمى وعائشة وهما شركتين اقليميتين يعملون على قضايا العنف ضد النساء, كان هنالك تمويل لإجراء مشروع لمساعدة ودعم النساء السوريات حيث اجرينا بحث حول الانتهاكات والصعوبات التي تواجه النساء السوريات في بلد اللجوء, الاردن, كما كان هنالك بحث اخر يبحث معاناة اللاجئة السورية في لبنان ايضا، تم خلال البحث الاتصال المباشر مع النساء فيما قمنا بإجراء شهادات حية تمكننا من سماع صورت المرأة ومشاهدة معاناتها عن كثب، اضافة الى عدة مقابلات مع منظمات مختلفة تعمل على تقديم المساعدات للنساء السوريات من ناحية العنف المبني على النوع الاجتماعي حيث ان هنالك منظمات تساعد من ناحية مادية او قانونية فيما تمركز البحث على موضوع العنف ضد النساء، وقد ختمنا البحث بمجموعة توصيات نتمنى من المنظمات الاردنية ان تعمل بها وتقدم الدعم للاجئات السوريات بمهنية اكبر.

نتائج خطيرة جدا...

وعن نتائج البحث تابعت ابو دية لـ"بـُكرا": في نهاية البحث قمنا باستخلاص نتائج خطيرة جدا وانتهاكات كبيرة تتعرض لها المرأة اللاجئة السورية اضافة الى المعاناة التي جاءت منها في سوريا، كما قمنا خلال البحث بفحص موضوع العنف الاسري, حيث اصبحت النساء تشغل دور الرجل ايضا في البيت الامر الذي زاد من معاناتها, اضافة الى قضايا التزويج المبكر والزواج القصري للفتيات السوريات عدا عن بيع الفتيات نتيجة الاوضاع الموجودة, ومما استرعى الانتباه من خلال نتائج البحث هو استغلال مقدمي الخدمات للاجئات السوريات اضافة الى قضايا التحرش الجنسي ونظرة المجتمع الاردني للمرأة السورية باعتبارها سلعة رخيصة وبالتالي استغلالها بشكل كبير.

اللاجئة الفلسطينية تفقد هويتها في الاردن وتعرف على انها سورية
وأشارت ابو دية في بحثها الى المرأة الفلسطينية التي تعاني من فقدان الهوية ايضا اضافة الى امور اخرى : كما تطرقنا خلال البحث بشكل خاص لمعاناة النساء الفلسطينيات القادمات من سوريا, اللواتي يدخلن الى الحدود باسماء لنساء سوريات اخريات من عائلات سورية لأنه يمنع دخول الفلسطينيين الى الاردن مما يؤدي الى فقدان هويتهن الفلسطينية حيث يتم تسجيلها على انها سورية وهي فلسطينية الأصل، الامر الذي يسبب اشكاليات عديدة للمرأة الفلسطينية عدا عن قضايا تقييد حركة المرأة الفلسطينية والتحرش الجنسي.

توصيات ....
واختتمت ابو دية حديثها بتوصيات مختلفة من اجل تحسين الظروف الحياتية للاجئات السوريات حيث قالت: نوصى بان تقوم الحكومة الاردنية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني على مساعدة اللاجئات السوريات في قضايا العنف ضدهم اضافة الى القيام بتشريعات جديدة تضمن حق اللاجئات السوريات في الاردن, وقد لاحظنا نقص في المنظمات التي تعمل مع النساء السوريات اللاجئات وحتى الاردنيات الاصل لذلك اوصى البحث بالعمل على زيادة عدد المنظمات العاملة لصالح اللاجئات السوريات وان تعمل هذه المنظمات مع اللاجئات في شتى المدن في الاردن, كوادر مهنية تستطيع العمل بجدية وثبات لصالح اللاجئات اضافة الى تمويل مستمر لهذه المنظمات من قبل الحكومة الاردنية.

كان هنالك ايضا توصيات من قبل اللاجئات بشكل شخصي منها ان تقوم المنظمات الداعمة بالوصول اليهن حيث تبين من خلال البحث الذي اجريناه ان اللاجئات السوريا لسن على علم بمنظمات تعمل على تقديم الخدمات الارشادية والاجتماعية للتوجه اليها في حال تعرضن للعنف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]