تحدثت أخبار صدرت عن مصادر إعلام إسرائيلية في الأيام الماضية عن محاولة إنقلاب على السلطة الفلسطينية وتحديدا على رئيسها محمود عباس أبو مازن لإقصائه من المشهد السياسي، لكن المتابعون الفلسطينيون يرون أن ذلك مستبعدا ولا توجد خطط للانقلاب.

في هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية الدكتور عبد الستار قاسم، "الحديث عن خطة انقلابية تستهدف الإطاحة بسلطة عباس في الضفة الغربية في هذا الوقت بالذات غير جدي، والحديث عن أن رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق سلام فياض جزء من هذه الخطة أكبر دليل على عدم جديتها، ففياض ليست له ذراع عسكرية ولا أمنية، صحيح أن دحلان لا يزال يمثل فوة في الاجهزة الأمنية وفي قواعد “فتح”، لكن عباس لا يزال من الناحية العملية هو الأقوى، ولا أعتقد أن “فتح” تمتلك بديلا له في المرحلة الراهنة”.

وأضاف: “أعتقد أن الحديث عن محاولة للإطاحة بعباس مصدرها “إسرائيل” وجوهرها التآمر على الرئيس، بقيادة أعضاء من اللجنة المركزية وفياض من خارج حركة “فتح”، هو جزء من نهج إسرائيلي قديم، لاستعادة هيبة القيادة الفلسطينية، لأن الإسرائيليين والأمريكيين لا يزالون بحاجة إلى السلطة وإلى التنسيق الأمني معها، ذلك أنه بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، فإن عباس والسلطة وحركة “فتح” جميعا فقدوا أدوارهم، فقد حجمت المقاومة الجميع وتصدرت المشهد، ومن هنا جاءت هذه الحركات المعهودة لترميم المشهد”، على حد تعبيره.

تقارير إسرائيلية حول الانقلاب

وكانت تقارير فلسطينية محلية نقلت عن مصدر في القيادة الفلسطينية القول إن “إسرائيل” كشفت للسلطة عن مخطط لمؤامرة جديدة على الرئيس، بقيادة أعضاء من اللجنة المركزية وفياض من خارج حركة “فتح”.

وتتحدث المعلومات في جانبها الإسرائيلي عن تهمة “قلب نظام الحكم”، واللافت أن بين المتهمين الذين لم يكشف النقاب عنهم أعضاء في تنفيذية المنظمة ومركزية الحركة.

دراغمة: لا توجد خطط للانقلاب على السلطة

بخصوص خطة للانقلاب على السلطة الفلسطينية، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد دراغمة ، إن النظام السياسي الفلسطيني يواجه بعد المشكلات المثيرة للاستغراب لماذا تحدث، ولا يوجد خطط للانقلاب والسلطة الفلسطينية لديها أجهزة أمن تمسك البلد، ولكن هناك خلافات سياسية داخل المؤسسة السياسية بدأت مع دحلان ثم مع عبد ربه ثم مع فياض وغيره، وهذا ما يضعفها.

وأضاف السلطة الفلسطينية في المرحلة الحالية عليها عبء كبير لإعادة إعمار قطاع غزة، والرئيس عباس لديه رؤية واقعية مقبولة من الشارع والمجتمع الدولي وهو حمى الفلسطينيين في الضفة الغربية بخاصة من الدم خلال فترة حكمه، ولكن إدارة المؤسسة السياسية يعتريها الكثير من الخلل وهي بحاجة إلى انتخابات وبحاجة إلى تجديد وتغيير، وكل الأخبار الصادرة من المؤسسة السياسية لا ترقى إلى مستوى الآمال التي يعلقها الجمهور على هذه المؤسسة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]