على خلفية الأحداث العنصرية الأخيرة غير الديمقراطية التي شهدتها البلاد، توجهت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، برسالة لوزير التربية " شاي بيرون"، التي تحمل توصيات لخطة تعليمية ضد العنصرية المتفشية في إسرائيل ومحاربتها، وتتركز على مبادئ الديمقراطية.
وتم الإشارة من خلال الرسالة إلى المشاكل الهيكلية في منظومة التعليم والمتجذرة بمنظومة التربية والتعليم.

وفي حديثٍ مع مدير قسم التربية في جمعية حقوق المواطن شرف حسان، قال إن قسم التربية في الجمعية على مدار سنوات طويلة يحاول يدفع قضية التربية ضد العنصرية في إسرائيل بشتى الوسائل، منها التوجه لوزارة المعارف ومقابلة وزراء وموظفين كبار في السكرتارية التربوية.

الإشكاليات البنيوية

وتابع: " ما يُميز الرسالة، أنها لا تتطرق للقضايا الآنية فقط، بل إنها تشير إلى الإشكاليات البنيوية الموجودة في كل البرامج التربية الديمقراطية المطروحة في إسرائيل اليوم.

وقال حسان، إن جزء من محدوديات هذه البرامج والمشاريع أنها محدودة الأمد، وتعالج فقط قضية آنية مثل العدوان على غزة وتطوراتها، ولكنها لا تعالج نهج تعامل غير ديمقراطي ودائم، ويمتد منذ عشرات السنين، هذه المشاريع لا تقدر في توقيف العنصرية المتفشية والمُمأسسة في إسرائيل، هذه العنصرية تم الإشارة إليها من قبل باحثين خلال سنوات الثمانين، ورصدها في مقالات وفي الصحافة.

وهي ليست وليدة اليوم، ولم تنشأ في الآونة الأخيرة ( خلال العدوان على غزة)- التي أثناءها تزايدت وتيرة العنصرية والتحريض ضد العرب وهذا الأمر كان متوقعًا.

توصيات الرسالة..

وتحدث حسان عن توصيات الرسالة، التي أشار من خلالها إلى النواقص الجوهرية في جهاز التعليم في إسرائيل وسبل مواجهتها، منها:

- المساواة في التربية الديمقراطية في إسرائيل- مُشيرًا إلى أن التلميذ اليهودي يتعلم عن تاريخ شعبه وبلاده، ولا يعرف غير القليل عن تاريخ المجتمع العربي في إسرائيل، بينما التلاميذ العرب يتعلموا عن تاريخ الشعب الإسرائيلي وقيام دولة إسرائيل، ولا يتعلم غير القليل عن تاريخ شعبه.

- غياب الهوية العربية في جهاز التربية والتعليم، لا يوجد انكشاف على المواطنين العرب وعلى راوية الأقلية العربية في جهاز التعليم.

- غياب جهاز معرفة فيما يتعلق بالعنصرية وغياب تام لهذا الاصطلاح في برامج التعليم وكتب التدريس؛ النقص في تدريب وارشاد المعلمين في التعامل مع مظاهر العنصرية في الصفوف التدريسية".

كما وجاء في الرسالة أنّ التوصيات تعكس توجه الجمعية في موضوع مناهضة العنصريّة، والتي تعتمد، بالأساس، على أنّ التعليم هو المفتاح لمحاربة العنصرية، وأنّ التربية لمبادئ الديمقراطية وضد العنصرية هي سيرورة شاملة ومتواصلة، ينبغي أن تبدأ من صغار السن وحتى الدراسة الجامعية، وتشمل جميع الطلاب في جهاز التعليم على كل "تياراته".

كما شدّد حسان على أهمية دور المعلمين والمعلمات في هذه السيرورة، وقال لا يجب أن يكون هذا النوع من التربية فقط خلال حصة المدنيات أو حصة التربية الاجتماعية في المدرسة، اذ يترتب على المعلمين أن يملكوا الأدوات الملائمة للتعامل التربويّ مع المظاهر العنصرية والتوجهات غير الديمقراطية، ويتلقون الدعم والمساندة والتشجيع من قبل جهاز التعليم ليتمكنوا من القيام بواجبهم التربوي".

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]