بعد ان استشري العنف في بلداتنا العربية وخاصة في المثلث الجنوبي، تحديدا في الطيبة والطيرة ، كان لنا هذا اللقاء مع مدير مركز" امان" لمنع العنف، المحامي رضا جابر الذي تحدث عن تقاعس الشرطة، اهمال المجتمع العربي وعن ايجاد طرق بديلة وفورية لاجتثاث ظواهر العنف من مجتمعنا العربي.

نفتش عن المتهمين وليس اكثر

"لقد فقد مجتمعنا طريقة التعامل" هذا ما صرح به المحامي رضا جبارة في بداية حديثه لموقع بكرا و اضاف :"بعد اي حادثة عنف في مجتمعنا العربي نقف جميعا ، حائرين ونتساءل ما هو الحل لاجتثاث هذه الظاهرة من مجتمعنا العربي ، ونلقي اللوم على عدة عوامل، الشرطة، المجتمع وعلى السلطات المحلية ، نتداول الحديث في وسائل الاعلام، ومن ثم نكتفي بهذا القدر وننسى ما كان ، ونتذكر ذلك مجددا مع ظاهرة عنف جديدة ، هذا هو حالنا في هذا المجتمع ".

الحلقة الاضعف ..مجتمعنا العربي

واضاف جابر :" الحلقة الاضعف في مثل هذا الحالة والتي بحاجة الى معالجة سريعة هي مجتمعنا العربي الذي يتوجب عليه نبذ ظاهرة العنف ، ومحاربتها بشتى الطرق ، وهذا يتوجب ايجاد طرق تفكير جديدة ، اذ حتى اليوم اعتمدنا في مثل هذه الظواهر على القاء اللوم على الشرطة وعلى وزارة التربية والتعليم ونسينا دورنا الاكثر اهمية بمعالجة مثل هذه القضية ، حيث يتوجب علينا منح مجتمعنا طرق تفكير جديدة وفعالة من اجل معالجة مثل هذه الظاهر التي تضر فقط بمجتمعنا العربي."

3 متهمين في هذه القضية، الشرطة، التربية والتعليم والمجتمع

واردف المحامي رضا جابر :" اظن هنالك 3 مؤسسات مسؤولة بشكل مباشر وغير مباشر عن استشراء العنف في مجتمعنا :"

اولا : تقاعس الشرطة التي نجدها في طليعة مكافحة العنف اذا كان ذلك في حوادث امنية ، حيث لمحنا العشرات من افراد الشرطة في مكافحة المتظاهرين في القضايا الامنية ان كان ذلك في مظاهرات ضد الحرب والتعاطف مع الشعب الفلسطيني بينما تقريبا انعدمت تلك القوات اذا كان ذلك في اطار قضايا عنف في مجتمعنا العربي مثل قتل سرقة او اي نوع اخر من قضايا الاجرام" .

ثانيا : "وزاراة التربية والتعليم التي تطلق بيانتها بعد اي حادثة عنف وتعلن نيتها معالجة قضايا العنف عن طريق مشاريع وندوات تثقيفية لمجتمعنا ، وكل ذلك يبقى بمجال التصريحات ولا اكثر من ذلك ، حيث لمحنا في الفترة الاخيرة برنامج مدينة بلا عنف والذي خصص له ميزانيات لمعالجة العنف، يقف بدون اي ردة فعل في وجه مظاهر العنف في بلداتنا العربية ، حيث لا يكفي بان يكون هنالك اقتراحات ومشاريع بل يتوجب تنفيذ ذلك على مجتمعنا العربي الذي بحاجة ماسة الى اجتثاث ظواهر العنف منه ".

ثالثا: وهو الاهم وهو دور مجتمعنا العربي في مكافحة مثل هذه الظواهر الذي اكتفى هو الاخر فقط بالحديث وليس بالعمل ، حيث يتوجب على مجتمعنا العربي معالجة مثل هذه الحوادث بطريقة مدروسة مع برنامج عمل ، يجب نبذ هذه الظاهرة من مجتمعنا وهذا يتلخص في نبذ المجموعة التي نلمحها في حياتنا اليومية ونراها بام اعيننا بانها تشكل خطرا كبيرا علينا ، وليس الاكتفاء بالحديث المسهب عنها" .

واردف المحامي رضا جابر :" نحن في مركز امان قررنا متابعة هذا الموضوع بطريقتنا والتي تتلخص بـ :"

متابعة الطلاب الذي قد يجنحون الى العنف


اولا :" طالبنا من اقسام الرفاه الاجتماعي في بلدات المثلث الجنوبي باعطائنا قائمة باسماء الطلاب الذين من المتوقع ان يجنحوا الى العنف في المستقبل ، وسنتابع برامج ومشاريع متنوعة من اجل تثقيف هؤلاء الطلاب لنمنعهم من اتخاذ طريق العنف في المستقبل ، وليس مجرد حديث انما باتباع اليات ومشاريع معينة تهدف الى تحقيق نوايانا من اجل مجتمعا صالحا بعيدا عن العنف ، سوف ناخذ كل طالب وطالبة على حدة ضمن قائمة كبيرة من اجل مرافقة هؤلاء الطلاب في حياتهم اليومية وسنعمل على انتزاع منهم عنصر العنف .وسوف يكون لنا حربا في هذا الموضوع"

تقاعس الشرطة...وكيفية عمل الشرطي


ثانيا :" سوف نقوم باتخاذ اجراءات ضد الشرطة ورجال الشرطة من اجل التعامل مع مثل هذه الظواهر بجدية متناهية كما تتعامل مع القضايا الامنية ،حيث هنالك تناقض كبير بين عمل الشرطة في القضايا المنية وبين العمل في القضايل الاجتماعية ، انا لا اامل خيرا من شرطي من تل ابيب او من كفار سابا انما بمساعدة مجتمعنا العربي وعلاقاته الاجتماعية القوية قد نمنع مثل هذه الظواهر، اذا حققنا في قضية ترخيص السلاح وايضا في معالجة قضايا السلاح غير المرخص ، الذي يتواجد بكثافة كبيرة في مجتمعنا العربي ، والقضية ليست ان كان السلاح مرخص ام لا انما باجتثاث هذه الظاهرة من جذورها .اضافة الى كيفية تعامل الشرطي مع مجتمعنا العربي حيث لا يعقل بان يحضر شرطي مع خلفية يمينية متطرفة لكي يجلب الامن والامان للبلدات العربية لذلك يجب العمل ايضا على الكيفية بتعامل افر اد الشرطة مع قضايا المجتمع العربي ، حيث لا يعقل بان اجد رجال شرطة متواجدين في محطة الشرطة يحتسون القهوة والشاي ويتركون ابناء المجتمع العربي في الشوارع يرتكبون مخالفات بالغة (سواقة بشكل مفرط به )

نبذ المُعنفين من مجتمعنا


ثالثا وحسب راي هو الاهم وهو دور المجتمع العربي الذي يتوجب عليه معالجة القضايا الصغيرة قبل الكبيرة في مجتمعنا ، يتوجب علينا نبذ كل ظاهرة عنف ان كانت صغيرة من بدايتها وعدم تقبل ابناء المجتمع العنيف في حياتنا اليومية ، اذ نبذنا للأشخاص المُعنفين حسب راي سيكون حل جيد من اجل اجتثاثهم من المجتمع العربي ، وهذا يتطلب تكاتف والتفاف كبير من جميع افراد المجتمع العربي من اجل اجتثاث ظواهر العنف منه .

الثمن قد يكون غاليا

واختتم المحامي رضا جابر حديثه لموقع بكرا :" كل هذا لن يكون بالسهل انما يجب علينا بذل جهد مضاعف من اجل مجتمعا صالحا ، وان كان في البداية يكلفنا ذلك ثمنا غاليا ، حيث لم يرتق اي شعب الى حياة هنيئة وهادئة بدون ان يدفع الثمن ، لذلك يجب علينا ان نتعامل مع هذه الظواهر بصورة جدية وحازمة وحتى لو كلفنا هذا غاليا ، كل هذا من اجل ان ينعم مجتمعنا في المستقبل بحياة سعيدة، هادئة وبعيدة عن اي نوع من العنف .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]