عشية افتتاح السنة الدراسية في مدارس البلدية يوم الاثنين القادم (1-9) يتضح من التقرير السنوي حول وضع قطاع التربية والتعليم في القدس الشرقية الذي اعدته مؤسسة "عير عميم" ، ان هناك نقصا حادا وعجزا في هذا القطاع .

وقال التقرير ، ان بلدية القدس تعزي هذا العجز على صعيد عدد الغرف الدراسية ، بعدم توفر الأراضي اللازمة لبناء أطر تربوية في شرق القدس. وفعلاً، هنالك عجز بتوفر الأراضي اللازمة لبناء المدارس والغرف الدراسية ، ولكن هذا العجز ناجم عن سياسة التخطيط المعتمدة لدى السلطات الإسرائيلية في شرق القدس. كما يمكننا أن نلاحظ، ان نسبة المساحة المعدة للبناء الفلسطيني في القدس، وفق بيانات المخطط الهيكلي، تصل إلى 14% من مجمل الأراضي في شرق القدس.

واضاف التقرير : " وعليه، بغية سدّ هذا العجز البالغ بالأراضي، ينبغي على بلدية القدس العمل جاهدة لتصويب سياسة التخطيط المجحفة بحق السكان . وينبغي عليها فعل ذلك من خلال رسم خريطة تبيّن الأراضي المتوفرة بالتعاون مع لجان الأحياء المختلفة، من بين جملة الأمور الأخرى ".

خدمة السكان ومعارضة انشاء حدائق وطنية

واكد التقرير انه يتعيّن على البلدية كذلك أن تضع سلم أولويات ملائمًا، وتقديم مخططات هيكلية تحوّل بعض الأراضي غير المخصّصة للبناء إلى أراض معدّة للبناء. كذلك، يجب على البلدية العمل، كما هو متوقع منها، لخدمة السكان، ومعارضة إنشاء حدائق وطنية على حساب مخططات لسد احتياجات السكان الفلسطينيّين. وذلك خلافًا لما تعتمده حاليًا بخصوص إنشاء الحديقة الوطنية على منحدرات جبل المشارف، حيث تقدّم السكان هناك بمخططات للبناء ومن ضمنها بناء المدارس، إلاّ أن البلدية تصرّ بصورة شديدة على بناء حديقة وطنية هناك.

واوضح التقرير انه يفترض بالبلدية أن تمتنع عن تخصيص الأراضي المتوفرة الشحيحة أصلاً لصالح مشاريع استيطانية داخل الأحياء الفلسطينية (مثل مشروع بناء المدرسة الدينية غلوسمان في الشيخ جراح الذي اعتمد في السنة الحالية في اللجنة المحلية للبناء والتخطيط).

زيادة الميزانية بنحو 50 مليون شيكل لعام 2014

ووفق البيانات التي وصلت معدي التقرير من مديرية التربية والتعليم في القدس، فقد وافقت وزارة المالية الاسرائيلية على زيادة الميزانية المخصّصة لهذا الغرض بنحو 50 مليون شيكل للسنة الحالية (2014).

كما رصدت مديرية التربية والتعليم في القدس هذه الميزانية لأغراض مختلفة. كذلك، تدرس البلدية حاليًا مفهومًا جديدًا يسعى إلى اعتماد البناء المرتفع في المباني المخصّصة لرياض الأطفال ضمن المخططات المطروحة للدراسة والتخطيط، وهو مفهوم من المتوقع أن يضيف ما بين 151 غرفة إلى 201 غرفة دراسية جديدة في شرق القدس من ضمن الغرف المخطط لها حاليًا.

واشار التقرير ، إلى أنه ستمر نحو 5 سنوات أخرى "للأسف" قبل أن تكون هذه الغرف قابلة للاستخدام. مؤكدا ان هذه الأفكار الأخيرة تكشف وجود إمكانية لإبداع أفكار جديدة على هذا الصعيد لتوفير حلول ملائمة، إلاّ أنها لا تسدّ العجز القائم الذي يتطلب اعتماد مخطط طارئ وفوري يقوم على إحداث تغيير شجاع وجدي في سياسة التخطيط والبناء.

العجز بعدد غرف التدريس يصل الى 3055 غرفة

وكشف التقرير ، عن ان العجز بعدد غرف التدريس يصل بالمجمل الى 3055 غرفة. وبين وتيرة بناء الغرف الدراسية منذ العام 2001 وحتى العام 2014 .

وقال التقرير ان بلدية القدس ووزارة المعارف ، التزمتا امام المحكمة العليا الاسرائيلية في العام 2001 ببناء 245 غرفة دراسية حتى سنة 2005 وكذلك التزمتا في سنة 2007 ببناء 400 غرفة اضافية حتى سنة 2011 وان جميع هذه الالتزامات والتعهدات والتي لا تفي اصلا بسد العجز القائم لم تنفذ بصورة كاملة ، وحتى في افتتاح السنة الدراسية في ايلول 2011 تم بناء 257 غرفة دراسية فقط من اصل 645 غرفة التزم ببنائها.

وقال التقرير انه وفق متابعة مؤسسة "عير عميم" ، اتضح انه منذ سنة 2001 وحتى افتتاح السنة الدراسية 2014 ، استكمل بناء 438 غرفة دراسية بالمجمل.

8100 من الاطفال والفتية لا يدرسون حاليا

وتشير بيانات السنة الحالية ، الى انه بالحد الادنى فان 8100 من الاطفال والفتية لا يدرسون حاليا في اي اطار تعليمي معين.

ويصل اجمالي العجز الحالي على صعيد عدد الغرف الدراسية الى 3055 غرفة: 681 منها غير ملائمة ونقص 408 غرف و330 غرفة لرياض الاطفال و1636 غرفة لاستيعاب التلاميذ في الجهاز الحكومي الذين لا ينجحون بالعثور على مكان فيه. ومن المتوقع افتتاح 81 غرفة دراسية جديدة في ايلول 2014 اضافة الى استئجار 69 غرفة دراسية اخرى.

واكد التقرير ان العجز بعدد الغرف الدراسة هو لب المشكلة في جهاز التربية والتعليم في القدس الشرقية " ولا شك ان نسب التسرب البالغة والعجز بعدد الوظائف المهنية في المدارس تعتبر مشكلة حادة ولكن بعض اوجه هذه الاشكاليات مرتبط بالعجز بعدد الغرف الدراسية ، وهذا يأتي ونحن على مشارف انتهاء السنوات الخمس(اي شباط 2016) التي حددتها المحكمة العليا لوزارة المعارف ولبلدية القدس لسد العجز بعدد الغرف الدراسية.

تعقيب عبد الكريم لافي رئيس اتحاد لجان اولياء امور الطلاب بالقدس

وعقب عبد الكريم رئيس اتحاد لجان اولياء امور الطلاب في المدارس العربية بالقدس على التقرير بقوله معاناة التعليم في القدس مستمرة رغم ادعاء بلدية القدس بانها تحاول سد العجز الموجود مؤكدا وجود تمييز عنصري في قطاع التعليم في المدارس العربية والبلدية غير قادرة للسيطرة عليه.

واشار الى ان البلدية لم تتمكن حتى الان من وضع حلول جذرية لمشكلة التسرب من المدارس ولا لمشكلة الاكتظاظ في الصفوف ولا لحل مشكلة الطلاب الذين لم يتمكنوا من التسجيل ولا لمشاكل المدارس الصناعية ولا لقضايا النقص الشديد في رياض الاطفال.

وتحدث عن وجود صاعقة تعليمية هذا العام وهي ان مدرسة بيت صفافا هي الوحيدة التي تدرس بصورة مباشرة المنهاج الاسرائيلي منذ العام 67 وحتى اليوم ومنذ سنتين طبق المنهاج الاسرائيلي في مدرسة ابن رشد في صور باهر مضيفا ان البلدية تعكف على تقديم اغراءات للمنهاج الاسرائيلي لاستقطاب الطلاب من خلال ادخال جهاز الايباد في المدارس بدون الكمبيوترات والكتب هذا العام الى مدرسة بيت صفافا للصفوف السابع والعاشر وكذلك الامر للصف السابع في مدرسة ابن رشد.

وقال ان هذه الخطوة الاسرائيلية ضد مبادئنا وحريتنا وهي تمييز عنصري في الوقت الذي يوجد فيه الالاف الطلاب لا يجدون مكانا للتعليم في مدارس البلدية بمنهاج فلسطيني .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]