بعد قراءة كتاب (إليزابيث مفقودة) للكاتبة إيما هيلي، ربما تظنين أنه قد حان الوقت لتغيير الطريقة التي تفكرين بها بالنسبة لكبار السن من أسرتك ومعارفك، ونظرتك التقليدية لهم.

الكتاب يحكي لنا قصة (ماود) سيدة مسنة تسيطر عليها فكرة واحدة هي أن صديقتها مفقودة. ونظرا لأن (ماود) تعاني من مشاكل في التركيز وتذكر بعض التفاصيل والتفكير المنطقي بسبب الشيخوخة، فهي عاجزة عن وضع الدلائل بجوار بعضها البعض والتوصل إلى حل لغز اختفاء الصديقة. القصة عبارة عن كوميديا سوداء، يملؤها الحزن والنظرة الواقعية على المرض العقلي. وبينما تقرئين الكتاب، ستتعرفين على مشاعر المهانة والإحباط والغضب التي تشعر بها البطلة المسنة، بسبب المعاملة السيئة والاستخفاف الذي تلقاه من جانب الآخرين، وقد تتوصلين إلى أسباب عديدة تجعلك تعيدين النظر في طريقة تفكيرك وتعاملك مع كبار السن، ومنها:

1 – الخبرة

يجب علينا ألا نستخف أبدا كبار السن أو نستهين بهم، ليس فقط من باب الاحترام الواجب، بل أيضا بسبب خبرتهم الطويلة في الحياة، التي تعتبر ثروة لا بد أن ننهل منها لنتعلم الكثير في حياتنا. ربما نقرأ كتبا عن الماضي ونعرف بعض أحداثه، لكن هناك فارقا كبيرا عندما نستمع لأحداث الماضي من أشخاص عاصروا تلك الفترات بأنفسهم، ومروا خلالها بتجارب حقيقية. لذا فأقاربنا المسنون هم الرابط الحقيقي الذي يصلنا بماضينا، ويطلعنا عليه عن قرب، حتى نعرف كيف أصبحنا الآن فيما نحن عليه. فكري قليلا في كم التغيرات التي مر بها العالم خلال المائة عام المنقضية... ألا ترغبين في معرفة ما حدث من شاهد عيان؟

2 – الوحدة

رؤية شخص مسن وحيد هو ولا شك أمر يفطر القلوب، ويثير الأحزان، وللأسف فالوحدة واقع الكثيرين من كبار السن. ربما لم تكن لدى البعض منهم عائلات في الأساس، لكن الأصعب هو امتلاك عائلة لفترة طويلة من الزمن، إلى أن ينفض أفرادها من حول الإنسان لأسباب وظروف مختلفة (موت – سفر – زواج – مشاغل الحياة – عدم الوفاء). في مثل هذه الحالات، يجب أن يكون المجتمع كله بمثابة أسرة بديلة لكبار السن، فنحن جميعا لدينا مسئولية اجتماعية تجاههم، وليس ببعيد أن تجدي نفسك مكان أحدهم في يوم ما. لذا يجب أن نساعدهم، ونبدد شعورهم بالوحدة.

3 – الحكمة

يقولون إن الإنسان يصبح أكثر قدرة على تقييم الأمور بشكل صحيح كلما تقدم به العمر. وهذا صحيح إلى حد كبير. تقربي من كبار السن، وأظهري احترامك وتقديرك لهم، وحاولي دائما الاستفادة من حكمتهم في شئونك، فقد يرون من موقعهم ما لا ترينه الآن بسبب قلة خبراتك في الحياة وضعف معرفتك بالبشر، والطيش والاندفاع اللذين يتميز بهما المراهقون.

4 - الدنيا تدور

هل ترضين بعد 40 أو 50 عاما من الآن أن يتهكم عليك بعض الشباب، أو يستخفوا بآرائك أو يجعلوا منك مادة للسخرية؟ الإجابة بالتأكيد هي لا. إذن لا تسمحي لنفسك الآن أبدا باحتقار كبار السن أو السخرية منهم أو التهكم عليهم، لأن الدنيا تدور، وقد تجدين نفسك في نفس موقفهم يوما ما.

5 - الندم

الأعمار بيد الله بالطبع، ولا أحد يعرف أبدا متى قد يموت أحدهم، لكن بالنظر إلى شيخوخة كبار السن، ففي الغالب سيرحل معظمهم عن عالمنا قريبا، وعندها لن تستطيعي أبدا إعادة عقارب الساعة للوراء، لتحسني معاملة أي مسن أسأت إليه يوما. لذا لا تدعي نفسك للسقوط في فخ الندم بعد فوات الأوان، وابدئي من الآن في النظر بشكل مختلف للمسنين من حولك. انظري إليهم باحترام وتقدير ورحمة وعطف، وقدمي لهم أي مساعدة يحتاجون لها.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]