يتبارك الموحدون الدروز، كل سنة، بليالي العشر الروحانية، وذلك قبل أن يحل عيد الأضحى المبارك. وليالي العشر هي عبارة عن فترة ترويض للنفس، وعن برهة إعداد وتأهيل لتقبّل عيد الأضحى المبارك، هذا العيد الذي يمثل في عُرف الطائفة الدرزية، منتهى التضحية والغفران، وحساب النفس.

عن صيام مشايخ الطائفة الدرزية التقى مراسلنا بالشيخ علي معدي ليقف معه عن كثب حول هذا الصيام الذي يعتبر فرضا في شريعة الطائفة بخلاف اهل السنة الذين يصومون شهر رمضان..

لكل فرقة من الاسلام اجتهاداتها

وقال الشيخ معدي:"عيد الاضحى يرمز الى امور عديدة وعلى رأسها قصة التضحية مع سيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل،وهذا يدل على عمق الايمان أي ان يستسلم الانسان لأوامر الله وتقبلها،وعليه فقبول اوامر الله يجب ان تكون بمنع النفس عن الشهوات،فلذلك وذكرى لهذه الحادثة العظيمة نصوم العشر الاوائل من شهر ذي الحجة".

وتابع معدي:" شهر رمضان بحسب مذهبنا هو نافلة( غنينة وهدية)،ولكن يحبذ صوم العشر الاواخر من رمضان اكراما لليلة القدر التي تصادف في العشر الاواخر من رمضان،وهي ليلة خير من ألف شهر، اما العشر الاوائل من ذي الحجة فصيامها فرض ،ولكل مذهب من الفرق الاسلامية اجتهادات لنصوص القران،ومن يريد صوم شهر رمضان كله فنور على نور لكنه ليس فرضا....والصيام لدينا كما اهل السنة فالصيام الحقيقي ليس الامتناع عن الطعام والشراب فقط انما الامتناع عن ايذاء الناس.

وحول سؤال لمراسلنا هل يصوم دروز سوريا ولبنان والاردن العشر الاوائل من ذي الحجة كما تفعلون انتم ام ان هناك خلافا بينكم؟ فأجاب الشيخ معدي:على مستوى العالم الاسلامي هناك فتاوى كثيرة وتفسيرات عديدة،اما الوجهة العامة لدى الدروز فهو صوم العشر الاوائل من ذي الحجة .وختم الشيخ معدي:صيام الطائفة المعروفية للعشر الاوائل من ذي الحجة بدأ منذ رسالة التوحيد أي قبل نحو 1000 عام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]