مساء امس تابع الشعب الفلسطيني وبشكل خاص فلسطينيو الداخل (الـ 48) بشغف الحلقة الرابعة من تجارب الأداء لبرنامج المواهب الاضخم في العالم العربي "اراب ايدول"،وكانت لتلك اللحظة التي دخل فيها الموهبتان العبقريتان من قرية دير الاسد منال موسى ومن قرية مجد الكروم هيثم خلايلة امام الحكام وهج وخشية وخوف في آن..

منال موسى هذه الفنانة التي عرفها الجمهور المحلي بشكل كبير بعد مشاركتها في برنامج المواهب الفلسطيني "نيو ستار" ووصولها الى النهائيات في العام 2010 ومن تلك اللحظة استطاعت ان تلفت الانظار اليها والى صوتها النادر الذي يذكرنا بسنوات الأربعين، حيث اذكر ذات مرة ان الفنانة الفلسطينية امل مرقس والتي كانت عضو لجنة تحكيم في برنامج "نيو ستار" وصفت صوتها "بالأنتيكا" والذي يعيدنا بالذاكرة الى فترة الكبيرة منيرة المهدية.

امّا هيثم خلايلة صاحب الموهبة الفذة والحنجرة القوية والذي يستطيع ان يصيب جميع الالوان الغنائية بجدارة وحرفية، هو ايضا عرفه الجمهور من خلال برنامج "نيو ستار" وكان صاحب شعبية كبيرة هناك بسبب صوته القوي وحضوره المميز، وكان محط استغراب دائم لدى لجنة التحكيم حيث كان اعضاؤها دائما يمازحونه ويسألونه "هذا الصوت القوي بيطلع من شاب "قليّل" بحجمك؟"، ومن هناك ابتدأ يشق طريقه الى الفن.

في لحظة دخولهما، هيثم ومنال، يوم امس ووقوفهما امام لجنة الحكم المكوّنة من احلام، نانسي عجرم، ائل كفوري وحسن الشافعي ساد الهدوء جميع بيوت فلسطين، وانا متأكد من ذلك، حيث انتظر الجميع الاستماع اليهما والأهم الاستماع الى رأي لجنة التحكيم واطراءاتهم، وفعلا هذا ما حدث مع هيثم في البداية والذي حصل على 4 اصوات من اللجنة الذين ابدوا اعجابهم الكبير بأحساسه ايضا ووصفته نانسي عجرم على انه فنان صوتا وصورة، امّا منال موسى فكانت محطّ انظار اللجنة بصوتها النادر والقوي والتي لم تكن تريد احلام منها ان توقف غناء لأن صوتها سحرها، اما الشافعي بدوره فقال لها "انت اطربتي روحي وهذه اعلى درجات الطرب"..

في هذه اللحظة اقشعرت ابداننا جميعا وللحظة شعر كل واحد منا ان الكلام موجّه له وليس لمنال وحدها ولا لهيثم وحده، وشعرنا اننا فعلا بدأنا نظهر على الخارطة الفنية العربية الأوسع والأكبر في هذه السابقة الفريدة من نوعها والتي اتاحت لنا اياها محطة كل العرب، محطة mbc، لوصول فنانين من بلادنا الى عاصمة الفن بيروت وتحقيق الحلم الكبير الذي يحلم فيه جميع فنانونا المحليون في اراضي فلسطين 48.

ونحن من هنا، من قلب فلسطين ندعم نجومنا وسفرائنا الى العالم العربي والعالم ونحن متأكدون انكم سترفعون رؤوس شعبكم الفلسطيني الذي لطالما حلم في كسر الحصار الفني المفروض عليه بسبب "جواز السفر الأزرق"، وعلى أمل ان تكونوا فاتحة خير على مواهب اخرى تلحق بكم وتحقق الحلم.

وفي النهاية، لي طلب اوجهه لهيثم ومنال ولكل مشارك من عرب الـ 48 في المستقبل، الا تنسوا اسماء بلداتكم التي ولدتم وترعرتم بها، سواءً كانت مجد الكروم او دير الاسد او اية بلدة اخرى من الناصرة وحيفا وعكا ويافا ودير الاسد ومجد الكروم وسخنين وعرابة وام الفحم وجميع البلدات العربية وان تقوموا بوضع هذه البلدات على اجندتكم وان تسلّطوا الضوء على الطاقات الفنية في جميع المجالات الموجودة في اراضي الـ 48 امام جميع العالم لأننا الشعب الوحيد الذي لا يملك سفيراّ دبلوماسيا في العالم العربي والعالم علّكم تكونوا خير سفراء.

وبالنهاية نقول لكم منال وهيثم " والله العظيم فرفح قلبنا"..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]