التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بات مهددا بالفشل، فرغم أن التحالف العسكري التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية يحظى بدعم حلف الناتو، وغالبية دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن هناك عقبات تؤثر على مدى نجاح التحالف، خصوصا مع رفض بعض الدول لتلك العملية مثل روسيا بالاضافة الى عدد من الدول العربية المحورية في الشرق الاوسط كمصر والاردن ..والسؤال المطروح في هذا السياق هل تستطيع الدول العربية في الخليج العربي مواجهة داعش دون التدخل الاجنبي ،علما ان داعش صناعة بعض الدول الغربية والاقليمية .. وهل الهدف هو القضاء على "داعش" فقط أم يوجد هدف آخر وراء هذه الحرب، ؟وهل تريد الولايات المتحدة تحقيق ما فشلت فى تنفيذه عن طريق هذه الجماعات الإرهابية التى انقلبت عليها؟، وهل الهدف هو تفتيت المنطقة وصياغتها من جديد؟.عن هذه التساءلات تحدث مراسلنا الى البروفيسور اسعد غانم.

فكر داعش لا يختلف في فحواه عن فكر الانظمة العربية

وقال غانم:داعش هي فكرة مبنية على استثثناء الاخر ،وهذا الفكر ليس بجديد في المشرق العربي حتى لو اختلف اداؤه على ارض الواقع،ففكر داعش لا يختلف عن فكر حكام الانظمة العربية برمتها، والانظمة العربية تحمل فكرا يعتمد على تهميش واستثناء الاخر ،وهذا الامر واضح في الدول العربية وانظمتها الحاكمة في اقصاء الاخر ،ولا ارى فرقا على سبيل المثال بين فكر داعش وفكر النظام السعودي الذي يقصي ويطارد النساء الذين يحرمون من قيادة السيارات مثلا،وحكم المالكي في العراق لا يختلف في فكر داعش،فالمالكي قام بإقصاء وتهميش السنة على مدار سنوات حكمه،اذن الفكر واحد وهو اقصائي مع الفارق في الاداء.

الدول العربية مفككة وتفتقر الى قاعدة شعبية لمواجهة داعش

وتابع غانم:اما حول التحالف الغربي الجديد ومحاولة "تقليم اظافر داعش"،فالغرب لم يكن ليتحرك ضد داعش الا بعد ان اقدم هذا التنظيم على اعدام بعض الغربيين (الصحافيين)،فداعش قام بسفك دماء الابرياء وقتل المئات وربما الالاف من اليزيديين والمسيحيين وحتى المسلمين في العراق ولم يسلم احد من بطشه،ومع ذلك لم يتحرك العالم الغربي لكل هذه الدماء البريئة التي سفكت،اما بخصوص تحرك بعض الانظمة العربية في الخليج لمواجهة داعش ،فهذا التحرك لم يبدأ الا بعد ان شعرت هذه الانظمة تحديا لنظامها السياسي،وبدأت هذه الانطمة تلمس ان هذا التنظيم لديه مدا شعبويا وهذا بحد ذاته تهديد لحكمها،لذلك لا اعتقد ان الدول العربية وخاصة الخليجية منها بامكانها مواجهة داعش لانها تفتقر الى القاعدة الشعبية في دولها،وقد شهد التاريخ على ذلك في عدة مناسبات وعجز هذه الدول من حل مشاكلها وادارة امورها دون الاستجداء بالاجنبي.

امبريالية جديدة

وختم غانم: اعتقد ان الدور الامريكي والغربي ليس جديدا، وهناك فوضى في العالم العربي،وهذا التدخل لمحاربة داعش،اذا حدث، فستصبح الدول العربية تابعة هي ومصالحها وشعوبها اكثر للغرب مما سيعمق من السيطرة الامبريالية الجديدة على العالم العربي،وهو من شأنه ان يعزز ويقوي دولا مثل ايران وتركيا واسرائيل في الشرق الاوسط،هذه الدول الثلاث التي لديها قاعدة شعبية وديموقراطية ،وذلك على حساب الدول العربية.اختم واقول :الدول العربية مفككة ولا تسنطيع تجنيد شعبها وراء جيوشها لمحاربة تنظيم داعش الذي لا يتعدى جنده 20 الف مقاتل!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]