على هامش مؤتمر مناهضة العنصرية وسبل العيش المشترك الذي عقد مساء امس في مدينة كرمئيل بحضور المئات من اليهود والعرب من سكان المنطقة، التقى مراسلنا البروفيسور خولة ابو بكر التي تحدثت في المؤتمر عن اشكال الصدمات النفسية وردود الافعال الغاضبة وتداعياتها على المواطنين العرب في اسرائيل جراء الحروب.

مراسل بكرا سأل ابو بكر عن المقولة الدارجة التي تسلحت بها بعض الاحزاب والمنظمات الفاعلة حول "التعايش المشترك" الذي اصبح في خبر كان وليستبدل هذا الشعار في ايامنا هذه بشعار جديد وهو " مناهضة العنصرية" خاصة بعد العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة..

تحصين النفس من الكراهية والعنصرية من خلال السلام العادل

وقالت ابو بكر:لا اعتقد ان الاوضاع تغيرت،بل زادت حدة،وعندما كنا نتحدث في الماضي عن العيش المشترك كنا متأكدين اننا لا نستطيع العيش سوية وذلك لعدم قدرة المجتمعين التناغم والعيش سوية ويعود السبب في ذلك الى نفي الاخر واقصائه،وكل نفي للاخر هو نوع من انواع العنصرية...

وحول سؤال مراسلنا عن كيفية تحصين المجتمع العربي من ظواهر العنصرية، تابعت:" الحصانة النفسية تتطلب شروطا، اهمها ان على الانسان معرفة ان البيئة التي يعيش فيها يجب ان تكون امنة،والا تسبب له الاذى...هذا الشرط الاساسي القائم عند الفلسطينيين داخل اسرائيل، لكن تنقصهم التجربة في التكيف لمثل هذه الحالات وخاصة استعمال الديموقراطية من خلال التعبير عن الرأي في التظاهر والاحتجاج بشكل امن ،بالمقابل هناك شعور سائد من ان الفلسطيني الذي يعيش في اسرائيل من الممكن ان يتعرض للأذى حتى لو لم يشعر به مباشرة لكنه يستشعره، مثل أخيه في الاراضي المحتلة وفي القضية الفلسطينية ويشعر ان كل اسرائيل تلاحقه كونه فلسطينيا،لذلك لا يمكن تحصين النفس من الكراهية والعنصرية الا في حال سلام حقيقي،فالسلام الحقيقي من شأنه ان يزيل كل التراكمات التي سببتها الحروب منذ النكبة ولغاية اليوم..

وردا على سؤال مراسلنا هل مجتمعنا عنيف لهذه الاسباب فختمت ابو بكر وقالت:بالتأكيد وهذا الامر نلمسه ايضا في المجتمع اليهودي بعد الانتفاضة الاولى اثر العنف الذي كان يمارسه الجندي الاسرائيلي في الاراضي المحتلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]