في مثل هذا اليوم تم تهجير قرية كفر برعم الجليلية على أيدي قوات الاحتلال ضمن عملية "حيرام" العسكرية, والتي ابتدأت بعد مضي ثلاثة أشهر على إقامة الدولة العبرية وذلك من أجل احتلال قرى منطقة "الجيب العربي" الواقعة في الجليل الأعلى.

عندما وصل جيش الاحتلال إلى قرية كفر برعم في 1948 أمر قائد المنطقة السكان مغادرة القرية لمدة أسبوعين والتوجه لمسافة 5 كيلومترات شمالا باتجاه الحدود اللبنانية, لجأ قسم من أهالي القرية إلى كرومهم وحقولهم المجاورة منتظرين العودة أما القسم الأخر فقد لجأ إلى قرى الجنوب اللبناني حيث انتقل الأولون بعد طول انتظار واستشهاد سبعة من أطفالهم نتيجة البرد والجوع إلى قرية الجش المجاورة, وقطنوا البيوت الخالية التي تعود ملكيتها لأهالي قرية الجش الذين هجر قسم منهم إلى لبنان فيما استمر لجوء من وصل لبنان من أهل كفر برعم حتى اليوم, وبشكل مركز في مخيم ضبية.

تبعاً لعملية الاقتلاع التي تعرضوا لها، قام مهجرو كفر برعم الذين بقوا في بلادهم بتنظيم أنفسهم وتشكيل لجنة تقود نضالهم للعودة إلى ديارهم , والتي توجهت بدورها إلى منبر القضاء الإسرائيلي تطالب بعودة الأهالي إلى قريتهم , في هذه المرحلة من تجربة نكبة كفر برعم , جاء قرار المحكمة الصادر في العام1951 , والذي يعترف بحق السكان بالعودة إلى قريتهم منوطا بموجب تصريح خاص من الحاكم العسكري, الأمر الذي لم يتم حتى اليوم، وبحسبه ما زال سكان كفر برعم مهجرين داخل وطنهم حتى اللحظة , لم يكتفِ الاحتلال بتهجير السكان، بل تجاوز ذلك إلى خلق واقع يحول دون أية محاولة للعودة إلى المكان (القرية), وقد قامت قوات الاحتلال بهدم القرية بقصفها جويا في العام 1953, ولم يبقَ على حاله من القرية سوى كنيستها وسط أطلال ردم البيوت.

لا تتخلوا عن برعم قرية اجدادكم

وفي حديث لمراسل موقع " بكرا " مع مرتا نعمة ضو قالت : " أتأسف على هذه الايام , فكنا نعيش حياة جميلة في قرية كفر برعم اليوم انا ابلغ من العمر 92 عاما واتشوق لقريتي وبيتي واهلي ها نحن نعود الى بلدتنا التي هجرنا منها محمولين على الاكتاف نعود الى تراب قريتنا ومدافنها , الحياة كانت في برعم جميلة الناس تحب بعضها البعض وليس كما هو الحال الان ولا يسعني ان اقول الا الله يرحم ايام زمان ايام المحبة والافة ايام الخير , اشتهي ان اتذق من فواكه وثمار برعم من التين والرمان والعنب , رسالتي الى شباب اليوم حافظو ثم حافظو على هذا العهد ولا تتخلوا عن برعم قرية اجدادكم وابائكم "

الي ما عندوا ارض ما الو عرض

وقال بطرس عيسى 92 عاما ومن مهجري برعم : " اوجه رسالة الى جميع المهجرين في البلاد, واقول لهم انه لا يضيع حق وراءه مطالب ولا تتخلوا عن حق العودة الى اراضيكم وبيوتكم لان المثل يقوم ( لما عندو ارض ما الو عرض ), ولو تمت الموافقة الان على حق العودة للأحياء ساترك بيتي في الجش واعود واسكن في خيمة, وابني هذا العهد لنعود ونسكن ونزرع في قريتنا مثل باقي القرى ".

67 عاما على التهجير

اما زوجة العم بطرس ميليديا عيسى قالت : عندما هجرونا من برعم نمنا في الوعر وكان غطائنا السماء اتمنى ان نعود احياء الى بلدتنا نزرعها ونحصدها نرى ان الجميع يعودون الى برعم اموات محمولين على الاكتاف , 67 عاما مر على تهجيرنا والوعود لم تتحقق كلي ثقة ان الاجيال القادمة ستستمر في نضالها من اجل تحقيق العودة "





 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]