أهدت سونيا إلى العالم طفلا يدعى رونالدو نازاريو لويس دا ليما, ذلك الطفل الذي اصبح فيما بعد احد افضل لاعبي كرة القدم على مر العصور …من بيئة فقيرة تتنفس كرة القدم ، لمع لاعب كرة قدم لا يشبه البقية ، لاعب يرقص و هو يلعب ، و كأن كرة القدم هي حبيبته …عندما بدأت بمشاهدة كرة القدم ، رأيت العديد من الأساطير أمامي و لكنني وجدت لاعباً مختلفاً ، يملك موهبة استثنائية ، لاعب لا تستطيع الكلمات أن تصفه ، صدقوني أنا لا أبالغ ، رونالدو البرازيلي ظاهرة بكل معنى الكلمة..أذكر أنه وصل إلى مرحلة أعاد بها إلى الأذهان الجوهرة السوداء بيليه! رونالدو الذي عانى الأمرين من الاصابات و المشاكل الصحية التي ألمت به ، إستطاع حفر إسمه بأحرف من ذهب في كتب التاريخ، إنه أفضل رأس حربة في تاريخ الساحرة المستديرة ! إنه بدون شك من مواليد منطقة الجزاء !
يسدد بالقدمين ببراعة ، ينطلق بالكرة بسرعة هائلة ، يتجاوز المدافع تلو الآخر ..يكفي أنه تلاعب بدفاعات الدوري الإيطالي في أيام عز “الكاتناشيو ” في ظل وجود الوحوش كانافارو و نيستا و مالديني وغيرهم من اساتذة فن الطليان …

” كابوس المدافعين و الحراس ” يملك العديد من الأرقام القياسية، ابرزها تربعه على لائحة أفضل الهدافين في تاريخ المونديال ب15 هدفاً !

عام 1993, بدأ النجم البرازيلي مسيرته الكروية في كروزيرو ، حيث خطف الأضواء بفضل غزارة اهدافه و مهاراته الإستثنائية ، ما دفع بمدرب السيليساو كارلوس البرتو باريرا إلى استدعائه لخوض المونديال في الولايات المتحدة رغم صغر سنه ، إلا أنه لم يقحمه في أي لقاء .. كانت حينها الكثير من الأندية الأوروبية تتصارع للحصول على خدمات الظاهرة ، فوقع خيار رونالدو على نادي ايندهوفن الهولندي متأثراً بنصائح النجم روماريو الذي بدأ مشواره الأوروبي في المكان عينه ..

تصدر رونالدو قائمة هدافي الدوري الهولندي منذ موسمه الأول برصيد 30 هدفاً ، ما سرع من عملية انتقاله إلى العملاق الكاتالوني .

أداء رونالدو الخرافي مع برشلونة دفع بنجم ريال مدريد السابق خورخي فالدانو إلى القول أن رونالدو ليس بشرياً ، ففي موسم واحد إستطاع الظاهرة تسجيل 47 هدفاً في 49 مباراة ، ما مكنه من الظفر بلقب ال”بيتشتشي ” و بجائزة أفضل لاعب في العالم الممنوحة من قبل الفيفا عام 1996 .

في البرازيل ، البعض قال أن زيكو خليفة بيليه و البعض الآخر قال أنه روماريو ، لكن في الواقع خليفة بيليه تدعى رونالدو لويس نازاريو دا ليما.

لم يتفق “صاحب الإبتسامة البريئة ” مع إدارة البلوغرانا حول تمديد عقده مع البارسا ، ليخطفه الإنتر عام ٩٧ إلى أصعب دوري في العالم ، دوري المدافعين الجبابرة .. و كما يقول الفتى الذهبي مارادونا “إذا كنت نجماً كبيراً ،فعليك أن تذهب إلى إيطاليا لتصبح أسطورة “

اداؤه المميز منذ موسمه الأول في ميلانو ، حيث قاد النيرازوري إلى الفوز بكأس الإتحاد الأوروبي على حساب مواطنه لازيو بتسجيله ثالث أهداف فريقه في النهائي و حل وصيفاً على لائحة أفضل هدافي دوري الطليان ، بالإضافة إلى اهدائه البرازيل بطولة كأس القارات، جعلاه يظفر بالكرة الذهبية عام 97.

كان الجميع ينتظر من الفينومينو تقديم أداء مرعباً في العرس العالمي الذي استضافته فرنسا عام 98 ، وبالفعل لم يخيب صاحب الرقم 9 الآمال ،و فرض نفسه نجماً للبطولة بتسجيله أربعة اهداف و اهدائه ثلاث تمريرات حاسمة ، إلا أن فرحته لم تكتمل بخسارة البرازيل في النهائي حيث كان يحوم الشك حول مشاركته بسبب تسمم جراء ظروف غامضة .

منذ عام 99 ، و لعنة الإصابات تلاحقه، ما أبعد رونالدو عن الملاعب قرابة الثلاث سنوات ، إلا أنه عاد في الموعد المنتظر ، في المونديال الآسيوي . بدا الفينومينو مصمماً على الظفر بكأس العالم ، لذا راح يدمر كل من يعترض طريقة مسجلاً الهدف تلو الآخر ليذهب بالأورفيردي إلى المباراة النهائية ،التي ستجمعهم بالمانشافت بقيادة الوحش أوليفر كان .

30 حزيران 2002 سيبقى إلى الأبد أجمل يوم في حياة رونالدو ، لأنه في هذا التاريخ أسقط الألمان و حارسهم بهدفين نظيفين ، معلناً عن تتويج البرازيل بذهبيتها الخامسة !

هز رونالدو مرمى خصومه ثماني مرات في البطولة ، فحاز على لقب الهداف و اتبعه في نهاية العام 2002 بكرة ذهبية ثانية!

بعدها بأربع سنوات ، أضاف ثلاثة أهداف إلى رصيده التهديفي في المونديال ، ما جعله أفضل هداف في تاريخ كأس العالم ب-15 “هدفاً” متفوقاً على المدفعجي غيرد مولر صاحب ال-14 اصابة !

إنتقل رونالدو في صيف عام 2002 إلى النادي الملكي ريال مدريد ، ليلعب بجوار الساحر زيدان و القناص راوول و الموهوب فيغو و القديس كاسياس .. هذا الفريق الحلم الذي كونه الرئيس فلورنتينو بيريز صاحب المليارات .

تجربة رونالدو مع الميرينغي كانت جيدة و لكنها لم ترتق إلى مستوى التوقعات،تخللها الفوز مرة واحدة بالدوري الإسباني موسم 2002 -2003 .و لعل أبرز بطولة لم يفز بها الفينومنو قط هي دوري ابطال أوروبا! أجمل ذكريات “خليفة بيليه” مع البلانكوس كانت معركة ال”اولد ترافورد ” ، حيث سطع نجم رونالدو اثر تسجيله ثلاثية نادرة في إياب الدور الربع نهائي مؤهلاً فريقه إلى المربع الذهبي للمسابقة الام , في تلك المباراة ، وجهت جماهير مانشستر يونايتد تحية كبيرة جداً للظاهرة أثناء إستبداله قبل نهاية المباراة بقليل!بالفعل أنك ظاهرة يا رونالدو !

قدوم فان نستلروي إلى السنتياغو برنابيو كان وراء إنتقال الفينومينو إلى الميلان . تجربته مع النادي اللومباردي لم تدم طويلاً ولطختها الإصابات ،فعاد رونالدو إلى البرازيل لينهي مسيرته الحافلة بالإنجازات ضمن صفوف نادي كورينثيانز . قرر إبن سونيا وضع حد لمشواره في كرة القدم نهاية عام 2011 ، إلا أن جسده خانه مجدداً فأجبره على الإعتزال في شباط 2011 عن عمر يناهز ال-35 ، تاركاً وراءه ذكريات لن ينساها محبو اللعبة الأكثر شعبية في العالم !

يمكننا أن نختلف على هوية أفضل لاعب على مر العصور ، و لكن أكثر لاعب تعلقت به الجماهير و عشقته بجنون هو الظاهرة رونالدو !

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]