اصدر وزير الداخلية جدعون ساعر وقبل تقديم إستقالته قرارًا يستطيع من خلاله ابناء الطوائف المسيحية الخمس المختلفة في البلاد كتابة القومية الآرامية بدلا من العربية في خانة القومية في بطاقة الهوية، كما متبع حتى اليوم. القرار احدث ردود فعل غاضبة في صفوف اغلبية ابناء الطائفة المسيحية حيث أدعوا أن هذا القرار يسلخ المسيحيين عن شعبهم الفلسطيني إضافة إلا أنه طائفيّ بإمتياز هدفه التفرقة والشرذمة واضعاف وحدة الصف الفلسطيني الذي يعاني من سياسيات التمييز والتهميش من المؤسسة الإسرائيلية بكافة أذرعتها. 

وفيما ترى الأغلبية بالقرار أنه مستهجن، يرى جون زكنون بالقرار إنجازًا، وزكنون هو الناطق الرسمي بلسان الجمعية الآرامية المسيحية في اسرائيل، والتي على ما يبدو أسست حديثًا حيث لم نسمع عنها قبل.  

كنت بعيدًا عن هويتي قسرًا!

وفي حديثٍ مع جون زكنون قال لـ "بكرا" ردًا على السؤال كيف يمكن للأنسان أن ينفصل فجأة عن المنشأ والأصل والثقافة والموروث التاريخي والاجتماعي والحضاري "ليعتنق" هوية جديدة قال: من خلال هذه الخطوة لم انفصل عن اي قومية كانت، ولا عن اي وجود او اي كيان او ثقافة ولا عن اي منشأ، لان الاراميين موجودون منذ الاف السنين وهم السكان الاصليين في هذه البلاد. صحيح انني كنت بعيدًا عن تراثي وثقافتي لكنني كنت بعيد عنهم قسرا وليس طوعا. الهوية العربية فرضت علينا لأسباب سياسية جغرافية، نحن حتى يومنا هذا نستعمل اللغة السريانية في كنائسنا، فلو كان الحديث ايجابي ان تراثنا وعاداتنا عربية، فكيف دخلت اللغة السريانية الى الكنيسة المارونية؟ حتى كتب الكنيسة وتاريخها مكتوب باللغة السريانية منذ قيام دولة اسرائيل وليس مكتوب باللغة العربية.

واضاف زكنون في رده عن الأسس والمقومات التي يمكن أن تجعل من الناس ذوي الأصول أو الجذور الآرامية "وحدة سياسية جغرافية سكانية مواطنية" واحدة تلقى اعترافًا وقبولاً لدى الآخرين، قائلا: عندما يتقبل الناس الانسان الآخر على ما هو ويتوقفوا عن محاولة جعله مثلهم حتى ولو بالقوة، فقط عندها يمكن ان نكون مقبولين على غيرنا وخاصة العرب. ان هذا منوط ايضا بتصرفاتنا ومدى تشبثنا بحقيقتنا وهويتنا وكلما ابرزنا ما نحن عليه من علم ومعرفة وتقبل ومحبة للآخرين ونتابع مسيرة عظمائنا بنقل معرفتنا لغيرنا واثبات هويتنا عن طريق نشر تاريخنا وتراثنا وما نجتمع عليه وليس ما يفرقنا فأنه سيسهل على غيرنا رؤيتنا واعتبارنا. 

حق تقرير المصير!

وأردف في حديثه عن حق اتباع أية ديانات، أو تيار ديني في منطقتنا والعالم، أن يكونوا دولة أو كيانًا سياسيًا مستقلاً قائلا: بما ان قوميتي تختلف يمكن ان يكون ديني مختلف ايضا. وحقي مثل اي شخص ان يكون لي قومية وحق تحقيق المصير. فاذا تم هذا من خلال دولة آرامية فهذا المحبذ والمفضل. واذا هذا يتم من خلال اتفاق بيني وبين جميع الاشخاص المحيطين بي من نفس القومية حتى ولو دينهم يختلف فيكون ايضا الافضل. الدين موجود لخدمة الله والدولة موجودة لخدمة الشعب وكما قال سيدنا المسيح عليه السلام "اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، فعلى المسيحيين ان يؤمنون بالله في قلوبهم ونشر الكلمة المسيحية، حيث يستطيع رئيس دولة مسيحية بان يتعامل مع شعبه حسب اقوال المسيح ولكن لا يستطيع فرض هذا لأنه مسيحي".

المطارنة ليسوا من فلسطين!

واختتم زكنون حديثه ردًا على سؤال مراسلنا، كيف للمطارنة ورجال الدين التأييد وهم يعتبرون انفسهم فلسطينيين وليسوا اراميين، قائلا : انا اقرر مصيري في ذاتي ومثل كل انسان يحب ان يتكلم عن نفسه وقوميته فانا اتوقع ان العكس يجب ان يكون صحيح اتجاه الاخرين. هل بحسب رايكم وجود كلمة عربي تجعلني انسان افضل؟! افكر ان الاجابة لا، حيث نرى ما يحدث في الدول العربية، كيف يقتل العربي اخيه العربي بسبب اختلاف فكري، واليوم يوجد في بلادنا كنائس سريانية؛ ارامية؛ كلدانيه؛ هل كونهم يختلفون اصبحوا ضد العرب ؟! ضد الفلسطينيين ؟!.  معظم رجال الدين المعارضين بهذا الشأن هم ليسوا اسرائيليين، مطران الطائفة المارونية هو لبناني الاصل، مطران الروم الكاثوليك من اصل لبناني. فقط المطران عطالله حنا هو من اصل فلسطيني، فكيف لهم الحق السياسي بالتحدث والمعارضة؟! طبعا نحن نحترمهم ونحترم الكنيسة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]