ها هو شهرُ ذو القِعدة يُشارف على النهاية، ليطلَّ من بعدِهِ شهرُ ذو الحجَّة الَّذي افترض الله سبحانه وتعالى على عبادِهِ المسلمينَ فريضةً عظيمةَ الشَّأن، وهيَ الحجُّ إلى بيته الحرام والقيام بأداء المناسكِ الَّتي تشتملُ عليها هذه الفريضة من إحرامٍ وطوافٍ وسعيٍ ووقوفٍ في عرفات وذكرٍ الله سبحانه وتعالى عند المَشعَرِ الحرام وتضحيةٍ في يوم العيد ورميٍ للجمرات ومبيتٍ في مِنى، إلى غير ذلك من التفاصيل العباديَّة والمعاني الروحيَّة والأخلاقيَّة العميقة الَّتي تستلزمها وتشتمل عليها كلّ هذه المناسك المباركة.

ومن هنا نشهدُ في هذه الأيام استعداد أهلنا وإخواننا المؤمنين لأداء هذه الفريضة، من خلالِ تجهيزِ المقدِّماتِ الضَّروريَّةِ الَّتي تُمكِّنُهُم من القيامِ بهذا النُّسُك العظيم في خطى نبيِّ الله وخليله إبراهيم عليه السلام، وفي خطى الرسول الكريم النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم وفي خطى أهل بيتهِ الطاهرين وأصحابِهِ رضي الله عنهم.

وتزامنًا مع قدوم المناسبة، أقيمت شعائر الجمعة في جامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور المئات من أهالي البلدة والمنطقة، وقد عمَّت أجواء ايمانية، وافتتح القارئ الشيخ سليم خلايلة اليوم المبارك بالتلاوة العطرة من الذكر الحكيم بصوته الخاشع، ثم قدَّم الشيخ موفق شاهين الدرس واستهله بالحمد لله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على الرسول الكريم النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم وقال: "بمناسبة قرب سفر حجاج بيت الله الحرام لهذا العام لا بد من نصيحةٍ ولا بد من كلمةٍ ولا بد من لمسة وهمسة لإخواننا الذين قدَّر الله لهم في هذا العام أن يحجوا، وإن كانت النصيحة ليس لهم فقط بل هي للجميع لأن الدين ما جاء لطبقة دون طبقة ولا لفئة دون فئة ولا لجماعة دون جماعة كما تحدثنا في خطب سابقة أنَّ الإسلام دين عالمي بل جاء الإسلام كافة للناس". 

وتابع فضيلته الدرس في الخطبة وقال: "ليس كل ما تمنى الحج رُزِقَ إياه وليس كل من نوى الحج يُسِر أمره وليس بالسهولة لأن التدبير قد يفشل". 

وأشار برجل يُدعى عليَّ بن الموفق حج ما يقارب عشرين حجة، وبارك لكل من قدَّر الله له أن يحج في هذا العام المُبارك، وتابع: "هذا العام سيكون كما يُسمى بِ "الحج الأكبر" وأجره مضاعف وأن يأتي يوم عرفة أيضًا يوم جمعة، ويوم عرفة كما قال النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم (أفضل يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة) ويوم عرفة يُباهي الله عزَّ وجل الملائكة".

مُبيَّنًا العظمة الإلهية وحديث (من وقف بعرفات، وظن أن الله لا يغفر له، لا غفر الله له)، وأهدى قصيدة، ولفت إلى دور الحاج بعد أن يغسل الذنوب ولِمن حجَ في السابق تجديد العهد مع الله سبحانه وتعالى، وفي الختام سأل أن يرجع وفد الله سالمين غانمين مغفورًا لهم وأن يبقوا محافظين على هذه الشعيرة على هذا الركن الأساس الذي تحيا به النفوس. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]