تحت هذا العنوان تكتب سمدار بيري في "يديعوت احرونوت"، عن اللقاء الذي جرى بين رجال الهايتك والتطبيقات المحوسبة الاسرائيليين والفلسطينيين في رام الله، مساء الخميس الماضي.

وتقول ان المشاركين الفلسطينيين في اللقاء جاؤوا لتسويق مبادرات وبرامج محوسبة في مراحل التطوير، ولم يستطيعوا الاعلان عبر الميكروفون انهم يحتاجون، بشكل تام، اليد الإسرائيلية كي ترشدهم وتدفعهم وتفتح امامهم ابواب اسواق الهايتك العالمية.

وتضيف، بدل رئيس الحكومة رامي الحمدالله الذي كان يفترض فيه افتتاح اللقاء، تحدث وزير الاتصالات الفلسطيني، وتطرق الى احلام الهايتك في الدولة الفلسطينية المستقلة وجاهد لحث الانجليز الأجانب، وذكر الضيوف "الدوليين"، لكنه لم يتطرق ولو بكلمة الى وجود الاسرائيليين.

وفي حديث مع بدر، صاحب شركة للتطبيقات المحوسبة، والذي يعمل منذ سنوات مع الاسرائيليين، قال ان الأمر ليس سهلا. فمن جهة هناك قرار بالمقاطعة الفلسطينية لكل اشكال التعاون، واضيفي الى ذلك الحرب في غزة، ومن جهة اخرى، لا ينسى احد في رام الله حماس التي تهدد.

ولكن بدون اليد الإسرائيلية الموجهة، ستبقى كل البرامج واحلام رجال الهايتك في رام الله على الرفوف. ويتحدث يورام يعقوبي، مدير عام ميكروسوفت إسرائيل، عن تكريسه لطابق كامل في مباني الشركة في هرتسليا لمرافقة رجال التطبيقات المحوسبة الفلسطينيين.

ويؤكد (ف) من رام الله ان المساعدة الاسرائيلية دفعته الى مسار دولي لم يكن سيحققه بدونها. ويشرح (ف)، انه بسبب "الوضع" لا ترغب أي شركة تطوير دولية التعامل مع الجيل الشاب الذي يعمل في تطوير التطبيقات المحوسبة في الضفة الغربية. لقد التصقت بهؤلاء الشبان صورة سيئة وحدبة أمنية بسبب الصراع المتواصل وصعوبة الوصول.

وتقول بيري انها استصعبت سماع الوزير الفلسطيني يتحدث عن رجال التطبيقات المحوسبة من رام الله وغزة و"48" أي الاسرائيليين. وعلى الشاشة يظهر، عبر موقع سكايب، داوود من غزة، الذي يعرض تطبيقا لإدارة اتخاذ القرارات. بالنسبة لمن يعرف ما يدور في غزة، بدا داوود منفصلا عن الواقع، فمع كل الحيل والرسوم المتحركة التي عرضها، ومع كل النوايا الطيبة، لا طريق للوصول اليه. ويبقى داوود الحالم عالقا في غزة، ومن سيحاول اخراجه، سيتحتم عليه الانتظار حتى يتم فتح معبر رفح، ومن يعلم متى يتم ذلك.

ثم يتحدث مطور تطبيقات آخر من غزة، ويعرض برنامجا للإدارة، ويليه ثالث فيطرح برنامجا للأغاني. وسألت بدر و(ف) كيف سيرتبط بالعالم الكبير، فوجدت لديهما جوابا ساخرا اضحكهما لوحدهما: اذا كان يشعر بالاحتراق في غزة فليحفر نفقا.

انتهى اللقاء بسرعة. فالجهاز الأمني حذر الاسرائيليين من البقاء في المنطقة (A) بعد الساعة العاشرة ليلا. وتم تبادل بطاقات الزيارة، وقال رجال الهايتك من رام الله انهم ينتظرون اللقاء بين ابو مازن ونتنياهو ويتحدثون عن تبكير موعد الانتخابات لدينا، وعن الساعة البيولوجية التي تقرع لدى ابو مازن.

ويتضح ان مجموعة رجال التطبيقات الذين التقوا في رام الله يعملون على خطة، بدون تطبيق محوسب، لدفع عملية سياسية دون اسقاط الحكومات، ولكنهم يرفضون كشفها، قبل ان يتضح الوضع في غزة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]