يحيي الفلسطينيون موسم قطف ثمار الزيتون، وسط توقعات بموسم أفضل حالاً من الموسم الماضي، وفقاً لمزارعين، ومطلعين. ويعد الذهب الأخضر، وفق أرقام رسمية صادرة عن الإحصاء الفلسطيني مطلع العام الحالي، مصدر رزق أساسي لأكثر من 40 ألف عائلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأحد المداخيل لنحو 70 ألف عائلة أخرى. إلا أنه للإسرائيليين "قرص في كل عرس"، إذ يتعرض المزارعون لاعتداءات متواصلة خلال عملية انتقالهم الى أراضيهم الزراعية، من قبل المستوطنين.

ويعمد المستوطنون إلى سرقة المحصول، وقطع الأشجار قبل وصول المزارعين إلى الأرض. وأكد المدير العام لمجلس الزيت والزيتون الفلسطيني، فياض فياض، إنه وعلى الرغم من التنسيق السنوي بين المجلس ووزارة الزراعة الفلسطينية من جهة، وجيش الاحتلال الإسرائيلي، من جهة أخرى، من أجل تسهيل وصول المزارعين إلى أراضيهم المحاذية للمستوطنات، إلا أن الاعتداءات متواصلة بحقهم.

وقال فياض إنه "تم تسجيل أكثر من 600 اعتداء من قبل المستوطنين على المزارعين، بل أن آخر ما توصل اليه عقلهم يتمثل بالانتظار حتى تنهي العائلة الفلسطينية قطاف الزيتون نهاية اليوم، ثم يهجمون عليها ويسرقون غلّتها".

ولفت فياض إلى أنه "هنالك نحو 50 ألف دونم من الأراضي التي يملكها فلسطينيون والمزروعة بالزيتون بمحاذاة المستوطنات، وهذه الأراضي معرضة للنهب المتواصل إضافة إلى عمليات قطع الأشجار قبل بدء موسم القطاف بأيام وأسابيع".

وقدر فياض عدد معاصر الزيتون في الضفة وغزة، بنحو ثلاثمئة ومعصرة، منها نحو 20 معصرة في قطاع غزة، داعياً إلى تسهيل إجراءات تصدير الزيت إلى غزة، لعدم كفاية إنتاجهم للاستهلاك المحلي. وتزرع 48% من الأراضي في الضفة الغربية، بأكثر من 11 مليون شجرة زيتون، بحسب أرقام أصدرها اتحاد لجان العمل الزراعي الفلسطيني، الشهر الماضي تساهم بنحو 17% من دخل القطاع الزراعي في فلسطين.
وقال الرئيس السابق لمجلس زيت الزيتون الفلسطيني نبيه الديب، إن إنتاج العام الحالي لن يتجاوز حاجز 15 ألف طن من زيت الزيتون، "وهي كمية تسد احتياجات الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وأضاف الديب أن الموسم الحالي جاء دون توقعات المزارعين، الذين تنبأوا بموسم جيد، بعد موسم أمطار مقبول نوعاً ما، لكن ارتفاع درجات الحرارة خلال شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو الماضيين، أدت إلى سقوط بذور الزيتون عن الأشجار، مما قلل من حجم الإنتاج.

وكان إنتاج العام الماضي من زيت الزيتون بلغ 11 ألف طن، لكن في الموسم الماضي، انتشر مرض زراعي أصاب حبات الزيتون قبل قطافها، مما أدى إلى سقوطها قبل بدء موسم القطاف. وقبل بدء موسم الزيتون، وبعد انتشار أخبار حول إنتاج يكفي فقط للاستهلاك المحلي، شهدت أسعار الزيت ارتفاعاً في السوق المحلية، ليبلغ سعر كيلو الزيت يوم أمس السبت 8.3 دولار أميركي، بينما قد يشهد ارتفاعاً آخر من بدء موسم القطاف. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]