تستوعب الجامعة العربية الامريكية عدد كبير من طلاب عرب الداخل الذين يتهافتون لتلقي التعليم الجامعي ويقدر عددهم بـ 3000 طالب يدرسون مواضيع مختلفة.

عن الجامعة وما تصبو اليها حدثنا الدكتور مفيد قسوم، نائب رئيس الجامعة للعلاقات الدولية ، مشددًا في حديثه عن مشروعها الكبير الذي تعددت اهدافه ولم تقتصر فقط على تلقي الطالب اللقب الاكاديمي .

جامعة الانتفاضة

وفي لقاءٍ حصري لموقع "بكرا" في مكتبه قال الدكتور مفيد قسوم: تأسست الجامعة العربية الامريكية في عام 2000، وتحديدًا تم افتتاحها في تاريخ 28/09/2000 وهو تاريخ إنتفاضة الاقصى، لذلك تدعى "جامعة الانتفاضة". بداية اثر الوضع الامني علينا وانتظرنا حتى عام 2004 حيث بدأت الامور تعود الى مجاريها.

الكليات وأسباب "تهافت" الطلاب عليها 

وقال: يصل عدد طلاب الجامعة الى 9000 طالب يدرسون في 6 كليات رئيسية، كلية القانون؛ كلية طب الاسنان؛ كلية العلوم والاداب؛ كلية العلوم الطبية المساندة؛ كلية التكنولوجية وهندسة المعلومات؛ كلية العلوم والاداب وكلية العلوم الادارية، ونطمح لبناء ودمج كليات اخرى.

وأضاف: تم اختيار الموقع الجغرافي بشكل جيد، الموجودة في شمال الضفة الغربية. عليه تستوعب الجامعة طلابًا من كل المواقع الفلسطيني وحتى من الشتات الفلسطيني. يسعدني ان اشير الى حقيقة بانه اكثر من 3000 طالب من فلسطيني الداخل، وهذا ناتج من عدة اسباب أهمها أن الموقع الجغرافي قريب جدًا من التجمعات الفلسطينية في الداخل، المثلث والجليل. وفي هذا السياق لا بد من التشديد،  شاءت الظروف ان نكون تحت احتلال، وعليه لا اسمي قدوم الطلاب الفلسطينيين - من الداخل- الينا "تواصل" انما "اندماج" مع ابناء الشعب الواحد.

وأسهب معددًا أسباب إضافية قائلا: ومن الأسباب الأخرى لقدوم الطلاب الينا هي تكلفة الدراسة للطالب، فهذه التكلفة تصب في صالحنا مقارنة مع جامعات اخرى بالذات الاردنية. وسبب ثالث هو السمعة الطيبة، اسم الجامعة العربية الامريكية. فكما هو معلوم فأن أهداف الجامعة ليست مادية أو ربحية بقدر ما هي تعليمية وتعمل على صقل شخصية الطالب بالإضافة إلى معرفته.  نحن نتبنى المنهاج الامريكي والذي هو افضل المناهج التعليمية في العالم، حيث يخلقون شخصية اكاديمية علمية عميقة. إلى ذلك، المنهاج موجود في اللغة الانجليزية ، لذلك يتخرج الطالب مع لغة انجليزية يستطيع ان يندمج في سوق العمل في كل دولة في العالم.

وأكمل: سبب أضافي هو عدم تأثر الجامعة بأية أزمة مالية، الأمر الذي يؤدي إلى خسران الطالب ساعات تعليمية، كما هو الحال في بعض الجامعات والكليات الفلسطينية. 

وأضاف: بالإضافة إلى ما ذكر، لا يمكننا أن نتغاضى عن الحقيقة أن هنالك انسجام إداريّ، فنحن نعمل بشكل سيمفونية، ولا يوجد عزف منفرد، كلنا نعزف لهدف واحد ولكي نجعل من هذه الجامعة منارة علمية.

مشروع المستشفى ومساهمة من عرب الـ 48...والقرية الرياضية !

وفي المقابلة كشف لنا د. قسوم عن المشاريع المستقبلية موضحًا: بدأنا في الجامعة نفكر في عولمة وتدويل  الجامعة العربية الامريكية، وهذا بحد ذاته إنجاز، نحن الفلسطينيين ساهمنا في بناء البنية التعليمية في الخليج العربي في سنوات الخمسينات والستينات، لذلك يجب أن نصحح المسار ونستثمر قدراتنا هنا ونستقطب العالم العربي إلينا. طرحنا فكرة بناء مختبر مركزي لكل علماء فلسطين، يضاف إليه كلية طب عام ومستشفيى يخدم ليس فقط الجامعة ولكن كل المنطقة، وذلك يوفر على السلطات الفلسطينية ملاين الشواقل تدفع للاردن واسرائيل والاحصائيات تثبت ذلك.

وقال: الامر المثلج للصدر أننا شبابنا في عرب الداخل الذين يعملون في المستشفيات الاسرائيلية ويتواجدون في مواقع مسؤولة تم الاتصال بهم ومعظمهم عبر عن استعداده الانضمام الينا ومساعدتنا .

وأوضح: من جانب اخر نخطط لاقامة قرية رياضية تضاهي المركز الرياضي "فينغيت" وحسب مواصفات "الفيفا". ستفتتح القرية في هذه السنة الدراسية وسيلتحق بها طلاب ابتداءً من العام الدراسي الوشيك. وللمعلومة نصف لاعبي فريق اتحاد ابناء سخنين تم تسجيلهم للالتحاق لدراسة الرياضة في الجامعة العربية الامريكية. هنالك تعطش لهذه المواضيع التي تساعد شعبنا في عملية التطور، الصمود وحتى المقاومة ، الجامعة ليست فقط للعلوم وانما ايضا لصقل شخصية الطالب الفلسطيني .

مشاريع مستقبلية

واردف د.قسوم :" باشرت الجامعة العربية الامريكية في تأسيس مدرسة فكرية مرجعية في تسوية الصراع ،تجسد ذلك من خلال اقامة مشروع للتبادل الاكاديمي حول تسوية الصراع مع جامغة "كوفنتري" في بريطانيا  وجامعة "كادرهاس" في تركيا ،ومن ثم عقد المؤتمر الدولي الاول حول تحويل الصراع في المنطقة والذي شارك به ثلاثون باحثا من مختلف انحاء العالم، اضافة الى افتتاح برنامج الماجستير غي حل الصراع والتنمية والذي سيكون البرنامج الاول من نتوعه ليس في فلسطين وحسب انما في المنطقة العربية ككل .

كما وقعت الجامعة على اتفاقية بقيمة مليون ومائتي الف دولار مع مؤسسة فلسطين الغد لتحويل الطاقة الشمسية الى طاقة كهربائية ،حيث تهدف الجامعة الى تحويل حرمها الجامعي الى حرم اخضر صديق للبيئة ، كما تخطط الجامعة لانشاء مكتبة عامة تهدف للمجتمع المحلي والمنطقة ،كما وقعت الجامعة على اتفاقيات تفاهم مع جامعات متععدة في روسيا،المانيا،بريطانيا ،بلجيكا ،النرويج ودول اخرى، كل هذه المشاريع تعزز الميزة التنافسية للجامعة" .

العلم وليس النفط 

وقال: هذا غيض من فيض مشاريع بدأنا بالعمل على تخطيطها، بالنسبة لنا السماء هي الحد من ناحية طموحات، نطمح الى تدويل الجامعة ليست من ناحية فروع انما من ناحية نوعية وجودة التعليم العالي والرقي، فرضنا نفسنا تاريخيًا على اوروبا (من حيث العلم) وهذا لاننا نستحق ذلك، لكن شاءت الظروف ان نتخلف عن الركب الحضاري بـ  500 سنة وآن الاوان ان نطرح افكارنا لبناء الانسان ، ليس بالضرورة ان يكون لديك نفط في العالم لكي تكون من موقع قوة، انما الجامعة هي القوة الكبرى من اجل اعادة بناء النهضة العربية، نحن نتكلم عن التاريخ وللتاريخ مقياسين المقياس الاول هو الحدث والمقياس الاخر هو الموجة التاريخية، نحن نقيس التاريخ بمنظار الموجات التاريخية التي تحمل بطياتها عشرات الاحداث، لذلك انا اؤمن باننا سننهض وهذه الجامعة سوف تساعد في نهضة الشعب الفلسطيني بشرط ان يكون جل تركيزنا على العلم ، وان لا يكون ارتكازنا فقط على النفط العربي.

وأختتم قائلا: نحن فقط في البداية وقطعنا شوطًا كبيرًا لا يستهان به.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]