أجرى قسم جراحة المناظير في مستشفى المقاصد الخيرية، عملية نوعية ناجحة لرجل يبلغ من العمر سبعة وستين عاماً، تم خلالها استئصال أجزاء من المعدة والمريء، وقام بإجراء العملية الدكتور عبدالله الحواري رئيس شعبة جراحة المناظير واستشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير، والطاقم المساعد له.

ازمة مالية خانقة

ويأتي هذا الإنجاز الطبي المتميز لمستشفى المقاصد، في الوقت الذي يعاني فيه المستشفى من أزمة مالية خانقة تحدّ من استمرارية تقديم الخدمات الطبية وشراء الأدوية والمستلزمات الطبية، وما تبع ذلك من إعلان لنقابة الموظفين والعاملين فيه عن برنامج تصعيدي من أجل الحصول على رواتبهم المنقطعة منذ أربعة أشهر، بسبب عدم حصول المستشفى على مستحقاته المالية من الحكومة الفلسطينية والبالغة 63 مليون شيكل، إلا أن الطواقم الطبية في مستشفى المقاصد والمشهود لها بالخبرة وبالكفاءة العالية، تواصل خدماتها بإخلاص للمرضى الذين لا يجدون بديلاً عن المقاصد.

بحاجة ماسة إلى عملية معقدة

وأوضح الدكتور عبد الله الحواري أن المريض كان بحاجة ماسة إلى عملية معقدة، من أجل استئصال جزء كبير من المعدة والجزء السفلي من المريء، وهذا يعني أن حجم الجرح الناجم عن العملية سيكون كبيراً في أعلى البطن، مما يهدّد بالتسبب بمضاعفات خطرة بعد العملية، خاصة وأن المريض يعاني من أمراض السكري وضغط الدم، بالإضافة إلى عدم انتظام في دقات القلب، ناهيك عن إصابته بالسرطان في مدخل معدته مما أدى إلى انسداد كامل في المعدة.

العملية الكبرى عن طريق المنظار

وأضاف الحواري "ارتأينا أن يخضع المريض لهذه العملية الكبرى عن طريق المنظار، حتى يتم تفادي تلك المضاعفات، وتم استئصال معدة المريض بشكل شبه كلي، إضافة إلى الجزء السفلي من المريء، ومن ثم إعادة وصل الجزء المتبقي من المعدة إلى الجزء المتبقي من المريء، وقد بدأ المريض بالتعافي بشكل سريع وملحوظ، حيث استطاع النهوض من سريره والسير في صباح اليوم التالي للعملية".

وعقّب الدكتور الحواري حول العملية النوعية قائلاً: "إن هذا النوع من العمليات المعقدة والتي تجرى بواسطة المناظير أصبحت منتشرة على نطاق واسع في العالم، ويتم إجراؤها في المقاصد أيضاً بشكل موازي للمستشفيات العالمية وبأسلوب حديث ومتقدم، وذلك كجزء من التجهيزات والإعدادات الموجودة في قسم جراحة المناظير في المستشفى"، وأكد الحواري ان هذا التقدم سيرفع الوضع الطبي في الوطن، حيث أن مستشفى المقاصد يعتبر مستشفى تعليمياً يدرب ويخرّج جراحين بمهارات عالية وكفاءات لخدمة المرضى في أرجاء الوطن.

من جانبهم شكر أهل المريض الدكتور الحواري والطاقم المساعد له، وأبدوا امتنانهم للطبيب والمستشفى، حيث أكد نجل المريض أن والده أصيب بشكل مفاجئ قبل شهور بمشكلة في المعدة، قبل أن يلجأ إلى المقاصد من أجل العلاج، وأضاف: "الفضل لله ومن ثم لأطباء المقاصد الذين أنقذوا والدي وساعدوه من أجل أن تتحسن حالته الصحية والنفسية". وحول الأزمة المالية التي تهدد بتوقف المقاصد عن تقديم خدماته، قال نجل المريض: "من غير المعقول أن يسمح المسؤولون بإغلاق مثل هذا المستشفى، يجب مساعدة المستشفى بشكل عاجل وسريع ودعمه مالياً حتى يتمكن من الاستمرار في تقديم خدماته للمرضى".

 مئات العمليات الجراحية

ولفت الحواري إلى مئات العمليات الجراحية التي أُجريت في مستشفى المقاصد باستخدام المنظار، والتي كان من بينها عمليات فتق الحجاب الحاجز، وفتحة الفؤاد، عمليات الارتداد المعدي المريئي، وتضييق أسفل المريئ، بالإضافة إلى عمليات قص وتدبيس المعدة أو طيها في حالات السمنة المفرطة، وكذلك عمليات تحوير المعدة والمعدة المنفجرة، وعمليات قرحة الإثنى عشر، واستئصال القولون وسرطان القولون، واستئصال الطحال والغدة فوق الكلوية، وكافة أنواع عمليات الفتق، واستئصال المرارة وتنظيف القنوات المرارية، وأخذ عينة من الكبد. وأضاف أن من بين العمليات التي أجريت في المقاصد أيضاً، عمليات قص وتدبيس العصب السمبثاوي للتعرق المفرط لليدين، واستئصال أورام ذيل البنكرياس.

 جراحة المناظير هي تقنية حديثة

ومن الجدير ذكره أن جراحة المناظير هي تقنية حديثة، أحدثت ثورة مميزة في عالم الطب الحديث، وخاصة في مجال العمليات الجراحية بحيث لا يحتاج الأطباء إلى فتح جرح كبير في البطن، بل يستعيضون عن ذلك بالمناظير عن طريق شق ثقب صغير جدا (0.5-1.5 سم) ، والتي تعمل بدقة متناهية، وكفاءة عالية المستوى جداً. وتمتاز هذه العمليات بتناقص حدة الألم الناجم عنها، وقلة المضاعفات، وانخفاض مستوى النزيف، وعودة المريض إلى ممارسة حياته اليومية في وقت قصير.

وقد اتبعت الطواقم الطبية في مستشفى المقاصد الخيرية، هذا الأسلوب الحديث في العمليات الجراحية، وانتهجته منذ سنوات لإجراء العديد من العمليات المعقدة ، التي كانت تتم عن طريق الجراحات الموسعة والطرق التقليدية، وذلك بالرغم من تفاقم أزمة النقص في الأجهزة الطبية وفي بعض أنواع الأدوية الضرورية في المشفى، وازدياد حجم المديونية المترتبة على المستشفى لشركات التوريدات الطبية، ومزودي خدمات الماء والكهرباء.

وكانت الهيئة الإدارية لجمعية المقاصد قد نشرت بياناً للرأي العام حول الأوضاع المالية الصعبة التي يمر بها المستشفى، وعدم توفر السيولة النقدية لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية وصرف رواتب العاملين المتراكمة، وبينت الهيئة أن استمرار الوضع سيؤدي إلى إغلاق أبواب المستشفى، محملة المسؤولية الكاملة عن إهمال هذا الصرح الطبي الفلسطيني في المدينة المقدسة للحكومة الفلسطينية، مطالبة إياه بتحمل واجباتها تجاه المدينة المقدسة ومؤسساتها الوطنية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]