ما معنى أن تقتحم ميليشيات الحوثيين الشيعية العاصمة صنعاء وتدخل وزارات الدفاع والاتصالات والكهرباء وغيرها، والبنك المركزي ومبنى البرلمان والتلفزيون وجامعة الإيمان (السنية)، ومنازل بعض القيادات السياسية (معظم المنازل التابعة لأولاد الأحمر وقيادات في حزب الإصلاح)، وقيادة المنطقة العسكرية السادسة التي ساندت الثورة اليمنية، كل ذلك وسط صمت عربي وخليجي، وتجاهل دوليّ متعمد، وترحيب إيراني بما أسماه موقع “شيعة أون لاين” الرسمي التابع للحوزة الشيعية في إيران “انتصار الثورة الشيعية بقيادة الحوثي في اليمن”؟

وما معنى أن يحدث هذا في الوقت الذي يتمّ فيه توقيع الاتفاق بين الحوثيين والرئاسة اليمنية برعاية المبعوث الأممي الدولي؟ ولماذا الأهداف الرئيسة لاجتياح صنعاء تبدو وكأنها قد تمّ تحديدها مسبقًا وبطريقة سياسية، وهي القوى السنية وبخاصة أحزاب الإخوان والأحزاب السلفية المتحالفة معهم، ومراكز وقيادات الجيش التي وقفت مع الثورة اليمنيّة وتقف حجرة عثرة في مواجهة المخطط الحوثي -الإقليمي- الدولي؟

هل الهدف تصفية جميع قيادات جماعة الإخوان المسلمين، والتيارات الإسلامية التي انحازت إلى الثورات الشعبية، وكذلك كسر الجيش اليمني لصالح قوى إقليمية وتنفيذ أجندةٍ ما في اليمن على غرار الثورات المضادة العربية الأخيرة؟ أم أن كل الذي يجري ما هو سوى سيناريو النهاية للعبة فارسية-غربية تجري منذ فترة في اليمن، لتمكين وهيمنة الحوثيين على مفاصل الدولة لكي يفتح لهم الباب لدور سياسيّ مؤثر في القرار السياسي للدولة اليمنية، وفي المنطقة عمومًا، وهو ما أكده مستشار رئيس الجمهورية الدكتور فارس السقاف “بأن هذه الاتفاقية التي تم توقيعها ستمنح الحوثيين الكثير من النفوذ وفق الواقع الذي وصلوا إليه”؟

وهل هذا الغزو العسكري الحوثي للعاصمة، سيفتح الباب -كما يقول المحلل العسكري اليمني العميد المتقاعد (محسن خصروف)- لإشعال الحروب الأهلية والمذهبية في كل مناطق اليمن في معبر، تعز، آب، الحديدة، وباقي كل المحافظات اليمنية من دون استثناء، وفتح ملف حصار السبعين (نفذّه الإماميّون الشيعة 1967) ليعود الجمهوريون من كلّ أصقاع اليمن للتوحد مرة أخرى والدفاع مرة أخرى عن صنعاء في مواجهة المخطط الإقليمي الدولي الدائر حاليًا، أم يستمر المخطط ويتشرذم اليمنُ؟

القصة طويلة وتحتاج أن نبدأها من تاريخ قديم لنفهم ما يجري…


قبل حوالي 54 عامًا، خاضت اليمن حربًا أهليّة دارت بين حكومة صنعاء (الجمهورية الجديدة) المدعومة من مصر (عبد الناصر) ضد المسلحين من أنصار “المملكة المتوكلية اليمنية الزيدية” المدعومين أيضًا من المملكة العربية السعودية وبريطانيا، وبعد سّت سنوات من الحرب الدامية، التي فقدت فيها مصر 26 ألفًا من جنودها (من 70 ألف جنديّ)، انتصرت الحكومة اليمنيّة وانتهت الملكية الزيدية وأعلنت الجمهورية في اليمن، ولكن بقي الوجود الزيدي منتشرًا على تخوم العاصمة وقرب الحدود مع السعودية التي هرب إليها الإمام الزيدي.

ولم يكن الدعم السعودي حينئذٍ للإمام “المتوكل” -كما يقرأه بعض المحللين- سوى مناكفة لعبد الناصر في ذلك الحين ورفض للنفوذ المصري قرب حدود المملكة، ولذلك كانت حرب اليمن حربًا بالوكالة بين مصر وحلفائها والسعودية وحلفائها.

أما اليوم، فقد اختلفت الخطوط العريضة للصراع الدائر في اليمن، فالمتمرّدون الحوثيون (يتبعون المذهب الزيدي وهناك قراءات تؤكد تحولهم للمذهب الإمامي الشيعي) يحتلّون صنعاء وسط توافق مشابه في المصالح بينهم وبين السعودية في الشمال، وتحالف مذهبي مع الإيرانيين، وانسجام مع مصالح مع أمريكا والغرب الذي بدأ يتماهى مع الخطط الإقليمية لاحتواء ثورات الربيع العربي.

ومثلما كانت الحرب القديمة في اليمن تدور بالوكالة بين وكلاء لمصر والسعودية وبريطانيا، تحول الصراع مرة أخرى -خصوصًا بعد الثورة اليمنية والربيع العربي- إلى “حرب بالوكالة”، بين إيران وأمريكا والدول العربية المضادة للربيع العربي من جهة، وبين القوى الثورية والإسلامية وبعض قادة الأحزاب والجيش (الذين يعتبرهم بعض الباحثين جزءًا من حالة الفساد والاستبداد في النظام السابق)، ولكنهم انحازوا إلى الثورة الشعبية وقاموا بحمايتها، مستفيدًا ممّا يجري على الأرض من احتلال “حوثي” للعاصمة وتحقيقهم نفس الأهداف التي يريدها التحالف الإقليمي الفارسي الأمريكي المدعوم بصمت أو رضا خليجيّ.

أعداء الأمس أصبحوا أصدقاء اليوم

وكما يقول “إيان بلاك” في صحيفة الجارديان الأحد 21 سبتمبر تحت عنوان: A guide to Middle East politics in 2014: “أعداء الأمس (أمريكا وإيران) أصبحوا أصدقاء اليوم بسبب توافق مصالحهم في مناطق مختلفة مثل العراق واليمن طالما أنّ مصالحهم تجتمع ضد الآخرين”، وحتى ولو ظلّ الإيرانيون والأمريكيون مختلفين لمدة 35 عامًا، فتبادل المصالح الآن في العراق واليمن يجمعهم سويًّا”.

صحيفة المونيتور monitor الأمريكية قالت أيضًا يوم 20 أغسطس الماضي تحت عنوان: Saudi Arabia seeks Yemen reconciliation to subdue Houthis أو: (السعودية تبحث عن تحالفات يمنية لإخضاع الحوثيين) إن: “السعوديّة تحاول ترتيب الوضع السياسيّ في اليمن من جديد تحت لافتة المصالحة الوطنيّة، في الشكل الذي تطمح إليه، ولكنها سعت إلى بعض التناقضات هي: إضعاف الإخوان بعد اعترافها بالحوثيّين كقوّة محليّة، لكن ليس بالقوّة التي تقلق حدودها وحضورها داخل اليمن، والنتيجة حتّى الآن هي إضعاف الإخوان وصعوبة احتواء الحوثيّين الذين أصبحوا أقوى، وهو مشهد يلخّص الكثير حول مدى الدور السعوديّ المتراجع باستمرار في اليمن”.

وسبق هذا تقرير للكاتب البريطاني ديفيد هيرست في صحيفة الجارديان البريطانية نوفمبر 2013 الماضي، يؤكد فيه أنّ السعودية تدعم الحوثيين في اليمن؛ “لضرب الإسلام السياسي في المنطقة، بما في ذلك حزب الإصلاح الإسلامي الذي تجد فيه السعودية خطرًا كبيرًا وجامحًا”.

وبحسب هيرست، فإن «الحوثيين يتلقون دعمًا ماليًّا وعسكريًّا من السعودية، وحول سرّ استمرار الدعم السعودي للحوثيين رغم أنهم كانوا محسوبين على إيران، قال مصدر سعودي إن «المملكة لا ترى في الحوثيين أو الشيعة أو حتى إيران خطرًا عليها، بقدر ما أنّها تعتبر بأن الخطر هو الإخوان المسلمون في مصر والتجمع اليمني للإصلاح في اليمن».

أهداف الهجوم على صنعاء

منذ بدء جماعة “أنصار الله” الحوثية الاعتصام بالعاصمة (22 آب/ أغسطس 2014) بنصب عشرات الخيام في حديقة الثورة بالقرب من الوزارات المختلفة، استجابةً لـ “التصعيد الثوري” الذي أعلن عنه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وهم يؤكدون أن تحركاتهم “ستكون سلمية ولن نستخدم فيها السلاح، وكل المحللين العسكريين يستبعدون اقتحامهم العاصمة صنعاء بالسلاح، فما الذي جرى؟

واقع الأمر أنه رغم هذه التصريحات، فقد كانت التحركات العسكرية مستمرة، ويبدو أنها وفق مخطط هدفه الوصول للسيطرة على العاصمة عسكريًا، فالجماعة بدأت بمحاولة السيطرة على مدينة “عمران” التي تعدّ المفتاح الرئيس لصنعاء ودخلتها بالفعل، وأيضًا السيطرة على جبل الصمع في مديرية أرحب لأنه يطل على العاصمة صنعاء، وتحديدًا على مطار صنعاء الدولي.

وكانت خارطة المواجهات التي يقودها ويخوضها الحوثيون في شمال شرقي اليمن موجهة بالأساس للقوى التابعة لحزب الإصلاح، والمؤسسات التابعة له وقبيلة الأحمر التي يتقلد أعضاؤها مناصب في الجيش والحكومة، فضلًا عن المؤسسات الإعلامية لبث بياناتهم منها، وهي كالتالي:

معارك مع القبائل وحزب الإصلاح في محافظة الجوف بشرق البلاد – معارك مع حزب الإصلاح والقبائل في منطقة أرحب بمحافظة صنعاء شمال العاصمة – معارك طاحنة مع السلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة – معارك أخرى في ذات المحافظة مع رجال القبائل، وتحديدًا في منطقة كتاف – ومعارك أخرى مع قبائل حاشد في محافظة عمران .

ولهذا، عندما اقتحم المسلحون الحوثيون صنعاء من الجنوب كانت وجهتهم هي أهداف ومقرّات أحزاب إسلامية مناوئة لهم، وقوى ثورية يمنية، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هناك اتفاقات مسبقة وقعتها أطراف إقليمية ودولية معهم -بالوكالة- مقابل تقديم تنازلات (مكاسب) لهم في اليمن على غرار ما فعله حزب الله في لبنان عندما اعتصم وحصل على وزارات بعينها في الحكومة اللبنانية لاحقًا تمثل قوته العسكرية.

ولم يكن مستغربًا، بالتالي، أن ينتهي الأمر بسيطرة ميليشيات الحوثيين بالكامل على حيّ صوفان واقتحام معظم المنازل التابعة لأولاد الأحمر وقيادات سياسية في حزب الإصلاح واحتلال مقرّ جامعة الإيمان التابعة للشيخ عبد المجيد الزنداني، وباقي المصالح الحكومية في ظلّ تراخي الشرطة وكثير من وحدات الجيش.

الناطق بلسان الحوثيين

كما أعلن ناطق الحوثيين محمد عبد السلام أنّ مليشياتهم قامت بالاستيلاء الكامل على مقرّ المنطقة العسكرية السادسة (الفرقة الأولى مدرع المنحلة)، وهو ما نفاه الجيش، وقالوا إنّهم يعتبرون “أنّ علي محسن الأحمر مطلوباللعدالة”، فضلًا عن السيطرة على مجلس الوزراء واستقالة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه، كي يخلوا الطريق لحكومة جديدة (وفق الاتفاق الجديد)، رغم أنّ رئيس الوزراء شريك مع الرئيس هادي في الحكم بموجب المبادرة الخليجية لليمن.

والأغرب أن يأتي هذا الهجوم بعد إعلان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن “جمال بن عمر” أنّ الحكومة والحوثيين الشيعة المسلحين توصلوا إلى اتفاق (السبت) لإنهاء أسوأ قتال شهدته العاصمة صنعاء منذ سنوات، إضافة إلى تصريح عبد الملك الحوثي أن ممثلين عنه قد يصلون العاصمة من محافظة صعدة (الأحد) للتوقيع على اتفاق إنهاء الأزمة، ليفاجأ الجميع بوصول المسلحين لصنعاء، ثم التوقيع على الاتفاق بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة تقريبًا عسكريًّا!

ويبدو أن الأهداف الرئيسة لاجتياح صنعاء تم تحديدها مسبقًا وبالاتفاق بين أطراف اللعبة، وأهم هذه الأهداف هي: تصفية جميع قيادات جماعة الإخوان المسلمين العسكرية والقبلية، كما أنّ هناك غموضًا يكتنف مصير القيادات السياسية لحزب الإصلاح (اليدومي، والإنسي، والزنداني، وصعتر وغيرهم) ما بين الاختفاء أو الخطف أو القتل.

ورغم أن اتجاه المعركة تغير نسبيًّا في اليمن بعد مساندة قوات من شباب القبائل للجيش في العاصمة وتوجيه ضربات موجعة لميليشيات الحوثي، ما دفعهم للانسحاب من بعض المواقع التي سيطروا عليها وتسلم الحرس الرئاسي لها مثل جامعة الإيمان ومقر الفرقة السادسة ومجلس الوزراء، فقد فوجئ الجميع بتصريح لوزير الداخلية والدفاع بعدم مواجهة الحوثيين، ما جعل الحوثيين يسيطرون على باقي المنشات الرسمية دون قتال وسط تغريدات يمنية تقول إنه “يجري الآن تسليم اليمن للحوثي”.

ملامح الخطة الإيرانية الغربية

كان من الملفت أن يعلق موقع (شيعة أونلاين) الرسمي التابع للحوزة الشيعية في إيران، المقرّب من الحكومة الإيرانية، حول آخر الأحداث والتطورات الميدانية في اليمن بوصفه ما يجري بأنه: “انتصار الثورة الشيعية بقيادة الحوثي في اليمن”، وقوله: “إن حرب الحوثيين الحقيقية بدأت الآن، بمعارك صنعاء مع التيارات الإسلامية المعارضة لثورة الحوثيين في اليمن”.

وقول الموقع الإيراني إنه “لولا أنّ الجيش اليمني وحزب الإصلاح فصلا عدّة مناطق حسّاسة في العاصمة صنعاء عن المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون هناك حتى لا يتمكن مناصرو الثورة الإسلامية في تلك المناطق بالالتحاق مع كافّة الثوار وحركة أنصار الله داخل العاصمة، لسقطت العاصمة اليمنية صنعاء بيد الحوثيين ولانتصرت الثورة الشيعية بقيادة الحوثي في اليمن”.

أيضًا، صحيفة كيهان الرسمية الإيرانية التي يملكها المرشد الإيراني علي خامنئي، أشارت في تحليل لها (السبت) عن الوضع اليمني المتأزم، أنّه “بعد اليمن ونجاح الثورة الإسلامية في صنعاء سوف يكون الدور المقبل على سقوط حكومة آل سعود، وتفكك هذه الدولة المفروضة على الحجاز”، بحسب تعبيرها.

وسبقت صحيفة “التحرير” المصرية الموالية للسلطة كل ذلك بتقرير لخصت فيه ما يجري (قبل دخول الحوثيين صنعاء) بعنوان يقول: (استمرار الحوثيين بمحاصرة صنعاء لـ«إسقاط» حكومة الإخوان) بحسب تقرير نشرته 22 أغسطس الماضي.

وكتب المغرد خالد أبو شادي يقول: “الثورة المضادة في اليمن يدًا بيد مع الحوثيين. بالأمس مصر، واليوم ليبيا واليمن… متى يأتي الدور على تونس؟”.

وكتب المغرد خالد الآنسي يقول: “هادي حتى الآن يلعب دورًا طنطاويًّا، والحوثي دور حركة تمرد، وقريبًا سوف يعلن عن من سوف يلعب دور السيسي -أدق توصيف لوضع اليمن”.

وقال المدون فؤاد الفرحان: “يبدو أنّ جامعة الإيمان في طريقها لتصبح (رابعة) اليمن إذا توالت الأحداث بهذا الرتم”.

ويقول الصحفي نواف القديمي: “مليشيا عقائدية خارج الدولة ومدعومة من إيران، خاضت سبع حروب ضد الجيش، وهي الآن تقتحم العاصمة وتحاصر وزارة الدفاع. ثم يقولون هي حرب ضد الإخوان. ليست الأفكار المتطرفة هي من تحشد لداعش… ما تفعله المليشيات الشيعية في سوريا والعراق، وما يفعله الحوثيون في اليمن، هو أكبر مكينة حشد لداعش”.

ويقول الباحث عبد الله المالكي: “سياسة البعض: حتى ولو سقطت صنعاء بيد جماعة دينية رجعية كهنوتية، لا بأس، المهم أننا هزمنا ربيع الثورات في اليمن ودحرنا جماعة الإخوان”.

ويقول الباحث عبد العزيز الحيص: “وجه اليمن يتغير حوثيًّا برضى خليجي وغربي، الله أكبر من (عداء الإخوان) كم يقود إلى طوامّ؟”.

ثوار وعسكريون يتحركون

وقد أمهلَ بيان منسوب لمكتب اللواء علي محسن الأحمر (الذي يشغل حاليًا منصب مستشار الرئيس لشون الدفاع والأمنويتردد أنّه يقود قوات من الجيش في صنعاء وسط خيانات كبيرة) -حصلت عليه “التقرير”- الرئيس هادي 24 ساعة لوقف ما أسماه “المؤامرة”، وقال: إنه “إن لم يخرج هادي جماعة الحوثي سيتم تشكيل مجلس عسكري والقبض عليه بتهمة العصيان، حيث إنّ شرعية هادي سقطت وكذلك مؤتمر الحوار والمبادرة الخليجية وسنقف مع الشعب الذي خرج مع الاصطفاف الوطني ضد الخارجين على القانون كما وقفنا مع الشعب في 2011 وأنت تعلم أن الشعب كله معنا والشعب كله رافض السكوت والتهاون مع جماعة الحوثي المتمردة وكذلك دول الجوار”.

اللواء الأحمر قال أيضًا: “صبرنا بما فيه الكفاية وأكثر لحقن الدماء وتجنب ويلات الحروب، لكن أقسم بالله العظيم أنّي سأقف وقفة أنهي بها كلّ المؤامرات على الوطن مهما كلفني الثمن، ولا أرحم فيها أحدًا حتى لو كان ابني، وإن المتطوعين أكثر من الألوية الموجودة وهم على أتم الجاهزية والاستعداد وبهم سأصل مران عبر عمران، وسأحقق أحلام شباب ثورة ١١ فبراير شاء من شاء وأبى من أبى”.

أيضًا، نفى المتحدث العسكري باسم المنطقة العسكرية السادسة “صلاح القحيطي” ما تُروّج له بعض وسائل الإعلام التابعة لجماعة الحوثي عن محاصرتهم لمقر قيادة المنطقة والاستيلاء على بعض أجزائها وتدمير مقر القيادة. وأكد “القحيطي” بأنّ المنطقة السادسة ستظل صمام أمان للعاصمة مع بقية وحدات الجيش وستدافع عن العاصمة بكل حزم ومن يسعى لإسقاطها فهو واهم”، ولكن علمَ أن قوات الحرس الجمهوري تسلمت قيادة هذه المنطقة لتوقف القتال هناك ضد الحوثيين.

كذلك، اعتبر حزب “الرشاد” السلفي -في بيان أصدره- اعتداءات جماعة الحوثي الأخيرة بأنها “انقلاب واضح على العملية السياسية وعلى مخرجات الحوار القاضية بوجوب بسط الدولة لنفوذها على سائر البلاد وتسليم الأسلحة السيادية للدولة وغير ذلك مما أجمع الناس عليه ولزوم السكينة العامة ومنع جر البلاد نحو الفوضى والعنف”.

ودعا الدولة لـ “القيام بمسؤوليتها وواجباتها الدستورية والقانونية”، وأن “تكشف لأبناء الشعب اليمني والرأي العام حقيقة ما يجري من الانقلاب على العملية السياسية واللجوء إلى العنف والعمل المسلح في وجه الشعب والدولة”.

وأدان الحزب ما تقوم به جماعة الحوثي “من أعمال مسلحة عدوانية خارجة عن النظام والقانون ومن حصار للعاصمة صنعاء وقيامها باعتداءات على الأحياء وعلى الممتلكات العامة والخاصة ونحملها كامل المسؤولية في ذلك”. ودعت جميع القوى السياسية والوطنية وعامة أبناء الشعب “للقيام بدورهم الديني والوطني والإسهام من أجل حفظ الأمن ودفع شبح الحرب عن بلادنا”.

خلاصة المشهد

المشهد اليمنيّ يشير إلى التالي: أنّ دخول الحوثيين العاصمة كان معدًّا سابقًا وبتنسيق مع جهات إقليمية ودولية للحصول على مكاسب مقابل ضرب الربيع العربي في اليمن وإنهائه على غرار إنهاء الربيع العربي في مصر وسوريا ومحاولة إنهائه في ليبيا حاليًا، وأن ما يجري ما هو سوى مشاريع إقليمية بأياد يمنيّة لإزاحة جماعة الإخوان من المشهد، وكل طرف وجد ضالته عند الطرف الآخر وأصبح القاسم المشترك واحدًا، بين إيران ودول الخليج.

ومثلما يجري التخلص من الثورة اليمنية، فيبدو أن المرحلة القادمة ستشهد إعادة رموز الرئيس السابق علي صالح، والذي لم يخفِ تحالفه مع الحوثيين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]