اربعة عشرة عامًا مرّت مِن عُمر شهداء اكتوبر، لكنّ شيئًا في البيتِ لم يغِب عنه، روحهم ما تزال تسكُن في البيت، ومشاعِرُ تمزجُ بين الحُبِ والاشتياقِ والفخرِ، مزروعةٌ في كُل زاويةِ مِن البيوت التي سقطَ فيها شهيدٌ مطلع اكتوبر عام 2000.

واربعة عشرة عامًا، ليست بسنوات قليلة، لكنها تبدو في عيون أمهات الشهداء، كأنها ليلةٌ واحدة مرّت، حين غابَ فيها ضوء القمر، حينَ غابَ مِن البيت، شابٌ على هيئةِ ملاك، سقطَ مُضرجًا بالدماء، لكنّ ابتسامة الرِضا لا تزالُ تُطِلعُ مِن ملامحه، فتخطف معها قلبًا حزينًا، عزّ عليه الفراق.

وسام يزبك، احد شهداء هبة القدس والاقصى، استشهد ويبلغ من العمر 25 ربيعا، حدثتنا والدته طرب يزبك مستذكرة بعض الاحداث بصعوبة والم حيث قالت: يوميا استذكر ذلك اليوم الذي استشهد به ابني وسام، بما يحمله من اسى والم وجرح، وكانني اعيشه من جديد وبشكل يومي ومتكرر، فتعود الاحداث بي الى ذلك اليوم عندما عاد وسام من العمل وذهب برفقة خاله لتصليح سيارته الجديدة في طولكرم، وعندما رأى المواجهات مع الشرطة طلب وسام من خاله العودة الى الناصرة خوفا من الموت، وعاد إلى الموت...

وتابعت: وسام هو ابني البكر وكان قريبا مني الى حد بعيد، كان الاب والاخ والصديق والسند، وهو من كان يتحمل مسؤولية المنزل، وعندما فقدناه فقدنا كل شيء، استشهاد وسام كان صاعقة هدمت جميع افراد الاسرة.

نطالب بحق وسام منذ اربعة عشر عاما ولكن لا حياة لمن تنادي


وأضافت: نطالب بحق وسام منذ اربعة عشر عاما ولكن لا حياة لمن تنادي، لا استطيع ان اتهم لجنة المتابعة والقيادة العربية في الداخل بالتقصير لانهم يعملون جاهدين على تحصيل حقوق الشهداء وتخليد ذكراهم، فبعد اربعة عشر عاما لا تزال هناك ذكرى لشهداء هبة القدس والاقصى، وانا اعلم جيدا بانه من الصعب تحصيل حق وسام والقبض على من قتله.

واختتمت يزبك قائلة لـ"بكرا": نحن نشتاق لشهيدنا الغالي، فقد فقدنا ولدنا وهو أغلى ما يكون في هذه الحياة. من أجل الدفاع عن الأقصى والدين قدم هؤلاء الشهداء ارواحهم للحفاظ على كرامة ومجد الأمة. لكن مع مرور كل عام نشتاق اليه اكثر فأكثر. لا يمكن ان ننسى ولو بعد مرور 100 عام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]