قرون مضت، لم يكن مرحباً بالبشرة الداكنة وكان لها دلالة طبقية؛ كانت ترمز للفقر والعمل في الخارج معظم الوقت في الحقول تحت أشعة الشمس الحارقة، وكان أعضاء النخبة من المجتمع يختبؤون تحت المظلات والقبعات الكبيرة، ووراء الأكمام الطويلة والقفازات السميكة لحماية بشرتهم الشاحبة من “فظاعة” الشمس.

انتشرت في الآونة الأخيرة موضة التسمير أو ما يعرف بالـ "برونزاج"، فالكثير من النساء يسعين إلى تغيير لون البشرة إلى اللون الأسمر أو اللون البرونزي سواء عن طريق التعرض المباشر للشمس، أو من خلال استخدام تقنيات و أجهزة تستخدمها صالونات الخاصة بالأشعة فوق البنفسجية، أو باستخدام مواد تسمر لون البشرة، لمواكبة أحدث صيحات الموضة العالمية أو للمشي على خطى بعض فنانات الموضة أمثال مايا دياب وغيرها .

وعلى خلاف ما يعتقد الكثيرون فإن ظاهرة التسمير ليست بالجديدة، في عام 1923 ظهرت مصممة الأزياء "كوكو شانيل" في وسائل الإعلام، وقد بدت بلون برونزي نتيجة تعرضها لأشعة الشمس أثناء رحلتها في يخت من باريس إلى مدينة كان.

وقد صرحت في ذلك الوقت بأن لون الجلد البرونزي هو مؤشر للأناقة، ومن ذلك الوقت أخذت موضة تسمير لون البشرة تنتشر تدريجياً في جميع أنحاء العالم.

لكن تسمير لون البشرة كان يقتصر على شهور الصيف لإمكانية التعرض لأشعة الشمس، ما عدا لبعض المترفين الذين بإمكانهم قضاء إجازة الشتاء في أماكن دافئة مثل شواطئ فلوريدا أو البحر الكاريبي، ومن ثم بدأت في الثمانينات فكرة إنتاج صالونات تسمير البشرة باستخدام الأشعة فوق البنفسجية.

وفي التسعينات وإلى الآن، ما زال العالم يشهد تطور وانتشار أجهزة وصالونات تسمير البشرة، من دون استخدام الأشعة فوق البنفسجية، ففي الولايات المتحدة الأميركية وحدها هناك أكثر من 50 ألف صالون لتسمير البشرة يرتادها نحو مليون شخص يومياً، حيث ينفق الأميركيون سنويا نحو 5 مليارات دولار على تسمير البشرة، وكذلك في ألمانيا، حيث أوضحت دراسة أن نحو 28 في المائة من الألمان يستخدمون هذه الأجهزة.

ساعدت حملات الدعاية والإعلام على انتشار صالونات التسمير، لاسيما أن الشركات المصنعة لبعض الأجهزة المستخدمة وضعت في إعلاناتها أن هذه الأجهزة آمنة وتساعد على صحة أفضل وتنشط الخلايا المصنعة لفيتامين "د" في الجسم.

ومن الأسباب التي تجعل البعض يسعى إلى تسمير لون البشرة هو الاعتقاد بأن تغيير لون الجلد إلى اللون الأسمر أو اللون البرونزي يقي من أشعة الشمس، ويجعل الجلد أكثر مقاومة، وهذا اعتقاد غير صحيح والأفضل هو وضع الكريمات الواقية من الشمس «SunScreen» بدلاً من تسمير لون الجلد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]