14 عاما على استشهاد محمد الدرة، والده يستعطف الجنود الإسرائيليين حتى لا يصيبوه برصاصة غدر، وعلى الرغم من ذلك وحسرة قلب الأب قام عناصر الجيش الإسرائيلى بوحشية بقتل الطفل فى حضن والده. جميعنا تألمنا حينما رأينا ذلك المشهد المأسوى، حفر فى قلوبنا ذكرى سوداء نتذكرها من عام لآخر فى نفس الوقت دون جدوى، ففلسطين حتى يومنا هذا تنزف دماء أبنائها وأطفالها، وأصبحت صور القتلى لا تؤثر علينا كثيرا كما فعل مشهد استشهاد الدرة.

وعلى الرغم من أن مشهد وفاة الدرة أثار ضجة فى العالم أجمع وانتقد الجميع وحشية الجيش الإسرائيلى، إلا أنه فى شهر مايو لعام 2013، تبرأت إسرائيل من وفاته واتهمت لجنة التحقيق الإسرائيلية التى شكلها وزير الدفاع موشيه يعلون، قبل عدة سنوات برئاسة ويوسى كوبرفاسر، قناة فرانس 2 التى عرضت مشهد استشهاده بأن شريط الفيديو كان مدبرا وأن الدرة لم يصاب.

استشهاد محمد الدرة 30.9.2000

وكان حادث استشهاد محمد الدرة فى اليوم الثانى من الانتفاضة الفلسطينية بقطاع غزة، وذلك بعد أن تجمع المتظاهرين الفلسطينيين من مختلف الأنحاء فى تمام السابعة من صباح يوم 30 سبتمبر لعام 2000، وألقوا الحجارة وقنابل المولوتوف، فأطلق الجيش الإسرائيلى الرصاص المطاطى والغاز المسيل للدموع. وبعد توالى طلقات الرصاص ظهر جمال الدرة ونجله خلف برميل أسمنتى، فى محاولة منهما للاحتماء به، وظلت فضائية "فرانس 2" تعرض ذلك المشد لمدة دقيقة كاملة، لصراخ الدرة ومحاولة أبيه فى التلويح للجنود بإيقاف الطلقات النارية وعدم توجيهها على نجله، إلا أن محاولته باءت بالفشل فسرعان ما وجد أبنه يلفظ أنفاسه الأخيرة فى حضنه بعد أن أصيب برصاص فى بطنه أدى إلى خروج أحشائه من جسده -حسبما أكد الطب الشرعى حينها. وخلال جنازة شعبية اهتزت لها القلوب فى مخيم "البريج" للاجئين فى ذلك اليوم، كُفن الصبى فى العلم الفلسطينى ودفن قبل غروب الشمس وفقًا للسنة الإسلامية، ليمجد العالم العربى والإسلامى محمد الدرة باعتباره شهيدًا. وفى البداية أعلنت القوات الإسرائيلية تحمل مسئولية ما حدث، وأعربت عن أسفها لمقتل الطفل، إلا أنها سرعان ما غيرت موقفها إلى التبرير لما حدث مثل الترجيح باحتمالية أن يكون قد قُتل على أيدى القوات الفلسطينية، أو أن بالقول أن المتظاهرين الفلسطينيين قد قاموا بتنظيم هذا المشهد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]