خلال السنوات الأخيرة سطَّر قلمي بكلّ شفافية وموضوعيّة كلمات هادفة في هذه المناسبة، ودائمًا كنت أتطرّق إلى تفسير معاني العيد النفسيّة، الدينيّة والاجتماعيّة متسائلا : كيف يمكننا أن نتهرّب، ننسى ونتناسى الجانب الإنسانيّ ومعانيه الحقيقيّة وطاعة الله تعالى؟! وأين اختفت مفاهيم وقيم هذه المناسبة التي نكاد نفتقدها كليًا، وسيطر علينا شعور الفتور واللا مبالاة؟!

لا أدري إن كنت أبالغ إذا قلت ألف ألف رحمة عليك يا عيد! إذ أضحى العيد في خبر كان، وفي عداد المفقودين. كيف لا، ولم نعد نترقب ونبتهج لقدومه! حتى الأطفال لا تغريهم أشهى المأكولات والملابس الجديدة؛ لأنّهم فقدوا الشعور بالأمان والحنان والابتسامة العفويّة، وغدت اللقاءات العائليّة روتينيّة مصطنعة، نقوم بها إكراهًا بدون أيّ شعور بالانتماء، وكأنّها مجرّد مناسبة بسيطة عابرة لا قيمة لها أو هو عبء ثقيل نتوق إلى التّخلّص منه!

إنّ ما يجري على أرض الواقع مؤسف ومقلق؛ إذ كادت اللقاءات تختفي حتّى بين أفراد العائلة والأخوة! وحلّت لغة العنف والتجريح والصِّراعات الدامية أحيانا خلال أيام العيد لتصبح بديلا عن لغة التسامح والمصافاة! ناهيك عن الهروب في أيّام العيد والسفر إلى خارج البلاد من قبل نسبة لا يستهان بها من أفراد المجتمع على اختلاف فئاته وانتماءاته، وذلك رغم ما تشهده المنطقة من توتّرات، تشرّد، إراقة دماء، وتفشِّي ظواهر العنف، فما أن نطوي صفحة من الجراح والأحزان حتّى نواجه جرحًا جديدًا أعمق، بالإضافة إلى تردّي الأوضاع الاقتصاديّة الصّعبة، واتّساع نسبة المحتاجين والفقراء وأصحاب الحالات الخاصّة، وتهرّب المجتمع من دعمهم ومساندتهم مراعاة لأوضاعهم وشعورهم .

رماح، تتمنّى أن تتصافح القلوب وتتعافى النفوس ونعمل معًا وسويّةً لنجدّد ميثاق الأخوة.
اللهمّ بارك لنا في ما أعطيت، واصرف عنا شرّ ما قضيت، وأعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنّا
أعاده الله على العباد باليمن والبركات، وكلّ عام وأنتم بألف خير.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]