تلقى خلال الأسبوع الماضي 4 من خريجي كلية غرناطة في كفر كنا، وهم مريم محاجنه من أم الفحم؛ راشد وتد من جت رمزي صبيحات من سالم؛ وطالبة رابعة (الاسم محفوظ في ملف التحرير) إنذارات تُطالب كل واحد منهم بدفع مبلغ مليون شيكل بحجة القذف والتشهير باسم الكلية في بيان قاموا بتعميمه على وسائل الإعلام- وفقا لمضمون الإنذار.

وعمم الطلاب في أعقاب ذلك بيانًا اضافيًا على وسائل الإعلام ادعوا من خلالها على أن "كلية غرناطة" تعمل على ارهابهم بسبب الحراك الطلابي الذي باشروا به، بتوكيل من بقية الطلاب المتضررين، مُطالبين بالتعويض المالي أو العمل على الاعتراف بشهاداتهم من قبل وزارة المعارف أو مجلس التعليم العالي من أجل الانخراط في سوق العمل.

راشد وتد: اعمل في المطاعم بسبب عدم الاعتراف بشهادتي في التربية الخاصة

وفي حديثٍ مع الطالب راشد وتد من جت المثلث قال لـ "بكرا": انهيت تعليمي في كلية غرناطة حيث درست للقب الأول من جامعة البلقاء التطبيقية في عام 2008 ومنذ ذلك الحين أنتظر أن يتم الاعتراف بشهادتي من قبل مجلس التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم، مما يعني أنني أنتظر منذ 7 سنوات!

وعن الدعوى التي قدّمت ضده قال: وصلني رسالة من كلية غرناطة مرفق معها اسم جامعة البلقاء التطبيقية. وتأتي الرسالة في أعقاب النضال الذي بدأنا به، حيث اجتمع العديد من الطلاب الذين تعلموا في كلية غرناطة وقاموا باختيار لجنة مصغرة تمثلهم، منها أنا، تعمل على انتزاع اعتراف بشهاداتهم من الكلية من قبل مجلس التعليم العالي او وزارة المعارف أو الحصول على تعويضات مالية من الكلية.

وأضاف: وكجزء من مساحة التفاوض بين الأطراف وجهنا رسالة مكتوبة إلى الكلية معلمين اياهم عن بدء النضال وملوحين بالتوجه للقضاء في حال عدم الاستجابة إلى مطالبنا، وهي بطبيعة الحال شرعية.

وتابع وتد قائلا: فوجئنا من رد الكلية على الرسالة حيث قامت بإرسالنا تحذيرات عن طريق محامي الكلية الى بيوتنا بشكل مباشر تتهمنا باننا نقوم بالتشهير بالكلية، كما طالبتنا ادارة الكلية من خلال التحذيرات التي ابرقتها بدفع مبلغ مليون شيكل كتعويض في حال لم نقم بتقديم اعتذار رسمي للكلية. استغرب بأنه بعد سبعة سنوات انتظار للاعتراف بشهادتي حتى اقوم بمزاولة مهنتي في التعليم تقوم الكلية بإرسال هذا التحذير لي! للوهلة الاولى لم نتوقع بان تتعامل الكلية بهذه الطريقة مع طلابها.

وعن مسيرته ونضاله في انتزاع اعتراف بشهادته قال وتد: بدأت التعليم في كلية غرناطة عام 2004 ، كجزء من جامعة البلقاء التطبيقية، واستوفيت جميع الشروط الخاصة، كما قمت بتقديم جميع الامتحانات المطلوبة مني. شروط القبول كانت مريحة جدًا وملائمة للطلاب العرب خاصة في ظل الشروط الصعبة التي تطلبها الجامعات الاسرائيلية اليوم.

وأسهب وتد بالشرح لـ"بكرا" قائلا: نعاني اليوم بسبب عدم الاعتراف بشهادتنا، علما اننا نستطيع ان نكمل تعليمنا في الجامعات الاسرائيلية، الا انني انا بشكل شخصي قمت بدراسة تربية خاصة فقط بهدف الحصول على عمل بالموضوع ولا اريد ان اكمل تعليمي بهذا المجال والحصول على لقب ثاني او شهادة دكتوراه. اطالب الكلية فقط مساعدتنا بالحصول على اعتراف من قبل جهاز التعليم في اسرائيل لمزاولة مهنة التعليم في اسرائيل.

وتابع: اليوم لا اعمل في مجال التعليم، كنت قد قدّمت سابقا لعدة مناقصات في جهاز التربية والتعليم وتم رفضي بسبب عدم الاعتراف بشهادتي، وقد عملت كمساعد في مدرسة تربية خاصة معينة لمدة سنة كاملة دون اي تقدم او شروط اجتماعية، اليوم انا اعمل في المطاعم وشركات الاتصال وهذا ليس مجال تعليمي وهي معاناة قاسية جدًا وكثيرًا كنا توجه للكلية ونسألها عن الاعتراف وكانت تعدنا بشكل مستمر بمساعدتنا الا اننا حتى الان لا نرى شيئا، منذ ان تخرجت منذ الـ2008 وانا اعيش هذه المعاناة.

واختتم حديثه مؤكدًا: نحن اليوم نقوم بحراك طلابي جماهيري، هنالك العديد من الطلاب الذين حرموا انفسهم من عدة امور بهدف الحصول على الشهادة، وبالنهاية من الصعب جدا ان ينتهي بنا المطاف بهذه الصورة، نتوجه ونطالب كل مسؤول يستطيع مساعدتنا بهذا الامر ان يساعدنا بذلك، لان هنالك طلاب قد اصابها اكتئاب بسبب عد الاعتراف .

رمزي صبيحات: اصبحت بحادث عمل بسبب عدم مزاولتي لمهنتي التي قد درستها في الكلية

رمزي صبيحات من قرية سالم طالب سابق في كلية غرناطة التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية في موضوع التربية الخاصة تحدث لـ"بكرا" قائلا: تعلمت في كلية غرناطة لمدة 4 سنوات ولم احصل على اعتراف بالشهادة التي حصلت عليها من قبل مجلس التعليم الحالي لمزاولة مهنتي في مجال التعليم وانا انتظر الاعتراف بشهادتي منذ ستة سنوات، انا شخصيا قمت بالتوجه الى الكلية اكثر من مرة دون فائدة.

واضاف: لم اكن اعلم بان شهادات الكلية غير معترف بها، على الرغم من العدد الهائل من الطلاب الذين يتعلمون في الكلية. لجأت للتسجيل في كلية غرناطة بسبب سهولة شروط التسجيل غير المطالبة بامتحان قبولة او علامة بسيخومتري. فقط دفعنا تسجيل رسوم، وبعد ان انهيت تعليمي طالبت الكلية بالشهادة الا انها لم تعطيني اياها.

وتابع: على اثر ذلك قمنا بتكوين لجنة بتفويض من عدد كبير من طلاب الكلية وابرقنا رسالة الى الكلية نطالبهم بجلسة لايجاد حلول لمشكلتنا الا اننا تفاجئنا من رد الكلية باننا نقوم بالتشهير بها ويجب ان نعتذر او ان ندفع مبلغ مليون شيكل، هذه الطريقة هي نوع من تهديد وضغط على الطلاب بهدف التنازل عن حقوقهم.

وعن معاناته في البحث عن وظيفة في مجال تعليميه شرح صبيحات لـ"بكرا" بتوسع حيث قال: كنت قد توجهت سابقا لعدة مدارس منها ايضا المجلس المحلي في طلعة عارة الذي بدوره رفض توظيفي بشدة بسبب شهادتي غير المُعترف بها من قبل مجلس التعليم العالي، لذلك عملت سائق شاحنة وقد اصبت بحادث عمل بسبب عدم مزاولتي لمهنتي التي تعلمتها واليوم انا عاطل عن العمل. حاولنا التوجه الى جامعة البلقاء التطبيقية الا انها اكدت بان الكلية لا تف بالشروط المطلوبة منها، منها التواجد في جامعة البلقاء لمدة 32 لقاءً على الاقل، اضافة الى التعليم المباشر عن طريق شاشات متلفزة ومحاضر من الجامعة.

مريم محاجنة: من الصعب ان احرض على الكلية، مستوى التعليم بالكلية عالي، لكن ...

اما مريم محاجنة من ام الفحم، طالبة سابقة في كلية غرناطة، فقالت لـ"بكرا": تعلمت تربية طفل وتخرجت بتقدير جيد جدًا مع شهادة وقف التنفيذ. بدأت تعليمي عام 2006 وأنهيت عام 2010. وأنا انتظر ان اعمل بشهادتي منذ ثمانية سنوات. قمت بالتوجه الى عدة مدارس حتى مدارس في بئر السبع، الا ان الجميع رفض توظيفي بسبب عدم وجود اسمي في وزارة التربية والتعليم.

وتابعت: كلية البلقاء تدعي أن غرناطة لم تستوفي الشروط، لذلك صعب الحصول على شهادة من قبلها، لكن غرناطة لا زالت تتحدث بأسم كلية البلقاء، وهذا أمر يستعدي أن نهتم به ونقوم بفحص دقته.

واشارت محاجنة: المضحك المبكي أنه ليس من وظيفتنا، كطلاب، ان نتابع مسائل وشؤون الكلية الخاصة. نحن علينا ان نتعلم وان نحصل على شهادتنا. انا اتفاجأ من ازدياد عدد الطلاب سنويا بالتوجه والتعلم في كلية غرناطة بسبب شروط القبول السهلة، وانا اؤكد بان مستوى التعليم بالكلية عال وفيها محاضرين أكفاء، لكن على الطلاب فحص إمكانية حصولهم أو عدم حصولهم على الشهادة.

كما اكدت محاجنة بانها تلقت مكتوب تحذيري من الكلية بسبب مطالبتها بالاعتراف بشهادتها حيث قالت لـ"بكرا":على اثر توجهنا للكلية قامت الكلية بارسال مكتوب تحذيري عن طريق موظف ارسال الذي قام بالسؤال عني في الحارة التي اعيش بها مما سبب لي احراج كثيرًا نظرًا لعاداتنا وتقاليدنا الشرقية وهذا امر ارفضه بشدة من قبل ادارة الكلية. حيث ينص المكتوب على اعتذار رسمي او دفع مبلغ تعويضي كبير وتم خلال المكتوب اتهامنا بالتشهير بالكلية وهو امر لم نقم به. نحن فقط نطالب بالحصول على اعتراف بشهاداتنا حتى نستطيع ان نعمل بها ليس اكثر.

تعقيب المحامي آدم مصالحه: طلاب أكفاء

وفي تعقيب للمحامي آدم مصالحه، ممثل الطلاب قال: أنا لست المستشار الإعلامي للخريجين وإنما أمثل قانونيا وقضائيا من توجه إلي منهم مباشرة أو وكل أعضاء اللجنة بالتوجه إلي، وهنا أتحدث عن عدد لا يستهان به من الخريجين، لذا أفضل توفير الطاقات لتمثيلهم قانونيا وقضائيا كما يجب.

واضاف لـ"بكرا": كلمة حق تقال بحق هؤلاء الشباب والشابات، فهم شباب وشابات على قدر كبير من المسؤولية والثقافة والإيمان بأهدافهم، وليس من السهل إخراجهم عن طورهم وجرهم لارتكاب أي عمل غير قانوني، إذ أنهم يقودون نضالا جماهيريا واسعا سعيا وراء حقوق يستحقونها هم وزملائهم، مع استعمال كل الطرق القانونية والأخلاقية المتاحة لهم.

واختتم: باعتقادي، حتى الآن لم ولن يرتكبوا أي عمل مخالف للقانون، وأختم بالقول: "القافلة تسير".

تعقيب كلية غرناطة...

كلية غرناطة قامت بدورها بإرسال تعقيب إلى موقع "بكرا"، طريق الناطق الرسمي والمسؤول الاعلامي جلال بنا حيث قال لـ"بكرا" حرفيًا: يتمحور الحديث عن شهادات جامعة اردنية معترف بها في المحافل الدولية وفي اسرائيل وفي سجلات اليونيسكو، اما بالنسبة للامور الاخرى فالامر قيد الدراسة، الجهات الرسمية صاحبة القرار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]