الطفلة امنة سرحان (11 عامًا) من مدينة عكا نجت من المأساة التي وقعت فجر يوم (16 شباط)، بداية العام في عكا، حين هوت العمارة في حارة الشيخ عبد الله وأودت بحياة خمسة اشخاص. هي لم تعتد بعد على فراق والديها، رايق ونجاح سرحان، الذين فارقا الحياة ومعهما شقيقها نصر الدين (8 سنوات)، رفيق روحها ودربها، في الحادث المأساوي، لكنها بدأت تتكيف وتتأقلم مع الوضع الجديد.  

والدة آمنة كانت وقبل الحادث قد أشترت لطفليهما عصفورين، وقصة العصفورين تشبه قصة الطفلين (نصر الدين وآمنة)، كلاهما تعلقا ببعضهما البعض حتى وقع الانفجار الذي هز عكا وهدم الطوابق الخمسة، وكما مزق الإنفجار رباط العائلة وفرق بين الشقيقين، فرق بين العصفورين، فعصفور نصر الدين رفرف بجناحيه طار وغادر، وبقيت آمنة وعصفورها.

منال ريماوي، ابن عكا، تقوم اليوم بدور الوصاية على آمنة..مراسل "بكرا" التقى ريماوي ليستمع اليها حول حضانة هذه اليتيمة خاصةً في عيد الأضحى.

حاولت ان تناديني ماما منال لكنني رفضت

وقالت ريماوي: رغم البيت الدافئ الذي يأوي آمنة، إلا أن ذلك لا يعوض عن حنان الأم، وبالنسبة لامنة وخاصة تلك الفترة التي وقعت فيها المأساة تعيش اياما صعبة للغاية فتعود للتذكر ماذا جرى وتفاصيل ذلك اليوم المشؤوم.

وأضافت: مع مرور الايام والشهور بدأت امنة تتكيف في بيتها الجديد، وبدأت تشعر بالأمان والاستقرار في كنف العائلة الحاضنة وهي بالنسبة لي كأبنائي الخمسة. بالنسبة لي لدي هدف سام وهو رعاية امنة حق الرعاية وحثها على متابعة دراستها حتى الدراسة الجامعية .

وأسهبت ريماوي:في كل صباح اوقظ اولادي وآمنة استعدادا للذهاب للمدرسة، فتودعني لدى خروجها من البيت وتقول (باي خالتي)، مع ان امنة قالت لي في البداية باي ماما، لكنني رفضت ذلك لأنه لا بديل عن الأم الحقيقية.

استصعب نطق كلمة كل عام وانتم بخير

اما خالتها فريال ام منال فقالت:لا يمكنني نسيان المرحومة شقيقتي وزوجها وحفيدي نصر الدين، فقد كانت شقيقتي تلازمني كل الوقت طيلة ساعات النهار، ولم تبخل يوما على اولادها نصر وامنة، وذات يوم وصتني اختي على اولادها وقالت(ولادي برقبتك،ديري بالك على ولادي وعلميهن)، وكأنها كانت تعد ايامها وتعرف انها مفارقة للدنيا.

وعن العيد تابعت فريال: قلبي ما زال مغلقا، وقلبي يحترق يوميا على شقيقتي، وحين ارمق امنة يشتعل قلبي حرقة عليها، وحتى كلمة كل عام وانتم بخير استصعب نطقها ...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]