اشارت المعطيات الأخيرة التي نشرتها وزارة الصحة الإسرائيلية مطلع أوكتوبر/ تشرين أول الحالي أن تكلفة العلاج الذي تقدّمه إسرائيل للجرحى السوريين تصل إلى 32 مليون شيكل، أي ما يعادل 9 مليون دولار. ويتلقى الجرحى السوريين العلاج في أربعة مراكز طبية إسرائيلية: زيف في صفد، نهاريا، بوريا في طبريا، ورمبام في حيفا.

ينقل الجرحى السوريين، خاصة مما يسمى بالثوار، من منطقة القنيطرة السورية إلى منطقة الحدود مع إسرائيل، حيث يتم نقلهم للعلاج داخل الحدود الإسرائيلية من قبل الجيش.  

إلى الآن، تمت معالجة 371 جريحًا في نهاريا، 388 في صفد، و 80 في حيفا. ويخضع اليوم في مستشفى زيف في صفد 16 جريحًا، منهم اطفال وشباب ونساء، وصفت جراح معظمهم بالخطيرة جدًا، فقدوا جرائها البصر او الأطراف من الجسم (اليد والرجلين).

عن العلاج الذي يتلقاه الجرحى وتعامل الطاقم الطبي معهم كان لمراسل "بـُكرا" حديث مع بعض الاطباء الذين اجمعوا على خطورة الحالات التي تصلهم، بالذات بتر الأطراف، وضرورة العمل على ابعاد الأطفال عن هذا الصراع الذي "لا ناقة لهم فيه ولا جمل"- على حد تعبيرهم. 

هؤلاء اطفال لا ذنب لهم في ما يحصل في سوريا

بروفيسور لرنر الكسندر مدير قسم العظام، قال لموقع "بكرا" : هناك اصابات عديدة ومختلفة تصل الى مستشفى زيف في صفد من الجرحى السوريين منهم اطفال شباب رجال ونساء. نتعامل مع كل حالة وحالة بجدية ونحاول قدر المستطاع إنقاذ المصاب وأطرافه، دون العمل على بترها، فنحن نعلم صعوبة العيش دون أطراف كاليد أو الرجل.  

وقال: من الإصابات الصعبة جدًا التي وصلتنا مؤخرًا طفلة مُصابة بجروح بالغة في منطقة الساق، حاليًا نعمل جاهدين من اجل اعادة ساق هذه الطفلة البريئة، اعادتها بشكل يسمح لها بالسير، اجرينا لها عملية جراحية وسنستمر في منح العلاج الملائم.

وأضاف: بودي ان اتطرق الى الجانب الانساني، هؤلاء اطفال لا ذنب لهم في ما يحصل في سوريا، ونأمل أن يتم إبعادهم عن مناطق النزاع، فلا يعقل أن يدفعوا ثمن حرب ليسوا شريكين بها. 

كلنا امل ان تنتهي الحرب ويعم السلام

وقال د. روزينطول الكسندر مدير قسم الجراحة عن خطورة الإصابات: هناك العديد من الاصابات التي تصل الينا واغلبها في منطقة الوجه. معظم الجرحى يصابون بشظايا القذائف ويعانون من حروق بدرجات كبيرة.

وأضاف: نأمل أن تنتهي الأزمة سريعًا، الحالات التي نعالجها بشكل يومي تشير إلى فظاعة ما يحدث على أرض الواقع. اتساءل يوميًا، اين يعالج بقية الجرحى، وهل ينالون العلاج الملائم؟! 

ماذا فعلوا هؤلاء الاطفال الابرياء ليتحملوا كل هذا

بدوره قال د. بوتيلوف فلدمير طبيب في قسم التخدير، متحدثًا عن اصابات الأطفال: هؤلاء الاطفال ليسوا في صورة الحرب، ماذا فعلوا هؤلاء الاطفال الابرياء ليتحملوا كل هذا الألم وان تدمر حياتهم وتصبح جحيم، هم بعيدين عن عائلاتهم واقربائهم ولا يعرفون الى اين يذهبون!.

معالجة 388 مصاب سوري حتى يومنا

وقال مدير مستشفى رفكا زيف في صفد د. كلاين شبيرا في حديث لمراسل " بـُكرا " : حتى الان تم معالجة 388 جريحًا سوريًا في مستشفى صفد اثر الحرب الدائرة في سوريا حيث يعمل الطاقم الطبي جاهدا من اجل انقاذ حياة المصابين من اطفال ورجال نساء وشباب، الاصابات متعددة منها الخطيرة ومنها المتوسطة والعديد من الاصابات المتنوعة في جميع انحاء الجسم، نتمنى بان تنتهي هذه المعارك الدائرة في سوريا وان يحل السلام لان هؤلاء اطفال ومواطنين ابرياء لا مكان لهم في هذه الحرب . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]